لَا تَلُومُونِي
لَا تَلُومُونِي
بقلم الكاتب والشاعر : عماد الدين محمد
لَا تَلُومُونِي إِنْ هَجَرْتُ الدُّنْيَا
فَقَدْ أَتْعَبَنِي الرَّجَاءُ.
عِشْتُ حَالِمًا يَرْسُمُ التَّمَنِّي
عَلَى شُطآنِ الفَنَاءِ.
يَا عُيُونِي، قَدْ جَفَّ دَمْعُكِ
وَالْعُمْرُ قَدْ مَرَّ هَبَاءً.
كَمْ رَجَوْتُكِ
حَتَّى مَلَّ مُنَى الرَّجَاءِ
وَكَأَنَّنِي الْوَحِيدُ فِيكِ
قَدْ كُتِبَ عَلَيْهِ الشَّقَاءُ.
كُلَّمَا رَأَيْتُ وَجْهِي
وَالرَّأْسَ يَعْلُوهُ الشَّيْبُ
وَكُلَّمَا سَمِعْتُ صَدَى الأَنِينِ
يَدُوِّي بِلَا هَمْسٍ أَوْ بُكَاءٍ.
سَأَرْحَلُ بَعِيدًا، وَلَا تَذْكُرِينِي
فَلَا شَيْءَ مِنْكِ يَسْتَحِقُّ الرِّثَاءَ.
وَكَأَنَّنِي عِشْتُ فِيكِ دَهْرًا
وَلَمْ يَكُنْ مِنْكِ مَا يَدْعُو لِلْبَقَاءِ.
وَلَا لِيَ مَا يُخَلِّدُ ذِكْرَى
بَعْدَمَا مَضَى عُمُرِي
وَذَابَتْ مِنْ عَلَى سُطُورِي
كُلُّ أَشْعَارِي وَمُفْرَدَاتِي
تُعْلِنُ العِصْيَانَ
فِي زَمَنٍ وُئِدَ فِيهِ الوَفَاءُ.

