قنبلة ذرية
بقلم : إيڤيلين موريس
لا أحد يستطيع أن يتجاهل تأثير الحروب على الكبار والصغار إلا أن تأثيرها على الأطفال قد يمتد معهم منذ المهد وإلى اللحد فيؤثر هذا على شخصيتهم وتصرفاتهم وكذا مشاعرهم الرقيقة، وهذا ما حدث في لبنان بعد أن هدأت الحرب الاهلية بها.
ففي إحدى المدارس الإبتدائية أرادت إحدى المدرسات أن تعرف ما يجول بخاطر الأطفال فطلبت منهم أن يرسموا أي شئ يأتي ببالهم .
مرت المدرسة بالأطفال تنظر إلى رسوماتهم فوجدت أحدهم يرسم دبابة وآخر مدفعا والثالث رسم طفلا قتيلا وآخر منازل مهدمة بينما رفع طفل صوته يجهش بالبكاء على أبيه الذي فقده ولا يملك القدرة على رسمه كجثة هامدة لا تتحرك ، شعرت المدرسة بألم شديد في داخلها عما يحمله هؤلاء الأطفال الأبرياء داخل أنفسهم من ذكريات مُرة عن الحرب وكأن كل ما حولهم قد حطم هذه البراعم الصغيرة التي لم تجد أرضا خصبة تنمو فيها ففسد رجاؤهم وضاعت نظرتهم المتفائلة للحياه فجاء رسمهم يعبر عما في قلوبهم من بؤس وآلم .
اخيرا وجدت المدرسة طفله ترسم تفاحة ، فرحت المدرسة وهي تسأل نفسها في دهشة لماذا إختلفت تلك الطفلة في اتجاهها عن باقي زملائها فسألت الطفلة لماذا رسمتِ تفاحة ؟
بكت الطفلة وهي تنظر إلى وجه مدرستها وأجابتها قائلة إنها ليست تفاحة بل قنبلة ذرية.
صمتت المدرسة وقد إنطفأ الأمل داخلها لأنها أدركت أنه لامفر من خطورة تأثير البيئة على حياة الطفل فما بالك ببيئة تستيقظ على صوت مدافع وصراخ وجثث قتلى.
عزيزي القارئ لا تندهش إنها الحرب هذه القادرة ان تحطم كل شئ داخلك وتترك أثرها فيك وفي أبناءك مدى الحياه فترسم في أعماقك قنبلة ذرية تحطم طاقاتك مواهبك وإحساسك ومشاعرك الطيبه وتسلب منك تلك التفاحة الداخلية التي تحتاجها للحياة.
نسأل الله أن يقي العالم شر الحروب .
