اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الخوف من الفقد

الخوف من الفقد



د. ضياء الرفاعي

لايف كوتشينج – أخصائي تطوير الذات


الوجه الخفي للحب بين الغيرة الزائدة والخوف من الفقد.

في كثير من العلاقات الزوجية  يظهر نوع من الخوف والقلق المستمر عند بعض الزوجات  خوف دفين من أن يتركها زوجها  أو أن هناك من ستخطفه منها  وربما تفقد اهتمامه بها.

في الحقيقة  هي لا تشك في زوجها بقدر ما تخاف تخاف أن يستيقظ يومًا ولا يراها جميلة في عينيه كما كانت

تخاف أن يتحدث مع أخرى بلُطف كما كان يحدثها هي تخاف من لحظة صمتٍ أو شرودٍ قد تعني أن تفكيره أو قلبه ذهب إلى مكان آخر.



هذا الخوف نابع من تصورات داخلية وعدم أمان نفسي  وله أسباب متعددة أبرزها : 

- ضعف الثقة بالنفس

  فالأنثى بطبعها كائن غيور  وأحيانًا تغار حتى من نفسها عندما تشعر الأنثي  بتقدّم العمر  تبدأ ثقتها بنفسها بالاهتزاز  وتحاول إضافة لمسات تُبرز جمالها رغم أنه موجود بالفعل فجمال المرأة الداخلي وروحها الخفيفة أرقى وأعمق من أي جمال ظاهري

عدم الثقة بالنفس يجعلها تتساءل

هل سيتركني زوجي لأنني تقدّمت في العمر؟

أم لأنني متسلطة بعض الشئ ؟

أم لأن صوتي يرتفع أحيانًا أثناء النقاش ؟

أم لأن غيرتي زادت عن القدر المطلوب ؟

كل هذه الأسئلة ما هي إلا دلائل على اهتزاز الثقة بالنفس .

ومن أسباب عدم الأمان النفسي أيضًا لدي بعض الزوجات :

ـ  التفكير الدائم في خيانة الزوج 

 وغالبًا ما يكون هذا بسبب تأثير الدراما والسوشيال ميديا التي تملأ عقول النساء بمشاهد الخيانة والشكوك حتى أصبحت مادة خصبة للدراما أكثر من الواقع .

ـ كما أن تجارب سابقة سواء حدثت من الزوج أو من مقربين للزوجة 

 قد تترك أثرًا عميقًا يُعيدها إلى دوامة الشك والخوف .



نتائج الخوف من الفقد

ـ الخوف من الفقد له نتائج مدمّرة تُعكر صفو الحياة الزوجية المستقرة

ـ الغيرة المفرطة والشك الدائم من مجرد أفكار بلا دليل يجعل الزوجة تعيش في توتر دائم فتراه تحدث نفسها قبل زوجها وتقول :

أنا حاسة إنك ما بتحبنيش زي الأول   يمكن بتخوني ؟

وحين تسألها عن السبب  يكون ردها  بشوفك بتسرح كتير  وبتفكر كتير.


يا سيدتي الفاضلة  ربما زوجك مشغول بمشاكل العمل أو بمصاريف البيت والأولاد .

يمكنك أن تسأليه عن انشغاله بطريقة لطيفة ودافئة تريحك وتريحه  واختيار الوقت المناسب للحديث  بدلًا من الاتهام والشكوك.


كيف نتعامل مع الخوف من الفقد

أولًا : الاعتراف بوجود المشكلة  فـالغيرة الزائدة ليست حبًا  بل خوفًا يحتاج إلى وعي وتدريب نفسي.


ثانيًا :  فتح باب الحوار بين الزوجين بصدق وهدوء  دون اتهامات أو رفع أصوات حتى لا تتفاقم الأمور .

ثالثًا : التفرقة بين ما هو حقيقي وما هو مجرد ظنون وتصورات لا دليل عليها.

رابعا : في حالة عدم فهم شيئًا ما أثناء الحوار لابد من الاستفسار فورا عن القصد حتي لا نكون عرضه لتوقعات لا تثمن ولا تعني من جوع

 رسالة إلى الرجل (الزوج)


عزيزي الرجل 

هي ليست ناكرة للجميل ولا شريرة في أسئلتها الثعبانية كما قد تراها أحيانًا الأنثى تتعامل مع الخوف كأنه جزء من حبها وتدافع عنه بقوة حتى وإن خانها التعبير لذا عليك احتوِائها بالصدق والأمان العاطفي فالكلمات وحدها لا تكفي.



 رسالة إلى الأنثى (الزوجة)

الغيرة التي كانت في يوم ما علامة اهتمام قد تتحول بمرور الوقت إلى حصار مؤلم .

الحب ليس معركة لإثبات الذات ولا مراقبة مستمرة .

بل هو أمان وطمأنينة وثقة تجعلك واثقة أنك محبوبة حتى في غيابك

أنتِ الأجمل والأكمل في كل مراحل عمرك.

حاولي أن تحققي توازنًا بين العطاء والكرامة بين الحنية والعقل.

وأخيرًا

الحب الحقيقي لا يُقاس بالأسئلة الكثيرة بل يُقاس بالثقة والأفعال الصغيرة التي تثبت المشاعر يومًا بعد يوم

حافظوا على بيوتكم واتقوا الله في أنفسكم وأولادكم.

فالخوف من الفقد لا يحمي الحب بل يُضعفه.

أما الثقة فهي الأمان الذي يُبقي الحب حيًا.

google-playkhamsatmostaqltradent