recent
أخبار ساخنة

الدكتور محمد إسماعيل ... يكتب - أزمة المثقف

 أزمة المثقف



       أزمة المثقف

بقلم : د. محمد إسماعيل 

في زمن التغيرات السريعة والتحديات المتعاظمة تبرز أزمة المثقف كواحدة من أبرز أزمات مجتمعاتنا العربية تلك الأزمة التي لا تتعلق بنقص في عدد المتعلمين 

أو حاملي الشهادات بل بأزمة في الدور والوعي والارتباط بالواقع.



المثقف ليس مجرد قارئ نهم أو محاضر بارع بل هو صوت الضمير ومرآة المجتمع وعينه التي ترى أبعد من سطح الأشياء. 


لكننا اليوم نجد أنفسنا أمام نموذجين متطرفين من المثقفين منهم مثقف السلطة الذي يبرر ويمتدح ويغض الطرف عن الواقع المؤلم فيتحول من ناقد إلى مبرر.



ومثقف العزلة الذي اختار الانكفاء على الذات يكتب لنفسه أو لنخبة مغلقة لا تؤثر ولا تتأثر، كمن يغني في صحراء لا سامع فيها ولا صدى.


لقد باتت أزمة المثقف تتجلى في فقدان البوصلة

هل دوره التنوير أم التحريض؟

هل هو تابع للسلطة أم منافس لها؟

هل ينحاز للجماهير فعلاً أم يتحدث بلغة لا يفهمها سواهم من المثقفين؟

أصبحت كثير من الكتابات النخبوية مغرقة في التعقيد تقصي عامة الناس بدل أن تحتويهم وصار الحديث عن قضايا المجتمع نوعًا من الترف الفكري، وليس التزامًا حقيقيًا بتحقيق وعي تغييري أو دعم لقضايا عادلة.



السلطة من ناحيتها لم تكن يوما صديقة للمثقف الحقيقي بل غالبا ما تسعى إلى تدجينه أو تحييده وإن عجزت أخرجته من المشهد أو شوهت صورته أمام الناس.


 ولذلك، يحتاج المثقف اليوم إلى التحلي بالشجاعة الفكرية والاستقلالية دون أن يقع في فخ العدمية أو الإحباط.



إن الخروج من أزمة المثقف لا يتم إلا باعادة تعريف دوره وتأكيد التزامه بالحق وقربه من نبض الناس ووعيه بواقعهم ورفضه أن يكون صوتا على الهامش أو أداة في يد السلطة.


المثقف الحقيقي هو من يملك الجرأة على قول الحقيقة حتى لو بقي وحده.

google-playkhamsatmostaqltradentX