اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الراقصة التي قتلها القصر الملكي

الصفحة الرئيسية

 الراقصة  التي قتلها القصر الملكي 

              


كتبت / عزه حسن علي


رغم مسيرتها الفنية القصيرة التي انتهت برحيلها المفاجئ عن عمر ناهز الستة والثلاثين عاما، في حادث سير غامض، أحاطت به التساؤلات، التي أشارت بأصابع الاتهام إلى الملك فاروق الأول

 لكن يبقى اسمها كواحدة من أشهر الراقصات الشرقيات اللاتي لمعن في مصر. "فاطمة عزالدين"،

 هو الاسم الحقيقي للراقصة والفنانة الراحلة "ببا عزالدين"، التي ولدت في لبنان، يوم 7 أكتوبر عام 1916، 

وجاءت إلى مصر بعدما احترفت الرقص الشرقي في ملاهي الشام،

 إذ علمت بأمر كازينو "بديعة مصابني"، الذي خرج منه عشرات الفنانين إلى عالم الشهرة.

 أعجبت "بديعة" برقصها، وسرعان ما منحتها رقصة "صولو" ضمن فقرات الكازينو، الذي خرجت منه تحية كاريوكا وسامية جمال،


 ومع مرور الوقت تزوجت "ببا" من "أنطوان عيسى"، ابن أخت بديعة مصابني، وحققت شهرة واسعة نظرا لتردد الكثير من الفنانين على ذلك الكازينو.


 نجاحها في الرقص دفع المخرجين إلى تقديمها في أعمال سينمائية،

وعلى الرغم من النجاح الفني الذي حققته ببا إلا أنها لم تترك أثرًا قويًا بالسينما؛ فقدمت خلال مسيرتها الفنية 7 أفلام تقريبًا

 فيلم "كله إلا ده"، عام 1936

«جحا والسبع بنات» مع فوزي الجزايرلي، وآخر أعمالها «ليالي الأنس» مع فريد شوقي عام 1947 ولكن.أشهرهم: «كدب في كدب» مع أنور وجدي عام 1944،


انطلاقها فى السينما وشهرتها  الأمر الذي شجعها على الانفصال عن كازينو "بديعة" لتستقل بذاتها صالة تحمل اسمه بشارع عماد الدين.


   وبمساعدة زوجها اشترت "ببا" فيما  كازينو "أوبرا" المملوك لبديعة مصابني،

 بعد عودة الأخيرة إلى لبنان هربا من الضرائب، 


ثم استدعت شقيقاتها من لبنان ليكن معها في إدارة الكازينو، فشاركتها أختها "عديلة" في الإدارة، وتزوجت المطرب سيد فوزي، 

بينما احترفت "شوشو" الرقص، وتزوجت من المطرب الشعبي محمد عبد المطلب، وذلك وفق ما أوضحه محمود فهمي إبراهيم، أحد كتاب ومؤلفي مسرح بديعة.


ومع شهرتها وفى فترة ما نشرت الصحف وقتها أن شابا يدعى عباس عرفي يعمل في إدارة مأمورية الأوقاف بالإسكندرية، كان يتردد على صالتها وأعجب بها، فاضطر إلى اختلاس أموال من وظيفته عدة مرات من أجل أن يصرف عليها ويبدو أمامها ثريًا.


ذكر الخبر أن المحقق استدعى الراقصة، وفتش منزلها وحقق معها وخابر بعض المصارف لمعرفة ما لها من الأموال المودعة فيها وصلت اختلاسات الشاب إلى 9 آلاف جنيهًا، وهو رقم كبير جدًا في تلك الفترة.


فيما ذكرت ايضا الكاتبة لوتس عبدالكريم في كتاب لها  عن الفنان يوسف وهبي أنه كانت له مغامرات كثيرة آخرها مع الراقصة ببا عزالدين، التي جعلته يتعاطى الكوكايين وينفق عليها الكثير من أمواله


 ضم الكازينو في فترة "ببا" العديد من الفنانين وعلى رأسهم ثريا حلمي وإسماعيل ياسين، واستطاعت أن تواصل نجاح أستاذتها، لكنها لم تهنأ به كثيرا،

 إذ كان في 5 فبراير 1952، 

اعلن خبر رحيلها المفاجئ في حادث انقلاب سيارتها،

يقال ان ببا اصطحبت جماعة من أصحابها بعربتها الخاصة، وكانوا في طريقهم إلى طوخ؛ لتتم إجراءات شراء بيت وحديقة ابتاعتهما قبل أيام من الحادث.


وللمصادفة العجيبة رغبت الراقصة اللبنانية في السفر بالقطار بدلًا من العربة، ولكنها استمعت إلى نصيحة أحد أقاربها بأن تذهب في سيارتها اقتصادًا للوقت، وبالفعل كانت على موعد مع حادث مروع وقع قبل وصولهم طوخ.


وسوء الحظ الذي لازمها كان لها وحدها؛ حيث نجا جميع أصدقاها ولقيت هي  حتفها حيث انقلبت سيارتها التي كانت تقودها وماتت في الحال.


 أثارت حادثتها الكثير من الجدل في ذلك الوقت، وذكرت عدد من الجرائد في الخمسينات إن حادث مصرعها كان مدبرًا 

ترددت الأقاويل حينها عن ضلوع الملك فاروق في قتلها عن طريق الخطأ، إذ كان المقصود هو عزيز فهمي، أحد شباب الطليعة الوفدية، الذي عُرف عنه معاداته لسياسات الملك،

 كان عزيز فهمي خصمًا للكثير من رجال القصر، خاصة أنه كان نائبًا في مجلس النواب عن حي الجمالية وكان شديد المعارضة للقصر ورجاله.


اذ كانت ببا تملك سيارة نفس ماركة ولون سيارة عزيز مما جعل الأمر يلتبس على منفذي العملية، فماتت عن طريق الخطأ، وفقًا للروايات التي رددها المعارضون للقصر وبالأخص أصدقاء عزيز فهمي، وجريدة “المصري”، الناطقة باسم الوفد في ذلك الوقت.


ورغم أن الحديث عن مقتلها من قبل القصر الملكي عن طريق الخطأ لم يثبت صحته إلا أنه لم يتم نفيه

كما أن مقتل عزيز فهمي بعدها بأسبوع بنفس الطريق حين كان ذاهبًا إلى بني سويف، قد يؤكد صحة الأمر والله أعلم  .

                       

الراقصة  التي قتلها القصر الملكي بالخطأ و جعلت يوسف وهبي يدمن الكوكايين

google-playkhamsatmostaqltradent