recent
أخبار ساخنة

خسائر بالجُملة

الصفحة الرئيسية

 خسائر بالجُملة 



كتب د. ضياء الرفاعي

 الدولة تخسر  بالجملة، ونحن أيضًا نخسر ولكن بالقطاعي، وذلك حينما أصبحت الطرقات ساحة للفوضى. 


قد يبدو الأمر غريبًا للبعض لكنه الواقع الأليم الذي نعيشه هذه الأيام . 


هل يعقل أن تخسر الدولة؟

نعم

وللأسف نحن نخسر معها مالًا وأرواحًا وأخلاقًا  وثقافة . 

قبل أقل من ربع قرن، كانت وسائل الانتقال داخل القرى والمدن الهادئة تعتمد على ( الحنطور ) تلك العربة الأنيقة التي يجرها حصان تبث في الأرجاء نغمة الزمن الجميل ورقي التعامل،و لكن لم يطل المقام.

 فقد ظهر ما يُعرف بـ "حنطور المستقبل" أو كما أطلق عليه العامة  التوكتوك  ومن بعده تبعه التروسيكل ثم حلّ البلاء الأكبر وهو الموتوسيكل الصيني الذي اجتاح شوارعنا بلا هوادة  كالنار في الهشيم . 



وفي حين أن هذه الأدوات تبدو خدمية في ظاهرها  إلا أنها في حقيقتها كانت المدخل إلى سلسلة كوارث اجتماعية وأمنية واقتصادية وثقافية . 


خسائر الدولة، نزيف لا يتوقف

 خسائر اقتصادية

تتمثل في دخول آلاف المركبات غير المرخصة دون رقابة أو تراخيص أو ضرائب .

استهلاك الطرق والبنية التحتية دون مقابل.

غياب مصادر دخل هائلة كان يمكن تحصيلها من مالكي هذه المركبات. 

 خسائر بيئية

تلوث بصري وسمعي يشوه كل مظهر حضاري.


ضجيج مزعج وتلوث سمعي ينخر في هدوء الأحياء والقرى وكذلك المدن.

خسائر أمنية

حوادث مرورية قاتلة سرعة جنونية السير عكس الاتجاه بلا محاسبة

استخدام هذه المركبات في كثير من الجرائم مثل السرقة  والخطف بل وتهريب وتعاطي المخدرات.

سائقون مجهولون لا يحملون هوية ولا يُسألون عند الكوارث.

أما خسارتنا نحن  فحدث ولا حرج فهي أكبر من أن تُحصى.

 أرواح تُزهق يوميًا بسبب الاستهتار وقلة الوعي

 خراب بيوت نتيجة شراء هذه المركبات بالتقسيط والعجز عن السداد

 تفشي ظواهر سلبية كثيرة مثل ألفاظ نابية وسلوكيات شاذة  وشباب دون رقابة يقودون هذه المركبات وكأنهم في سباق مفتوح بلا نهاية

لا بدّ من وقفه أيها السادة 

والحل سهل ،لكنه يحتاج إلي تخطيط وإرادة وشئ من التنظيم .



في البداية يجب لا يجب أن تخرج أي مركبة من الميناء أو من عند المستورد إلا برقْم موثّق يُسجّل لدى جهات مختصة في المرور، ولا تُسلّم أي مركبة للمشتري إلا بعد ترخيص رسمي وأرقام أو أحرف تلصق على هذه المركبات وتجدّد سنويًا  ولو برسوم رمزية (مثلاً 100 جنيه). 


 يُحدد خط سير واضح لكل نوع من هذه المركبات.

 يُشترط حد أدنى لسن السائق 15 عامًا على الأقل.

 تُسن قوانين صارمة للمسائلة القانونية عند أي تجاوز أو حادث . 


كلمة أخيرة

إن لم نُقنّن هذه الفوضى نخسر أكثر مما نتخيل نخسر  أمننا  وأرواح شبابنا  ووجه مصر الحضاري  ونخسر معها آخر ما تبقى من ثقافة وقيم الشارع.

 دعونا نبدأ من الآن

فالتقنين ليس رفاهية بل ضرورة وطنية. 

google-playkhamsatmostaqltradentX