أحمد عز يكشف أسرار النجاح والتحولات الاقتصادية الكبرى في لقاء تلفزيوني
كتب: محمود فوزي
في حوار حصري ومطوّل ، أدلى المهندس أحمد عز، رئيس مجلس إدارة مجموعة حديد عز، بتصريحات لافتة تناولت إنجازات شركته الكبرى، ورؤيته الثاقبة للمشهد الاقتصادي المصري والعربي، والقرار المفصلي بخروج الشركة من البورصة.
جاء هذا الحوار بمناسبة حصول "حديد عز" على لقب أفضل شركة عربية في صناعة الحديد والصلب لعام 2024، في تتويج لمسيرة حافلة من التفوق والريادة. وأكد المهندس عز على مكانة الشركة كقوة إقليمية ضاربة، مشيرًا إلى أن الطاقة الإنتاجية السنوية لحديد عز تقترب من 7 ملايين طن، ما يجعلها من الرواد في المنطقة.
ولم يقتصر تأثير الشركة على السوق المحلي، فقد كشف عز عن أرقام قياسية في الصادرات لعام 2024، حيث بلغت قيمة صادرات الشركة إلى معظم دول العالم نحو 1.7 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعكس الجودة العالمية للمنتج المصري وقدرته التنافسية في الأسواق الدولية. وأشار إلى أن هذا النجاح في التصدير هو محرك رئيسي لدعم الاقتصاد الوطني.
رؤية اقتصادية: "تصحيح العملة وليس تعويم"
على الصعيد الاقتصادي الأوسع، قدم المهندس عز رؤية جريئة ومختلفة بشأن الإجراءات النقدية الأخيرة في مصر. حيث شدد على أن ما حدث للعملة المحلية مقابل الدولار هو عملية "تصحيح" لقيمة الجنيه المصري، وليس "تعويمًا" بالمعنى التقليدي. وأوضح أن هذا الإجراء يأتي ضمن خطة شاملة تهدف إلى استعادة التوازن الاقتصادي، وضمان سعر صرف حقيقي يعكس القوة الشرائية والقيمة الحقيقية للعملة في ظل العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية.
وفي سياق الإصلاح الاقتصادي، تناول عز بصراحة التكاليف التي يتحملها المجتمع، مؤكدًا أن الطبقة المتوسطة هي من تتحمل الأعباء المعيشية الأكبر حاليًا، وذلك كضرورة حتمية لتهيئة المناخ الاقتصادي. وأشار إلى أن هذه التضحيات ستُترجم مستقبلاً إلى ضخ استثمارات ضخمة وجذب رؤوس الأموال، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى خلق فرص عمل وتحسين مستويات المعيشة على المدى الطويل، مؤكدًا على أن الإصلاحات الجذرية تتطلب دائمًا صبرًا وتحملاً في مراحلها الأولى.
قرار الخروج من البورصة: عودة إلى الملكية الخاصة
أما بخصوص الجدل الدائر حول مستقبل الشركة في سوق المال، فأكد المهندس أحمد عز أن قرار خروج "حديد عز" من البورصة المصرية هو قرار عائلي بحت، وليس لأسباب اقتصادية تتعلق بأداء الشركة أو ثقة السوق. وأوضح أن الهدف من هذا التحول هو إرجاع الشركة إلى كيان خاص بالكامل، مما يمنحها مرونة أكبر في اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتنفيذ خطط التوسع دون التقيد بمتطلبات الإفصاح والآليات المعقدة للسوق المالي التي لا تتناسب دائمًا مع طبيعة عمل الشركات الصناعية الكبرى التي تتطلب سرعة وحرية في الحركة.
وبهذه التصريحات، يرسم المهندس أحمد عز خارطة طريق واضحة لمستقبل "حديد عز" القائم على الريادة الصناعية والتوسع العالمي، ويقدم في الوقت ذاته رؤية متفائلة ومتبصرة للتحديات الاقتصادية في مصر، مؤكدًا على أن الصناعة القوية هي حجر الزاوية لأي نهضة اقتصادية مستدامة.