recent
أخبار ساخنة

‏الخذلان من رحم الخذلان 

 ‏الخذلان من رحم الخذلان 




كتب جمال مختار 


قصتنا اليوم تعد أمسية تعجبيّة فى مساء شديد الظلمة بعد نهار أغرقته الإنارة تحول الأمر بين ليلة وضحاها إلى النقيض تماماً وتم تصدير صورة مزيفة إلى اذهاننا أننا نحن العشوائيين الراجعيين بل وفى بعض الأحيان يمكن القول إننا تم وصفنا بالهمج وفى احياناً أخرى بالعدوانيين وسف اذكر لكم بعض التوضيح التاريخى ونقارن سوياً فى النهاية حيث بدأت رحلة الإمبراطورية الإسلامية مع قيام الدولة في المدينة المنورة ثم توسعت بشكل مذهل خلال العقود التالية فتحولت من كيان محدود إلى إمبراطورية شاسعة امتدت من حدود الصين شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا ومن آسيا الوسطى شمالا إلى المحيط الهندي جنوبا


حكمت الإمبراطورية الإسلامية رقعة واسعة من العالم المعروف زمنا طويلا امتد قرابة تسعمائة عام خلال العصر الذهبي الإسلامي مع تفاوت في المدى الجغرافي عبر العصور المختلفة ففي العصر الراشدي شمل التوسع الشام ومصر وفارس ثم امتد في العصر الأموي من الأندلس إلى حدود الهند وشهد العصر العباسي ذروة الازدهار الحضاري بينما مثل العصر العثماني آخر مراحل الامتداد الكبير


اعتمد صعود هذه الإمبراطورية على أسس متينة تمثلت في نظام حكم مرن يتكيف مع تنوع الشعوب والعدالة الاجتماعية النسبية بين الرعايا والتسامح الديني مع أهل الكتاب واقتصاد قوي يقوم على التجارة والزراعة


وقد انتشر إشعاع هذه الحضارة إلى أمم عديدة عبر قنوات متنوعة شملت طرق التجارة العالمية كطريق الحرير والطرق البحرية وعبر حركة الترجمة والنقل العلمي من اللغات القديمة وانتشر من خلال المراكز العلمية الكبرى مثل بيت الحكمة في بغداد وجامعات قرطبة والقيروان وكذلك عن طريق الرحلات الاستكشافية والاتصالات الدبلوماسية


وقد تجلى التأثير الحضاري الإسلامي في مجالات عديدة فنقلت أوروبا العلوم الرياضية والفلكية والطبية وانتشرت الفنون والعمارة الإسلامية المميزة وانتقلت تقنيات الزراعة والري كما دخلت آلاف الكلمات العربية إلى لغات الشعوب الأخرى


فخلفت الإمبراطورية الإسلامية إرثا حضاريا دائم ما يزال مرئيا في الأنظمة القانونية والإدارية في العديد من الدول وفي التطورات العلمية التي شكلت أساس النهضة الأوروبية وفي التنوع الثقافي الغني في المناطق التي حكمتها وفي الآثار المعمارية الخالدة الممتدة من الأندلس إلى الهند


لقد مثل العصر الإسلامي حقبة فريدة جمعت بين القوة السياسية والإشعاع الحضاري مقدما دليلا على أن الإمبراطوريات العظيمة تبنى بالعلم والثقافة والعدالة كما تبنى بالقوة والفتح 

يمكن أن يكون هذا كله مألوف لنا واعتدنا على سماعه ولكن ما لفت نظرى حقا هو ان خلال ما يقرب من تسعمائة عام لم يفكر المسلمون فى إبادة العالم حيث ظل تسليحهم على النحو التالي 

1. السيوف والفؤوس والرماح: كانت الأسلحة الأساسية للقتال القريب، مع تفوق في صناعة السيوف الدمشقية المشهورة بصلابتها ومرونتها.

2. الأقواس والسهام: طور المسلمون تقنيات متقدمة في القوس المركب، وكان الرماة عنصراً حاسماً في العديد المعارك.

3. المقاليع والمنجنيق: استخدمت لهدم الأسوار والحصون خلال حروب الحصار.

4. الدروع والخوذات: اهتموا بالحماية الشخصية بدروع متطورة نسبياً.

5. الأسلحة النارية المبكرة: في الفترة المتأخرة (القرن 13-15)، بدأ استخدام البارود والمدافع الأولية، خاصة في الدولة العثمانية.


السمات العامة ان الأسلحة كانت في الغالب للقتال المباشر، والتفوق كان في التكتيكات والإستراتيجية والروح المعنوية أكثر من التفوق التكنولوجي الساحق عندما ننتقل بالتفكير بعيداً قليلاً إلى الغرب الذين هم من صنعوا القنابل والصواريخ والأسلحة الكيميائية والقنابل الهيدروجينية والانشطارية والعنقودية والفسفورية والحارقة والفراغية والخارقة للدروع وحتى الذرية منها والتى تبيد ملايين البشر فى لمح البصر حرفياً استغرب جدا كيف هذا كيف لهم أن يصفونا أننا نحن العدوانيين والهمجيين وأنهم هم المتحضرين نحن عندما حكمناهم صدرنا لهم علم وأدب وتحضر وهم عندما حكمونا صدروا لنا الموت 

والان يأتينا رجالا ظاهرهم منا وباطنهم منهم لكى يملون علينا خرافاتهم أننا نحن المتخلفين العدوانيين اقول لهم رد واحد اقرأ كم فنبلة حول العالم عليها اعلامهم وكم عليها أعلامنا سوف تعرف نواياهم ونوايانا من تلقاء نفسك أيها المريض بالخذلان 


وفى الختام 

سلاماً على عالم يعج ب ال TNT وهذه طبعاً سخرية الأقاويل أيها السادة


google-playkhamsatmostaqltradentX