غرب أفريقيا تتعرض لعدة انقلابات عسكرية
محمد أبو سيف
ماذا يحدث في غرب أفريقيا؟
يبدو أننا أمام موجة أخرى من الانقلابات العسكرية .لقد تم الإعلان منذ فترة قصيرة عن إحباط محاولة انقلابية في بنين بعد أن أعلن مجموعة من الضباط عن الاستيلاء على السلطة .
فماذا حدث لملك القطن في كوتونو؟
يتولى باتريس تالون، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 67 عامًا ويُلقَّب بـ“ملك القطن في كوتونو”، الحكم منذ عام 2016 ومن المقرر أن يتنحى في أبريل من العام المقبل بعد انتهاء ولايته الثانية.
تميزت سنوات حكمه العشر بنمو اقتصادي قوي، لكنها شهدت أيضًا تصاعدًا في أعمال العنف من قبل الجماعات الارهابية المنتمية لداعش والقاعدة.
وبينما يشيد أنصاره بجهوده في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد، يتهمه منتقدوه بانتظام بالنزعة السلطوية.
وقبيل انتخابات عام 2026، كان مرشح حزب تالون، وزير المالية السابق روموالد واداغني، الأوفر حظًا لخلافته. أما المرشح الرئيسي للمعارضة، رينو أغبودجو، فقد رفضته اللجنة الانتخابية بحجة عدم حصوله على عدد كافٍ من الرعاه (الجهات الداعمة).
وفي الشهر الماضي، مدد برلمان بنين مدة ولاية الرئيس من خمس إلى سبع سنوات، مع الإبقاء على الحد الأقصى عند ولايتين.
المشكلة دوما هي ألتصاق الرئيس بكرسي السلطة إما بتجاوز الفترتين او تمديد سنوات مدته باي شكل .
و في 26 نوفمبر 2025، تحرك الجيش في غينيا بيساو Guinea-Bissau وأعلن إعتقال الرئيس عمر سيسوكو إمبالو، وفي اليوم التالي أعلن الجيش تعيين الجنرال هورتا نتام رئيساً للبلاد Horta Inta-A Na Man على رأس لجنة عسكرية.
لاحقاً وصل الرئيس المخلوع إلى السنغال ومنها إلى الكونجو حيث من المقرر أن يكون منفاه الدائم.
اليوم 7 ديسمبر 2025، جيش بنين يتحرك ويقوم بإقالة الرئيس باتريس تالون وتسلم الجيش لمقاليد الحكم في البلاد، ولا تزال الاشتباكات جارية ولا يمكن التحقق من مصير الرئيس أو مصير الإنقلاب.
العامل المشترك أن البلدين في غرب افريقيا، الذي يشهد منذ بضع سنوات سلسلة من الانقلابات العسكرية التي دبرتها دولة عظمى ضد أنظمة موالية للغرب بوجه عام و موالية لفرنسا على وجه التحديد، وقد أدت تلك الانقلابات إلى تنصيب حكام موالين لروسيا في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وأعلن الثلاثي في وقت لاحق تأسيس "كونفدرالية الساحل الافريقي".
غينيا بيساو تقع على ضفاف المحيط الأطلسي، كانت مستعمرة برتغالية سابقة وأهلها يتحدثون البرتغالية لليوم وكان يطلق عليها قبل الاستقلال غينيا البرتغالية.
بنين كذلك تقع على ساحل خليج غينيا المطل بدوره على المحيط الأطلسي، تقع جغرفياً ما بين نيجريا والنيجر وبوركينا فاسو وتوجو، وحصتها من سواحل خليج غينيا يطلق عليه خليج بنين، وقد عانت بنين من الاستعمار الفرنسي لسنوات.
الغرب – خاصة الدولة العميقة في الولايات الامريكية – رد باللعبة المعتادة، تحريك الجماعات الإسلامية الإرهابية ضد الأنظمة الموالية لروسيا، جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة تضرب مالي بشدة، وفى سبتمبر 2025 أعلنت بدء حصارها للعاصمة باماكو.
وفى عام 2022، أعلنت عدداً من الجماعات الإرهابية في غرب افريقيا التحالف ومبايعة تنظيم داعش وتكوين تنظيم ولاية الساحل الافريقي، علماً بأن داعش تلك تنظيم ولاية غرب افريقيا بزعامة بوكو حرام منذ عام 2015، ولكن تم تأسيس ولاية الساحل الافريقي بعيداً عن مسرح عمليات ولاية غرب افريقيا للتركيز على الدول التي أصبحت في يد النفوذ الروسي.
الفرق الجغرافي الأساسي بين ولاية غرب افريقيا وولاية الساحل الافريقي:
1 – ولاية غرب أفريقيا = بحيرة تشاد وما حولها
(نيجيريا – تشاد – النيجر – الكاميرون)
2 – ولاية الساحل = الصحراء الكبرى والمثلث الحدودي
(مالي – بوركينا فاسو – النيجر)
