recent
أخبار ساخنة

الكاتب عماد الدين محمد | يكتب | علمتني أمي أن أزرع شجرة … فماذا علّمك أبوك؟

 علمتني أمي أن أزرع شجرة … فماذا علّمك أبوك؟



   يوميات كاتب

بقلم الكاتب والشاعر : عماد الدين محمد

علمتني أمي أن أزرع شجرة، أن أترك أثرًا حيًّا ينمو بمرور الزمن، لا أن أبحث عن ظلٍ مؤقت.


إن العمل الدؤوب، والجهد الصادق، والتفاني في سبيل الوصول إلى الهدف المشروع، هي القيم التي تنقش الأسماء على جدران التاريخ، وتُعرّف الآخرين بمن نكون حقًّا.


فلنعلم جميعًا أن المجد والتاريخ لا يصنعهما النائمون، ولا الحاقدون، ولا المتملقون، ولا الوصوليون الذين يتسلقون على أعناق جهود الآخرين، ويقتاتون على تعب غيرهم.


فالتاريخ لا يرحم الزيف، ولا يخلّد إلا من قدّم وبنى وضحّى.


إن أردت أن يعرف الناس من أنت، فاترك أعمالك تتحدث عنك، واجعل ما قدّمته في شتى الجوانب إرثًا باقيًا لك ولهم، يخبرهم عنك دون حاجة إلى ضجيج أو ادّعاء.


فهناك فرقٌ بين من جمع الحطب ليشعل نارًا تُنير الدروب وتبعث الدفء .

وبين من جلس يحتمي من برد شتائه القارس.

فالقيمة الحقيقية لا تُعلن، بل تُكتشف مع الزمن.


فالأهرامات الشامخة، على عظمة صمتها، تخبرنا بأسماء من بناها، لا بأسماء من زارها، أو تسلّقها، أو جلس يومًا يستظل بظلها. وهكذا هو المجد؛ لا يُنسب لمن مرّ عابرًا، بل لمن وضع حجرًا، وثبّت أساسًا، وترك أثرًا لا يزول.


ولعلّ على الحاقدين والحاسدين والمتملقين والوصوليين أن يراجعوا أنفسهم، ويطهّروا قلوبهم من السواد، قبل فوات الأوان، فالعمر يمضي، ولا يبقى بعده إلا ما قدّمناه بصدق وإخلاص ، لا يبقي إلا العمل الطيب والسيرة الحسنة وحب وإحترام الآخرين .

google-playkhamsatmostaqltradentX