الملياردير أندريه بابيش يثير القلق في أوروبا
محمد أبو سيف
تُجرى انتخابات البرلمان في جمهورية التشيك اليوم ، وسط توقعات بفوز محتمل لحزب “آنو” بقيادة الملياردير أندريه بابيش، رئيس الوزراء السابق، بنسبة تتراوح بين 28-34.9% وفق استطلاعات الرأي. يواجه بابيش ائتلاف “سبولو” الحاكم بقيادة بيتر فيالا، الذي يحظى بدعم يتراوح بين 21-21.9%. تثير الانتخابات قلق الاتحاد الأوروبي بسبب الاستقطاب السياسي وإمكانية صعود قوى شعبوية قد تعرقل السياسات الموحدة بشأن دعم أوكرانيا، العقوبات على روسيا، الهجرة، والمالية العامة.
حزب “آنو” يركز على خفض الضرائب، زيادة الأجور، دعم الإنفاق، والحد من الهجرة، مع انتقاد سياسات الاتحاد الأوروبي “الخضراء”، ويظهر تأييداً لنهج دونالد ترامب. في المقابل، يدعم فيالا مواصلة دعم أوكرانيا والاستقرار الاقتصادي دون زيادة الإنفاق. أحزاب أخرى مثل “الحرية والديمقراطية المباشرة” اليميني المتطرف (13%) و”ستاسيلو!” اليساري (7%) قد تلعب دوراً في تشكيل ائتلاف حكومي، لكنها تتبنى مواقف معادية للاتحاد الأوروبي وقريبة من روسيا.
بابيش، الذي يملك تكتلاً زراعياً وصناعياً، يدعو لسياسات براغماتية، معارضاً زيادة الإنفاق الدفاعي ودعم أوكرانيا عسكرياً، ومطالباً بتشديد إقامات اللاجئين الأوكرانيين. استطلاعات الرأي تشير إلى عدم حصول “آنو” على أغلبية مطلقة، مما يدفعه للبحث عن تحالفات مع أحزاب هامشية. الرئيس التشيكي بيتر بافل حذر من مخاطر التحالفات الشعبوية التي قد تهدد عضوية التشيك في الاتحاد الأوروبي و”ناتو”، مع إمكانية استخدامه صلاحياته الدستورية لعرقلة تعيين وزراء متطرفين.
تتزامن الانتخابات مع تزايد الدعاية الروسية والمعلومات المضللة في التشيك، التي تهدف إلى تقويض الثقة بالاتحاد الأوروبي و”ناتو”، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويثير مخاوف من تحول جيوسياسي قد يعيق الإجماع الأوروبي.