recent
أخبار ساخنة

رهينة الظل

 رهينة الظل



قصة قصيرة " رهينة الظل "

بقلم : مروة محمد عبد المنعم

الجمعة 19 سبتمبر 2025 | 7:00 AM

لا تعد بما لا تستطيع الوفاء به.

لا تزرع الشوك وتنتظر حصاد الورد.

لم أقل كانت حياة، ولكن حين يرسم قلم أنثى أوجاع الأنثى، حقًّا سوف يرسمها بصدقٍ مكلّلٍ بدموع قلمٍ وقلبٍ سفحته يد الظلم والقهر.

 لبعض الرجال الذين فقدوا أنبل معاني الرجولة وفروسية الأخلاق الذين نصبوا أنفسهم  وبمنتهى الأريحية  ملوكًا يجب أن تخرّ لهم جباه النساء إجلالًا وتقديرًا.


ويجب أن تنبض قلوبهن قبل أجسادهن، وتترقص عشقًا لمجرد أنها نالت شرف الاقتراب إليه ضمن حرم قصره المنيع: يقرب هذه ويبعد تلك كلًّا حسب ما تقتضيه ضرورة تواجده بمبدأ مكيافيلي حقير. 

وبالطبع هناك دائمًا أعذار، وبالتأكيد هناك أنثى تعلق قبلها ويجب أن تصدق وتلتمس العذر وتصبح الجنة العذراء لهذا العنكبوت السام الذي نسج خيوطه بإحكام وجعل الفريسة ترقص من شدة الألم بعد أن حقنها بمخدر الوعود والكلمات المعسولة، قبل أن يمتص دماء ودموع لوعة شوقها وتصديقها لقصة عشق مكذوبة.


وحين تريد الفريسة التحرر، ينتفض هو بدموع تماسيحٍ مكذوبةٍ، محاولًا استئثار عطفها، متذرعًا بألف عذر مقبول، تحت شرط وقيد أنك وافقتِ من البداية أن تدخلي مراهنة لعبة النصف: أن تكوني نصف وقتٍ ونصف اهتمامٍ ونصف حياة.

 رضختِ أن تكوني رهينة حياة الظل.


ما أبشع أنانيتك البغيضة.

أنت تريد أن تكون هذه المسكينة لك أقدم مهنة في التاريخ، دون أن تنبس بكلمة، بل تظل ترقص طربًا لأنك أغدقتَ عليها محبتك؟!


قلمٌ ينبض بنار الخذلان رسم لوحة الوجع؛ كانت زخات ريشة وألوان، ما بين ظلّ ونور رسم قلبًا حاول أن يجد السلوى بعد الخذلان في نور اللوحة.

 

ولكن، مع الأسف، كانت مناطق الظل في هذه اللوحة أشد وطأة على قلبٍ لم يملك إلا أن يحب بصدق لم يشعر به من قبل. 

كان يظن أن كلماته وريشته ستكونان اللمسة الساخنة وينبوع الحياة على جسد هذا النرجسي البارد.


وقالت وهي تنظر في مرآة عمرها الذي بدأ يتلاشى:

لماذا أنتم بارعون ماهرون في قلب الحقائق؟ ماهرون في كسر القلوب؟ ماهرون في لعبة الاختفاء والظهور؟

أحيانًا يستفيق الجسد وتتطهر الروح من دمٍ مسموم ملوث، وتعود تلملم خصلات شعرها الذهبية التي سكنها بعض الشيب، وتسأل في حيرة مفعمة بوجع مرير:


هل يحق لي أن أبدأ حياة جديدة؟

هل يحق لقلبِي أن يعتنق عشقًا جديدًا؟

هل انتهت قصتي أم أن القدر سيكتب فيها فصلًا جديدًا؟

هل يحق لي أن أعاود السكون إلى محراب الحب؟

أم أن قلبي الشقي كفر بكل كلمة تعبر عن هذا المفهوم المقدس الذي فقد

 مع الأسف، قدسيته؟


كزهرة سُحقت تحت قدم هذا السيد العظيم بمنتهى الدم البارد، ينتهي المطاف أن لا تروق بعد ذلك لأحد. 

فمَا أمتلكه هذا السيد العظيم 

 في نظره لا يحق لغيره الانتفاع به.


هكذا صرخت في مرآة عمرها: 

«أنتِ من رضختِ حبًا، وبكل سعادةٍ لتكوني رهينة ظل السيد العظيم»

لن تحرر أغلال أسركِ إلا يدكِ وحدك أن تعودي أقوى وأجمل مما بدأتِ.

 هذا هو أبلغ انتقامٍ لسنوات الأسر المريرة.

google-playkhamsatmostaqltradentX