recent
أخبار ساخنة

من القيد إلى القيادة رحلة التحرر من عقلية الضحية وبدء التعافي

من القيد إلى القيادة رحلة التحرر من عقلية الضحية وبدء التعافي



كتبت - منى منصور السيد

يعتقد الكثيرون ان دور الضحية هو حالة تفرضها الظروف الخارجية فقط لكن الحقيقة النفسية اعمق من ذلك فهي حالة ذهنية يتبناها العقل كالية دفاعية لتجنب الالم الناتج عن تحمل المسؤولية او مواجهة الفشل ان التخلي عن هذا الدور ليس مجرد اختيار عابر بل هو ولادة جديدة للهوية الشخصية تبدأ بفهم الاسباب الكامنة وراء تمسكنا بهذا النمط فالعقل احيانا يجد راحة خفية في الشعور بالمظلومية لانها تمنحه مكاسب ثانوية مثل الاعفاء من ضرورة التغيير وجذب تعاطف الاخرين وتجنب مخاطرة التجربة والخطأ تحت مبرر ان الظروف اقوى مني

للخروج من هذا الفخ يجب ان ترتكز رحلة التحرر على شجاعة مواجهة الذات وتحويل مفهوم اللوم الى مفهوم المسؤولية والمسؤولية هنا لا تعني انك المخطئ فيما حدث لك في الماضي بل تعني انك الوحيد الذي يملك القدرة على الاستجابة لجودة حياتك في الحاضر هذا التحول يبدأ باعادة صياغة القصة الشخصية التي نرويها لانفسنا فبدلا من رؤية الذات كحطام ناتج عن تجارب قاسية يجب النظر اليها ككيان ناج اكتسب قوة ودروسا من تلك المحن فالتعافي الحقيقي يبدأ عندما ندرك ان التمسك بالضغينة هو قيد يربطنا بمن آذونا وان التحرر منهم يتطلب فك هذا الارتباط العاطفي للابد.



تطبيق هذا التحول على ارض الواقع يتطلب مراقبة دقيقة للغة الداخلية التي نستخدمها مع انفسنا واستبدال مفردات العجز بمفردات القدرة فكلمات مثل انا اختار يجب ان تحل محل انا مضطر وعبارة ساتعلم يجب ان تزيح لا استطيع بالتوازي مع ذلك يحتاج التشافي الى رسم حدود صارمة مع الاخرين وتعلم قول لا للاشياء التي تستنزف الروح دون شعور بالذنب والابتعاد عن الشخصيات التي تعزز فينا شعور العجز ومن خلال تحقيق انجازات صغيرة ومستمرة نرسل رسائل واضحة للدماغ باننا عدنا للسيطرة على دفة حياتنا مما يكسر وهم انعدام التأثير الذي تفرضه عقلية الضحية.



ان الطريق نحو التعافي ليس خطا مستقيما بل ستواجه خلاله مقاومة داخلية من عقلك الذي يميل لمنطقة الراحة القديمة ومقاومة خارجية من محيط قد يربكه ظهور نسختك القوية والجديدة لكن الاستمرار في هذا المسار هو قرار يتخذ كل صباح وهو الانتقال الحقيقي من مقعد الركاب الذين ينتظرون الانقاذ الى مقعد السائق الذي يحدد وجهته بنفسه في نهاية المطاف انت لست الندبة التي تركها الماضي بل انت الارادة التي تختار اليوم ان تشفي تلك الندبة وتصنع مستقبلا لا يحكمه الالم.


وكعهد مع نفسك لقطع هذا الطريق ردد دائما بيقين انا اليوم اتحرر من ثقل الماضي واستعيد شجاعتي لاكون المسؤول الاول عن سعادتي انا لست ما حدث لي بل انا القوة التي تختار الان ان تنمو وتزدهر وترسم حدودا تحمي سلامها النفسي.

google-playkhamsatmostaqltradentX