حصري: التحالف الوطني للاحزاب في يوم قرية إتريس الكبير " بالإجماع معاك يا ياسر "
محمد مرعي
في قرية اتريس، تلك القرية الوادعة على ضفاف نهر النيل بمحافظة الجيزة، تحركت الحياة مساء على إيقاع غير معتاد. لم يكن يوماً عادياً في وجدان أبنائها، بل كان يوماً يختلط فيه صوت الأرض برؤية المستقبل. أكثر من ألفي مواطن من قطاع شمال الجيزة احتشدوا في ساحة القرية، لا بدافع الفرجة، بل تعبيراً عن إرادة جماعية تشكّلت حول رجل واحد: المستشار ياسر عرفة، مرشح تحالف الأحزاب.
المؤتمر الذي جاء برعاية حزب مستقبل وطن وتنظيم المستشار عرفه ، بدا منذ لحظاته الأولى مشهداً وطنياً خالصاً. بدأت الفعالية بتلاوة عطرة للقرآن الكريم بصوت المقرئ محمد عبدالمجيد، تبعها وقوف الجميع في إجلال للنشيد الوطني — لحظة امتزجت فيها العاطفة بالوطنية، وارتفع فيها صوت الجماهير تأكيداً للانتماء.
ثم كان المشهد الأهم، حين صعد المستشار ياسر عرفة إلى المنصة، يحمل في نبرات صوته ما يشبه العهد بين المرشح والناس. لم تكن كلماته خطاباً انتخابياً تقليدياً، بل أقرب إلى ميثاق جديد، دعا فيه إلى وحدة الصف، ونبذ الخلاف، والعمل من أجل “دائرة تتحدث بلغة واحدة هي مصلحة المواطن”.
واحدة تلو الأخرى، توالت الكلمات المؤيدة من رموز الحياة السياسية في الجيزة. حمادة حلمي أمين حزب “مستقبل وطن”، تحدث عن "لحظة وعي جماعي تفرض على الجميع الاصطفاف خلف من يملك الرؤية لا الوعود". ثم جاءت كلمة الدكتورة جيلان أحمد مرشحة حزب “مستقبل وطن”، مؤكدة أن “ إتحاد الأحزاب اليوم ليس مجرد تحالف انتخابي، بل خطوة في طريق وطني طويل”.
أما هبة الله أرمستغالي، فبدت كلماتها محمّلة بنَفَسٍ شبابي يرى في ياسر عرفة مرشحاً يمثل “الجيل الذي يريد أن يبني لا أن ينتظر”. وتحدث أيضاً النائب محمود الصعيدي والدكتور قطب فازورة والنائب السابق رجب معوض حجازي، في مشهد بدا فيه الحاضرون وكأنهم يكتبون فصلاً جديداً في تاريخ التوافق السياسي داخل الدائرة.
لم يكن المؤتمر مجرد فعالية انتخابية، بل أشبه ببيان سياسي خرج من قلب الريف المصري، ليقول إن الوعي لم يعد حِكراً على المدن، وإن التحالف بين الأحزاب يمكن أن يبدأ من قرية صغيرة تحمل اسم اتريس... لكنها تحمل أيضاً أملاً كبيراً في الغد.