مشكلة التعثر في الكلام عند الأطفال (التأتأة)
بقلم : د. مي العجمي
استشاري تعديل سلوك الأطفال والمراهقين
قد نجد بعض الأطفال يتكلمون بشكل طبيعي، ثم تظهر عليهم فجأة بعض التغيرات؛ فيبدأ الطفل بالتعثر في الكلام، ونلاحظ صعوبة في تنفسه أثناء الحديث، فيصبح الأمر ملاحظًا داخل الأسرة والمدرسة.
فتطلب الأم من طفلها أن يتكلم بشكل صحيح، لكنه لا يستطيع، فتنهره أحيانًا وتتجاهله أحيانًا أخرى، ثم تعود لتطلب منه الكلام بشكل سليم، لكنه يظل يتحدث بنفس الطريقة، فتقول الأم في النهاية:
"هذه مشكلة بلا حل، لقد أصابني ابني بالجنون"
وهنا يجب أن يدرك الوالدان أن هناك أسبابًا متعددة وراء تعثر الطفل في الكلام، ومن أهمها:
وجود طفل جديد في البيت
قد يشعر الطفل الأول بالغيرة، فيحاول لفت انتباه والديه من خلال التأتأة.
الحل: تجاهل الأمر دون عتاب أو لوم للطفل.
الخوف من الإقبال على مرحلة جديدة
مثل دخول الحضانة لأول مرة
أو الالتحاق بالمدرسة، وهو ما يمثل مرحلة الفطام النفسي عن الأم.
الأساليب الخاطئة في التربية
كالانتقاد المستمر، أو العقاب البدني عند ارتكاب الأخطاء، مما يؤدي إلى اهتزاز ثقة الطفل بنفسه، وبالتالي خوفه وتلعثمه في الكلام.
السخرية والاستهزاء بالطفل
عندما يسخر الأهل أو المحيطون من تصرفاته، أو يضحكون عليه ويهينونه أمام الآخرين، يفقد الطفل ثقته بنفسه ويزداد تعثره في الكلام.
لذلك على الوالدين أن يدركا الحالة النفسية التي يمر بها الطفل، ويحتضناه ليشعر بالأمان.
وعليهما تجنب الضرب أو الانتقاد المستمر، والحرص على احتواء أخطاء أبنائهم، وتعلم أساليب التدعيم الإيجابي للسلوكيات الصحيحة، إضافة إلى استخدام العقاب الإيجابي الذي يوجه الطفل دون أن يزرع بداخله الخوف.
