أنين الغربة
كتبت - منى طلبة
يدق القلب دقات سريعة معلناً ها قد حان الرحيل، يحمل حقيبته الصغيرة على ظهره النّحيل يجمع بقايا اشلائه المبعثرة في كل مكان تدخل الأم حاملة معطفاً ثقيلأ فالجو بارد..
ماسحة دموعها المنهمرة يودع حبيبته بنظرات خاطفة قائلاً " لا اله إلا الله" يعود برأسه مستندأ لكرسي الطائرة يسبح في بحر الذكريات تتساقط الدموع من عينيه للمرة الثانية بعد وفاة والده يفيق على صوت المضيفة معلنة الوصول لأرض الغربة.
أضواء المدينة تلمع في كل مكان.
طرقات نظيفة، أبراج شاهقة، محلات كبيرة سيارات فخمة...
الجمال حوله في كل مكان.
يدق قلبه معلناً حنينه للوطن
الغربة وما آدراك ما الغربة هي ابتعاد الإنسان بقلبه وعقله وجسده عن أهله وبلده حيث الذكريات الجميلة مع من يحب ولعِدّة أسباب منها العمل أو طلب العلم
ينشغل الإنسان فيكون جسمه معه لكن روحه عند أحبابه في الوطن فالجسم في أرض الغربةوالروح في أرض الوطن
يعيش بجسم بلا روح فالإغتراب موت قبل الموت وتعيش عمرك كاملاً باشتياق دائم لبيتك وأسرتك هذا هو الموت البطيء..
الغربة ليست فقط غربة الوطن لكن هناك الغربة الأصعب ألا وهي غربة الروح غربة النفس والمشاعر تعيش بين أهلك ووطنك لكنك تشعر أنك غريباً عنهم تعيش وسط أهل لم يعتادوا إلا أن يكونوا غرباء نعم غرباء يلتقون يتحدثون يأكلون يشربون ينامون في مكان واحد لكنهم غرباء كل واحد منهم يعيش كأنه عابر سبيل ومصيرهم في هذا الإجتماع حتماً ينتهي بالزوال
وأشد أنواع الغربة وجعاً هي غربة النفس والروح و الأكثر وجعاً هي أن تفقد حديث من تحب.
والغربة تعلمك الكثير من المشاعر تعلمك أن تنظر للورد كلما ضاقت نفسك ولكنها تعلمك في نفس الوقت أن تبتعد عنه تعلمك الغربة أن تكتم ما بداخلك من وجع و إن كانت تفضحه العيون وعلاج الغربة يكون في التواصل الإجتماعي مع الأحباب والأصدقاء وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة والتفكير بعمق في كل ماهو حولك والبحث عن اليد الحنون التي تخلصك من الهموم.
