اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

الثَّمَنُ مُؤَجَّلٌ... لَكِنَّهُ قَادِمٌ

 الثَّمَنُ مُؤَجَّلٌ... لَكِنَّهُ قَادِمٌ



بقلم : الكاتبة منال خليل 


- كل شيء يبدأ ببداية صغيرة :

علاقة تعلم أنها خطأ، لكنك تسميها "تجربة"

عادة لا تُشبهك، لكنها تُنسيك نفسك

إهمال بسيط تؤجله، وتقول "غدًا"

 لكن الغد لا يأتي

أو تلك البداية التي بدت بسيطة.

مجرّد فضول، لحظة هروب، تجربة قصيرة تقول لنفسك إنها

 "تحت السيطرة"

تُمسك بشيء تعرف في داخلك أنه ليس لك، وتهمس لنفسك: 

"أقدر أوقف في أي وقت"


- لكن بعض الأبواب، ما إن تُفتح

 لا تُغلق بسهولة.

وستدفع الثمن حتماً.

ربما ليس اليوم، ولا غدًا

لكنه سيأتي ذلك اليوم الذي تجلس فيه وحدك، وتفهم، أن الانحراف لم يكن لحظة، بل مسار ناعم وأنك  لم تسقط فجأة، بل كنت تنزلق بهدوء وأنت تضحك.

 - الإدمان على الأشياء "لا يطلب الإذن هو يتسلل ، ببطء مدمر ويجب أن تعرف أن للإدمان أشكالًا عدة.

"فكما هناك إدمان لمادة او مخدر، هناك إدمان لسلوك.

- إدمان لعادات خاطئة، لعلاقات معيبة لمواقف تُضعفك وأنت تتعلّق بها.

إدمان لما لا يصّح وما لا يصلُح ولكنك تستهين به .


"لِلْإِدْمَانِ أَشْكَالٌ وَأَحْوَالٌ"

- وكل نوع من هذا الإدمان يأخذ منك شيئًا، حياتك 

يأخذ شكلك، صوتك، تركيزك، ملامحك حتى تصبح مجرد ظل لما كنت عليه.

تائه ، لا تدري كيف خرجت من نفسك ولا أين تركتها.

قناعة خادعة بأنك مختلف، بأنك أقوى من أن تُسحب لما سقط فيه غيرك.

- والثمن لا يُدفع مرة واحدة

بل يتراكم بصمت.

كل علاقة خاطئة تسرق جزءًا لن يعود

كل إدمان يحفر فيك فجوة، يوم بعد يوم، حتى تصحو ولا تعرف نفسك

كل إهمال يفتّت روحك وما بداخلك دون أن تلاحظ.


ثم تأتي لحظة معينة:

تبرد فيها النشوة، تصمت الأصوات وتنكشف المرآة

فتدرك أن كل ما استهنت به.

كان يأخذ منك، ويتقدّم نحوك بهدوء.

هو من غيَّرك دون ان تشعر ، سرق ملامحك، أثقل قلبك، وكسَر النسخة النقيّة التي كنتها.


- فتسأل: من المسؤول؟

ثم تصمت

لأنك تعرف الجواب.

- لا أحد سيدفع ثمن خياراتك غيرك.

- ولا أحد سيداويك مما فعلته بنفسك.


" لا أحد ينجو مجانًا " 

كل تجاهل، كل تبرير، كل صوت داخلي خنقته له وقت وله حساب.

- والأخطاء؟

ليست غبية لا تُحدِث ضجيجًا، لا تطرق الباب.

هي تنتظر بهدوء حتى تظن أنك نجوت.

ثم تأتيك دفعة واحدة، بلا مقدمات:

فقد خيبة فراغ.

أو مجرد نظرة في المرآة لا تعرف فيها من ترى.


هكذا يسقط الناس لا فجأة،بل ببطء وبخطوات صغيرة، بلحظات ضعف مغلّفة بالمتعة، بعلاقات لا تُشبههم، بعادات تلتف حول اعناقهم دون صوت.

- الانحراف لا يحتاج صراخ 

يكفيه القليل من الإهمال، القليل من الإنكار، والكثير من التبرير والإسقاط 


- في النهاية، كل ما هربت منه ينتظرك

لا ليعاتبك، بل ليُحاسبك.

كل اختيار خاطئ، كل تجاهل لصوت داخلك، كل تبرير ضعيف ارتحت له 

له وقت، وله حساب.

قد تمر الأيام، وتظن أن الأمور تحت السيطرة، أن ما مضى انتهى، وأن ما خفي لن يُكشف،لكنك لا تعرف أن الأخطاء ذكية.

وهذا النوع من الحساب ،لا يُقسم على اثنين لا  يُواسيك فيه صديق، ولا يحمله معك أحد.


الثمن يُدفع من عمرك، من روحك، من ملامحك التي لن تعود كما كانت.


فلا تخدع نفسك ، الثمن لا يُلغىَ

الثمن فقط مؤجّل .

في كتاب "لَمْ يُرفَع قلَمهُ بَعد"

google-playkhamsatmostaqltradent