recent
أخبار ساخنة

لهذا يبني السيسي دولة جديدة من الألف إلى الياء

لهذا يبني السيسي دولة جديدة من الألف إلى الياء



 كتب - يوسف علي ـ خبير سيبرانى 

رأينا جميعًا آثار تركة الدولة القديمة التي يتباكى عليها البعض، في مشهد حريق سنترال رمسيس.

 مجرد حريق محدود، في مبنى قديم تسبب في انقطاع واسع لخدمات الاتصالات والإنترنت، وشلل مفاجئ في قطاعات حيوية.


ولعل هذا كان من بين الأسباب الجوهرية التي دفعت الرئيس السيسي رغم كل ما يُقال، إلى اتخاذ القرار الصعب بإعادة بناء الدولة من الجذور

 لا تجميلها، بل تأسيسها من جديد.


ومن هنا فإن الدولة المصرية تعمل بجدية على إنشاء مراكز بيانات عملاقة وإطلاق منظومات السحابة الحاسوبية الوطنية، ضمن استراتيجية متكاملة لبناء مصر الرقمية.


وفي هذا السياق، دشّنت الحكومة ثلاث منشآت ضخمة تُعد من الأكبر في المنطقة:


 • مركز رئيسي يضم آلاف الخوادم يخدم 144 جهة حكومية عبر منصات "مصر الرقمية" ويؤسس لقلب رقمي جديد للدولة.


 • مركز تبادلي احتياطي، مصمم لضمان استمرارية الخدمة، عبر نقل البيانات لحظيًا من المركز الرئيسي، وتولّي المهام في حال حدوث أي عطل طارئ.


 • مركز بيانات متطور للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في العين السخنة، يقدم خدمات الجيل الجديد مثل تحليل البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، ويعمل كبنية احتياطية قادرة على استيعاب الأزمات.


أيضًا أطلقت الدولة سياسة "Cloud First"، التي تُلزم الجهات الحكومية بتخزين وإدارة بياناتها داخل هذه المراكز الوطنية، بدلًا من الاعتماد على خوادم قديمة أو متفرقة، أو اللجوء لخدمات أجنبية غير آمنة.


ولم تتوقف الجهود عند هذا الحد، بل عملت مصر على تأسيس "عقل جامع" لكافة بيانات الدولة والشعب المصري يشمل بيانات الأجهزة الحكومية والخوادم الرسمية.

وقد جرى حفظ هذا "العقل الرقمي" في مقر سري وآمن تحت الأرض بعمق 14 مترًا داخل العاصمة الإدارية الجديدة بالتبادل مع موقع آخر قريب منه، لضمان أعلى مستويات الحماية والمرونة في حالات الطوارئ.


إن اكتمال هذا المشروع العملاق لن يكون مجرد تحديث تقني، بل تحصين حقيقي لأمن مصر الرقمي، وبناء جدار حماية وطني يُؤمن معلومات الدولة ومواطنيها، ويضمن استمرار الخدمات حتى في أحلك الظروف.


حريق سنترال رمسيس كان بمثابة جرس إنذار لكن الدولة كانت منتبهة مبكرًا وبدأت في التحرك.

google-playkhamsatmostaqltradentX