recent
أخبار ساخنة

الإحالة للمعاش 

 الإحالة للمعاش 



كتب - د . محمد إسماعيل 

شهدت خلال الفتره الماضية العديد من حفلات التكريم لأصدقاء وزملاء أعزاء عند إحالتهم إلى المعاش وقد لفت انتباهي ما يرافق هذه اللحظة من مشاعر مختلطة بين الفرح والاعتزاز من جهة والقلق والخوف من المجهول من جهة أخرى هذا المشهد الإنساني المتكرر دفعني للتأمل في هذه المرحلة الفاصله من حياة الموظف وما قد يترتب عليها من آثار إيجابية وسلبية فكان من الضروري أن أكتب في هذا الموضوع الذي يمس كل أسرة وكل موظف عاجلاً أم آجلاً وانتظره ومشغول بما يترتب عليه من اثار




أخطر ما قد يواجهه المتقاعد هو الصدمة النفسية الناتجة عن الانتقال المفاجئ من حياة مليئة بالحركة والنشاط والمسؤوليات اليومية إلى حياة يغلب عليها السكون والفراغ يشعر البعض بفقدان قيمته الاجتماعية أو بانتهاء دوره في المجتمع مما يولد إحباطا واكتئابا إذا لم يحسن التعامل مع هذه المرحلة ويحافظ علي تواجده .


الفراغ وعدم الانشغال قد يؤديان إلى قلة الحركة الجسدية وبالتالي زيادة احتمالية الإصابة بأمراض مثل السمنة الضغط السكري أو أمراض القلب كما أن العزلة النفسية قد تضعف المناعة وتسرع من تدهور الصحة العامة.


غالبا ما تقل دائرة العلاقات الاجتماعية بعد التقاعد حيث كان العمل مصدر تواصل دائم مع الزملاء والبيئة الخارجية ومع غياب هذه الروابط قد يشعر المتقاعد بالعزلة أو الهامشية خاصة إن لم يكن لديه أنشطة بديلة

 أو شبكة دعم أسري قوية.


ورغم أن المعاش يمثل مصدر دخل ثابت إلا أنه غالبا ومن المؤكد ما يكون أقل من الراتب الفعلي الذي كان يتقاضاه الموظف أثناء الخدمة وهذا قد يؤدي إلى ضغوط مادية خصوصا إذا كانت الالتزامات العائلية أو الصحية كبيرة.


وبعض المتقاعدين يعانون من صعوبة في التكيف مع الحياة الأسرية بعد أن كانوا يقضون معظم وقتهم خارج المنزل أحياناً يؤدي ذلك إلى احتكاكات أسرية أو خلافات نتيجة تغيير نمط الحياة المفاجئ والتدخل في كل الأمور وهذا نتائج مترتبه علي التقاعد.


فكرت كثيرا كيف نواجه هذه الأضرار

ونخطيط في وقت مبكر قبل التقاعد وذالك بوضع خطط مالية وصحية واجتماعية قبل الوصول إلى هذه المرحلة.

والانخراط في أنشطة جديدة مثل الأعمال التطوعية أو ممارسة هوايات محببة.

والحفاظ على النشاط البدني بالمشي

 أو الرياضة الخفيفة للحفاظ على الصحة وتعزيز الروابط الاجتماعية من خلال المشاركة في النوادي والجمعيات الخيريه وزيارة الأصدقاء والأهل وتنمية الجانب الروحي بالعبادة وقراءة القرآن والتأمل مما يمنح راحة وسكينة داخلية.



ايها القارئ الحبيب استعد الي مرحلة الإحالة للمعاش وهي ليست نهاية المطاف بل بداية لمرحلة جديدة يمكن أن تكون أكثر هدوءا وثراء إذا ما أحسن الفرد استغلالها لكن تجاهل أضرارها قد يقود إلى مشاكل صحية ونفسية واجتماعية لا يستهان بها لذا من المهم أن ينظر المجتمع والدولة إلى هذه الفئة على أنها ثروة بشرية تحتاج إلى رعاية وأن يسعى كل فرد إلى جعل هذه المرحلة امتدادا لعطائه لا توقفا

 لمسيرته.

google-playkhamsatmostaqltradentX