اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الإعلام المأجور وفن إغتصاب العقول

الصفحة الرئيسية

 الإعلام المأجور وفن إغتصاب العقول :

الإعلام المأجور وفن إغتصاب العقول


كتب محمود فوزي 

دائما وأبدا يحاول الإعلام الخارجي المأجور  أن يصدر لنا مشاهد غير حقيقية ويحولها لمشاهد حقيقية لدرجة أن ننعطف معها ولانرى سوى ما يريد أن نراه.. إنه فعلاً فن اغتصاب العيون 


كثير منا شاهد سفينة تيتانيك كان عليها تقريبا أكثر من 220 شخص  تم إنقاذ  منهم حوالي 700  شخص فقط، هذا يعني ان اكثر من 1500 شخصا لقوا حتفهم .

في أحداث الفيلم مات تقريبا أغلب الناس بسبب الغرق، بينما مات بطل الفيلم بعد ساعات، بسبب برودة الماء وليس الغرق .

 كل  من شاهد هذا الفيلم لم يشعر بأي نوع من التعاطف تجاه المئات الذين ظهروا في الفيلم يغرقون، بالرغم من أن أغلبهم نساء وأطفال، وكانت أمنية كل شخص شاهد هذا الفيلم، هو أن يعيش البطل والبطلة وأن ينجيان من الغرق !

 لكن لم يسأل أحد نفسه  لماذا لم يشعر  بالتعاطف مع اللذين غرقوا سواء كانوا من الرجال أو النساء أو الاطفال وكان كله همه هو أن يتم إنقاذ  البطل (لص ومدمن خمر ولاعب قمار)  ولم يتعاطف مع المئات  الذين ظهروا وهم يغرقون في الفيلم ؟

ببساطة شديدة 

 استطاع المخرج أن يسلط الضوء على البطل والبطلة فقط، وكأنهما الوحيدان على متن السفينة، وجعلك تحبهما وتتعاطف معهما بالرغم من كل عيوبهما، وتتناسى في نفس الوقت الأطفال والنساء الذين غرقوا من حوله وكأن لا وجود لهم !

وكان هذا هو المقصود

 هكذا يتلاعب بنا الإعلام المأجور كل يوم، يسلط الضوء على مايريد وفق رؤيته السياسية أو المذهبية أو الجهوية أو المنفعة المادية، وليس من زاوية الحق، سواء كان له أم عليه، الإعلام بكل وسائله يمارس هذا العبث القذر على مدار 24 ساعة، وكل الأطراف المتصارعة والمتنازعة في عالمنا اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، ترينا المشهد من زاويتها هي فقط، لكن الحقيقة شيء آخر.

الإعلام المأجور وفن إغتصاب العقول


google-playkhamsatmostaqltradent