recent
أخبار ساخنة

الكشف عن مجمع معماري بالخارجة جدير بالتسجيل تراث عالمي

 الكشف عن مجمع معماري بالخارجة جدير بالتسجيل تراث عالمي



كتب - د. عبد الرحيم ريحان

تمكنت البعثة الأثرية المصرية من المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتورة سهام أحمد إسماعيل مدير عام آثار الخارجة والعاملة بمنطقة عين الخراب بمنطقة آثار واحة الخارجة الإسلامية والقبطية بالوادي الجديد من الكشف عن بقايا المدينة السكنية الرئيسية لواحة الخارجة والتي شهدت فترة التحول من الوثنية إلى الديانة المسيحية.



تكمن أهمية هذا الاكتشاف فى كشف المدينة السكنية الخاصة بمقابر البجوات الشهيرة وبالتالى لدينا مجمع معمارى متكامل من الفترة الرومانية والمسيحية المبكرة بما يتوافق مع المعيار الرابع لتسجيل ممتلك ثقافى تراث عالمى ثقافى باليونسكو والخاص بمجمع معمارى يمثل مرحلة أو مراحل هامة من التاريخ البشرى والذى سجل على أساسه موقع مارمينا العجايبى بكنج مريوط تراث عالمى ثقافى باليونسكو عام 1979.



مقابر البجوات

تأكد من خلال دراسة للباحثة رنا محمد بشير رشيدي بعنوان "خصائص الرسوم الجدارية في مقابر وكنائس منطقة البجوات من القرن الأول إلى القرن السادس - دراسة ميدانية" أن واحة الخارجة شهدت في القرن الرابع الميلادي قدوم أعدادًا كثيرة من المسيحيين لدرجة تعيين أسقف عاش في واحة الخارجة من قبل بطريرك الإسكندرية ويبدو أن المسيحيين الأوائل قد مارسوا معتقداتهم الدينية بحرية في الواحة وذلك مما خلفوه من آثار مختلفة تعود إلى الفترة المسيحية المبكرة هذا بالإضافة إلى نزوح العديد من المسيحيين وبالأخص الرهبان الذين اتخذوا الواحات في الصحراء الغربية مناطق لممارسة الرهبنة.



وشكّلت الصحراء بيئة منعزلة مناسبة لهذا الطقس الديني الذي أصبح وسيلة "مقاومة سلبية" للحكم الروماني الذي مارس الاضطهاد ضد الأقباط بشتى الطرق, ولعل ذلك الاضطهاد هو ما دفع الأقباط في ذلك الوقت إلى ممارسة عباداتهم أيضا داخل المقابر فهي تعتبر ملاذًا آمنًا للعبادة وما عثر عليه بمقابر عدة بالإسكندرية من رسوم وكتابات قبطية تعود إلى تلك الفترة هي خير دليل على ذلك.



تسمية عين الخراب

تقع منطقة عين الخراب الأثرية شمال مدينة الخارجة الحديثة على بعد حوالي 5 كم تقريبًا ويحدها من الشرق طريق أسيوط – الوادي الجديد الخارجة ويحدها من الغرب عين مياه قديمة ومن الجهة الجنوبية مزارع نخيل أهالي ومن الجهة الشمالية نهاية منحدر جبل الطير المشيد عليه مدينة البجوات الأثرية على بعد حوالي 500 م تقريبًا، وهي تسمية محلية أطلقها أهالي المنطقة نظرا لوجود عين مياه قديمة مهجورة كما يطلق عليها عين التربة لوقوعها ما بين جبانتين؛ الأولى شرقها وهي الجبانة الرومانية والثانية شمالها وهي جبانة البجوات الأثرية، وكذلك عين النزهة حيث كان يحضر إليها أهالى المنطقة لقضاء عطلاتهم في المواسم والأعياد لوجود حدائق نخيل ومناطق أثرية ومناظر طبيعية محيطة بها.



