recent
أخبار ساخنة

صنع الله إبراهيم : وداعًا يا من رفضَ أنصاف الحلول

صنع الله إبراهيم : وداعًا يا من رفضَ أنصاف الحلول


كتبت - منى منصور السيد

وداعًا صنع الله إبراهيم، وداعًا لأديبٍ شجاعٍ رفض واقعنا بكل ما فيه من عيوب ولم يساوم على مبادئه.

 رحل جسده، ولكن بقيت كلماته التي كانت مرآةً صادقةً تعكسُ أوجاع الأمة وآمالها. 

لم يكن صنع الله مجرد روائي، بل كان ضميراً حياً، يرفض الظلم والفساد، ويؤمن بأن الحقيقة يجب أن تُقال بصوتٍ عالٍ حتى لو كانت مؤلمة.


يُعد صنع الله إبراهيم واحدًا من أبرز الروائيين المصريين المعاصرين، وله دور كبير في تشكيل ملامح الرواية العربية الحديثة. 

يتميز أسلوبه الأدبي بالجرأة والعمق، ويجمع بين الواقعية والوثائقية وهو ما يمنح أعماله قوة خاصة وتأثيرًا عميقًا. 

في زمنٍ كثر فيه الانحناء، بقي هو شامخاً رافضاً أن يُقايض حريته الفكرية بأي مكاسب.


من هو صنع الله إبراهيم؟

صنع الله إبراهيم هو روائي وقاص مصري ولد في القاهرة عام 1937. 

يُعرف بأنه أحد أهم أدباء جيل الستينيات في مصر، وهو جيل ارتبطت أعماله بالقضايا السياسية والاجتماعية في فترة ما بعد ثورة يوليو 1952. 

تعرض للسجن في شبابه بسبب آرائه السياسية ومعارضته للنظام، وهو ما أثر بشكل كبير على تجربته الإنسانية والأدبية.

سمات أسلوبه الأدبي

يتميز أسلوب صنع الله إبراهيم بعدة خصائص فريدة، جعلته من الكتاب المميزين:

 الواقعية والوثائقية: غالبًا ما يدمج صنع الله في رواياته وثائق حقيقية، مثل قصاصات من الصحف، أو وثائق رسمية

 أو تقارير إخبارية.

 هذا الدمج بين السرد الروائي والمواد الوثائقية يضفي على نصوصه مصداقية ويجعلها أكثر ارتباطًا بالواقع المعاش. 

من أبرز الأمثلة على ذلك روايته "ذات"، التي تتناول تحولات المجتمع المصري خلال عقود طويلة، وتستخدم الأخبار الصحفية كخلفية تاريخية للأحداث.

 

النقد السياسي والاجتماعي: تُعتبر رواياته منصة لنقد الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر والعالم العربي. 

يتناول قضايا الفساد، والقمع، واليأس والهزيمة، بأسلوب مباشر لا يخشى المواجهة.

 الأسلوب الساخر واللاذع: يستخدم صنع الله إبراهيم السخرية أداةً لنقد الواقع المرير. سخريته ليست مجرد دعابة، بل هي سلاح حاد يكشف التناقضات والعيوب في المجتمع.



اللغة السردية المتقشفة

 يبتعد عن اللغة المزخرفة والمبالغ فيها ويفضل استخدام لغة بسيطة ومباشرة تركز على نقل الفكرة بوضوح وفعالية

هذه البساطة لا تقلل من عمق نصوصه

 بل تزيد من تأثيرها.



أعماله البارزة

 من أشهر أعماله الروائية التي تركت بصمة في الأدب العربي: "تلك الرائحة" و"نجمة أغسطس" و"ذات" و"شرف" 

و"الأمريكان في بلادنا"



صنع الله إبراهيم ليس مجرد كاتب، بل هو شاهد على عصره، استخدم قلمه ليعبر عن هموم جيله والأجيال التي تلته. 

رفضه لجائزة الرواية العربية عام 2003 احتجاجًا على الأوضاع السياسية، هو دليل على التزامه بمواقفه، وجعله رمزًا للكاتب المستقل الذي لا يساوم على مبادئه. 

وداعاً يا من علّمنا أن الأدب ليس مجرد حكايات بل هو فعل مقاومة وشجاعة.

google-playkhamsatmostaqltradentX