رسالة لؤلؤة الأعماق
كتبت - منى منصور السيد
يا فارسي
هَمْسُكَ عاد بي إلى الأمان
في زمنٍ ضاع منه نبض الشريان
لستُ الهالكة، بل أنت لي الميزان
فكيف أخشى النار… وأنت لي الغفران؟
يا مالكَ القلب… يا سيفًا بملكْتنا
هذي يدي لك عهدٌ ما ينقصنا
للعشق ركنٌ سماويٌّ يجمعنا
فاطمئن… فما ضللنا ولا تهنّا
لا تخشَ حرَّ الوادي… جمرُك ضوءٌ لي
وفي عيني نارُ الشوقِ أضحت ري
أهدتني شعاعَ الشمسِ دون خجلٍ
فَمُنذ عرفتك… ليلُ البرد ولّى عنّي
ما عدتُ أبحث عن نسماتِ ربيعٍ عابرة
فأنت الربيعُ المقيمُ في كل دائرة
أزهرتَ في كل ما كان خريفًا ضاربة
أنت الفصول… أنت العمر… أنت الآخرة
في داخلي صحراءُ كانت لا يزورها
غيثٌ… ولا زهرُ الحياة يدورها
أطلقتَ في روحي النسيمَ وطيورها
فصارت جنةُ قلبي… أنت نورها
دع السنوات تتهاوى… لا تُعاتبها
فكل لحظةٍ قبلك… ما عشتُها
أنت القدرُ الذي أعاد لي عمرًا
أحيا به، ومن المهد عشقًا أنت رسمتها
يا سيدي… رفقًا بقلبٍ ذاب في حلمك
فالكون ضاق… ولم يسعْ إلا ضمك
أنت الفجرُ الذي أشرق بعد عتمك
وأنت اللؤلؤةُ التي خرجت لتُكرمك
لا تخشَ بُعدًا… فقلبي فيك مرساته
روحي إليك تُسابق كلَّ آهاته
عشقي سماويٌّ… وهذا هو إثباته
أن الحياة بدأت حين جاءتْكَ رسالاته.
