موعد مع قهوتي
موعد مع قهوتي
بقلم : الدكتورة صفاء مختار
أستيقظ كل صباح على موعد مع قهوتي وحديث يطول بخاطري وأصوات العصافير كأنها تسرد الحكايات وتريد أن تخبرني عما حدث في يومها بالأمس القريب.
ونلتقي مع شروق الشمس وكأنه لقاء عاشقين يبحر كل منهما في حديث الأخر ليجد أحرف قد أرتوت من نهر عذب تزهر علي ضفافه كل أنواع الشجر وتبقي بفروعها تظلل من يعبر النهر أو يبحث عن خيراته من قوارب صغيرة مملؤة تفاؤل وتوكل على الله.
لوحة تمتلئ بالألوان الكاملة الزاهية والظل والنور والسماء فيها بلون يخطف القلوب قبل الأبصار صافية وكأنها تعكس عبير لا يسكن سوى السحاب الناصع البياض وزرقه هادئة تعزف موسيقي لا يراها ولا يسمعها سوى من يغرق معي في فنجان قهوة الصباح.
ونبقى في ضيافة الشروق ساعة وكأنها بعمر يتجدد كل يوم وتتجدد فيه الحكايات والقصص والروايات التي تعيش وتسكن ذاكرتي ووجداني
بل يتجدد وعد جديد بالبقاء بالحياة رغم أى شقاء.
لقد علمنى ربي أن يكون صباحي وعد صادق بالأستمرار والتخطي وبناء جديد أخطو فيه بثقة عالية بأن حلمي وطريقي يحرسهم رب السماء.
فلا أبالي ولا أهتم لأي رياح أو حتى غروب ولا أهتم سوى بصحبة الفنجان الذي أرتحل معه يومياً إلى بلاد ليس فيها سوى الحب والسعادة والنجاح.
لأعود بيوم جديد وحكاية جديدة قد تعرفت فيها علي إناس منهم من كان مشرق ومنهم من أظلمت عيناه وأسود قلبه بشقاء.
وأعود وقد تعلمت خبرة جديدة أضافت لي الكثير من حروف الهجاء أعطتني تحدي وقوة للتعلم والأستمرار روت أرضي وجنت من ثمار فكري العذب الذي يضفي بهاء وضياء .
فهنيئاً لي بقهوتي كل صباح وأسرارنا وكل الحكايات والكلام المباح.