وعد بلفور
محمد أبو سيف
يوافق الثاني من شهر تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام، الذكرى الثامنة بعد المائة (108) لإصدار وزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور تصريحه المشؤوم في نفس اليوم من عام 1917 بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية، والذي نجم عنه نكبة الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه وارتكاب أبشع وأفظع الجرائم بحقّه، والتي تستمرُ وتتواصل حتى يومنا هذا لتُشكّل أكبر مأساة إنسانية لشعبٍ بأكمله وظُلماً تاريخياً مازالت آثاره وتداعياته الكارثية مُتواصلة ومُتصاعدة وتُهدد الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
وتأتي ذكرى تصريح "بلفور" هذا العام في ظل استمرار مُعاناة الشعب الفلسطيني جراء حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) في قطاع غزة لعامين كاملين، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال وتدمير شبه كامل للقطاع المُحاصر ونزوح مُتكرر لمليونيّ فلسطيني من أهالي القطاع، وتَواصُل السياسات والمُمارسات والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية المُحتلّة من إعدامات ميدانية وإعتقال الآلاف وهدم البيوت وإرهاب المستوطنين والتوسّع الإستيطاني وسرقة الموارد وتدنيس المُقدّسات المسيحية والإسلامية واستمرار مُخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى المُبارك، في سلسلة مُتواصلة ومُستمرة من الجرائم التي ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، والتي تنتهك كافة الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والإعلان العالمي لحقوق الانسان.