علاقة الكشف بالبجوات

تشير الدراسة التوثيقية لنتائج الحفائر الذى أعدها فريق العمل بالبعثة الأثرية بالخارجة برئاسة الدكتورة سهام أحمد إسماعيل إلى وجود جبانة البجوات الأثرية شمال المنطقة المكتشفة والتي تحتوي علي الكثير من الدفنات والمزارات والكنائس، وأن جميع الشواهد المعمارية بها تدل على أنها استُخدمت في أكثر من عصر بداية من عصور ما قبل التاريخ التي تظهر واضحة في النهاية الشمالية من الجبل (جبل الطير) التي أُقيمت على نهاية المنحدر الجنوبي منه جبانة البجوات وأن خطة العمل بالتنقيب استهدفت البحث عن المدينة السكنية لجبانة البجوات وبناءً عليه تم اختيار منطقة عين الخراب جنوب الجبانة على بعد 250م



المبانى الثابتة

كشفت أعمال التنقيب بموقع عين الخراب بمنطقة آثار الخارجة عن أهمية الموقع من الناحيتين المعمارية والفنية شملت مجموعة من الغرف والحجرات المربعة والمستطيلة الشكل متراصة على جوانب طرقات وممرات طولية ضيقة تتماشى مع طبيعة الموقع وبيئته والمسقوفة بقبو للغرف المستطيلة وقبة للغرف المربعة وبها ملحقات تشمل المواقد والأفران وأماكن للطهي وأخرى للذبح.



شيدت هذه الغرف أعلى مجموعة من المقابر المقبية بعد أن تم تسوية أسطحها بكميات من الرمال والتربة الطفلية تمثل أرضية لتلك المنشآت سواءً كانت سكنية أو خدمية تعلو العمارة الجنائزية.



اشتملت بعض هذه المقابر على عدد من الجثامين التي تم حرقها زمن الاضطهاد الروماني للديانة المسيحية وذلك من خلال العملة المعدنية المكتشفة بجوار تلك الدفنات وبعضها وجد فارغًا ربما تم نهبها في فترات سابقة أو تم الكشف عنها من قبل متحف المتروبوليتان بنيويورك بالقرن الماضي أو تم تشييدها ولم يدفن بها أحد.



اللقى الأثرية

عثر على كثير من القطع الأثرية التي تؤرخ لحقبات زمنية متتالية على هذا الموقع منها أواني فخارية من أطباق وقدور وأباريق ومسارج زيت المستخدمة فى الإضاءة ومائدة قرابين وأجزاء من الرحى ومنتجات من الجص والفيانس، بالإضافة إلى عملة معدنية ترجع إلى العصر الروماني.



ويتضح من خلال نتائج التنقيب لبعثة آثار منطقة الخارجة وحفائر متحف المتروبوليتان خلال القرن الماضي أن تلك المنطقة كانت في البداية عبارة عن مقابر ترجع إلى العصر الروماني ومقابر ترجع إلى الفترة القبطية، وقد  كشف متحف المتروبوليتان في القرن الماضي عن معبد وكنيسة ومباني ترجع إلى العصر الروماني تم إعادة استخدامها في الفترة المسيحية المبكرة، وكشفت أعمال التنقيب لبعثة آثار منطقة الخارجة فى الأعوام السابقة عن كنائس ترجع إلى الفترة المسيحية المبكرة والفترة القبطية ومقابر رومانية مما يدل على الأهمية الدينية للمنطقة.



مواد البناء

المبانى المكتشفة مشيدة بالطوب اللبن الذي تم تصنيعه من البيئة المحيطة وعُثر على نوعين من الطوب، طوب أملس من أعلى وخشن من أسفل مقاساته (35سم طول، 18سم عرض 8سم ارتفاع) واستُخدم في تشييد الحوائط، والثانى خشن من أحد جوانبه ومخربش من الجانب الآخر بطول القالب ليمنحه قوة أثناء وضع مادة الربط مقاساته (37سم طول، 17سم عرض 4سم ارتفاع) واستخدام في بناء الأقبية بالحجرات.



كما استخدم الحجر الجيرى فى الأساسات بالجدار الشمالى للممر بأحد المربعات وكذلك وجد الرخام، واستخدم فى تكسية الجدران الملاط الطيني واستخدم الملاط الجيرى في البناء في بعض الحجرات.


لوحة شرف

تشمل لوحة الشرف لفريق التنقيب ببعثة آثار منطقة الخارجة

 الدكتورة سهام أحمد إسماعيل

 رئيسًا للبعثة والآثاريون

 الدكتور عصام أحمد آدم 

والأساتذة

 أحمد على رضوان 

 أسماء فايز محمد.

google-playkhamsatmostaqltradentX