recent
أخبار ساخنة

حين يتحول العلم إلى رؤية تصميمية معاصرة للفنانة الدكتورة وسام حمدي النواوي

حين يتحول العلم إلى رؤية تصميمية معاصرة للفنانة الدكتورة وسام حمدي النواوي



كتب - عماد الدين محمد 

في أجواء احتفالية راقية، اختُتم المعرض الفني التشكيلي "Elasticity" 

للفنانة الدكتورة

 وسام حمدي النواوي.

 وقد حمل المعرض اسمًا مبتكرًا ليعكس جوهر فكرة ديناميكية الكون بين التمدد والانكماش، في صياغة لغوية حديثة مستندة إلى نموذج الارتداد الكبير في علم الكونيات مترجمةً إياه إلى لغة بصرية غنية بالعلاقات الخطية والتكوينات المتناغمة في لوحات تصميمية معاصرة.


وجاء الختام وسط حضور مكثف أكد أن التجربة لم تكن مجرد معرض فني تشكيلي، بل حدث استثنائي جمع بين الفكر العلمي والإبداع الفني في صياغة بصرية غير مسبوقة.


وقد افتُتح المعرض الأستاذ الدكتور شريف حسن عبد السلام عميد كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان والأستاذة الدكتورة مروة خفاجي وكيلة الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والفنان التشكيلي أحمد الجنايني رئيس أتيليه القاهرة، وسط حضور بارز لنخبة من الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والفنانين والمثقفين.


يطرح المعرض تصورًا تشكيليًا لفكرة التمدد والانكماش الكوني لنموذج الارتداد الكبير، مستلهمًا من المرونة الكونية التي يعكسها النموذج العلمي. 

فانطلقت الفنانة الدكتورة وسام حمدي النواوي من العلاقات الخطية والهندسية لتجعلها تتمدد وتنكمش في جماليات بصرية متسلسلة مستلهمةً إيقاعاتها من تناغمات الفنان العالمي فازاريلي في صياغة مستحدثة تخدم فكرة نموذج الارتداد الكبير. فلم يكن توظيف الخداع البصري في أعمال د. النواوي مجرد إبهار بصري، بل خيارًا فكريًا واعيًا، حول الخطوط الشبكية إلى إيقاعات ديناميكية تجسد المرونة الكونية، حيث يختبر المشاهد إحساسًا بالحركة المستمرة بين الاتساع والانكماش.


كما حرصت الفنانة التشكيلية 

د. وسام حمدي النواوي على إثراء تجربة الزائر منذ اللحظة الأولى فأعدّت بانرًا إبداعيًا ضخمًا عند مدخل المعرض حمل ملخصًا شعريًا لفلسفة المعرض ورؤيته الكونية. 


وقد صُمم البانر على عمود علوي ليشكل بموقعه البارز افتتاحية بصرية وفكرية للمعرض، مسردًا بأسلوب تعبيري مميز جوهر الفكرة التي تجسدت لاحقًا في الأعمال المعروضة. 

هذا التقديم الشعري لم يكن مجرد عنصر زخرفي، بل جاء كجسر بين النظرية العلمية واللغة الفنية، مهيئًا الزائر لخوض رحلة تأملية داخل عالم "Elasticity"، حيث تتقاطع المرونة الكونية مع جماليات التشكيل في تجربة فريدة.


كما قدمت الفنانة الدكتورة رؤى متنوعة لطريقة العرض التقديمي للأعمال الفنية، فجاء العرض بمرونة تشكيلية موازية لفكرة المعرض:


اليوم الأول: جدارية تجميعية واحدة على جدار رئيسي ضخم لتظهر ككيان متكامل.


اليوم الثاني: تفككت الجدارية إلى وحدات مستقلة.


اليوم الثالث: توزعت الأعمال على ثلاث حوائط؛ اللوحة الرئيسية في الوسط، ثم امتداد الأعمال يمينًا نحو الجدار الثاني للتأكيد على فكرة الاتساع، بينما جاءت يسارًا في تقارب بصري يعكس الانكماش 

لتتيح قراءة متغيرة للتجربة.



وقد عرضت الفنانة 14 لوحة تصميمية تمحورت حول لوحة مركزية عملاقة جسدت نقطة الانطلاق: لوحة واحدة جمعت بين عمليتي الاتساع والانكماش، لتصبح محورًا يتفرع منه العمل الفني كله:


خمسة لوحات يمينًا: جسدت التمدد الكوني، حيث تتسع العلاقات الخطية الشبكية وتنطلق الجسيمات في حركات متسارعة إلى الخارج. 

وغلب على هذه المجموعة الأزرق والأبيض لتعكس إحساس السماء والاتساع، مع درجات برتقالي–أحمر متباينة لتجسد مفهوم الاتساع المتسارع.


خمسة لوحات يسارًا: عبّرت عن الانكماش الكوني، حيث تتقارب المسارات الخطية نحو الداخل في أعماق متتالية، متجمعة تدريجيًا في نقطة انغلاق. 

تميزت هذه الأعمال بعلاقات لونية يغلب عليها الأخضر والبرتقالي 

الأصفر والذهبي، في تدرجات بين الفاتح والغامق، بما أضفى جماليات إضافية وأكد حركة الانكماش.



وفي ختام المعرض، قدمت الفنانة الدكتورة وسام حمدي النواوي نموذجًا مصغرًا جسّد هوية التجربة على هيئة عمود بصري لفكرة المرونة الكونية:


اللوحة العلوية تناولت الاتساع الكوني التي  تليها مزجت بين الاتساع والانكماش، بينما عبّرت اللوحة الأخيرة عن الانكماش الكوني.



بهذه التجربة الاستثنائية، وضعت

 د. النواوي الفن التشكيلي في حوار مباشر مع العلم، إذ امتزج نموذج الارتداد الكبير مع الخداع البصري في صياغة تصميمية معاصرة، لتؤكد أن الفن ليس مجرد جماليات بصرية بل أفق فكري ومعرفي قادر على احتضان أعقد النظريات العلمية وتحويلها إلى تجربة حسية تصميمية مدهشة.

google-playkhamsatmostaqltradentX