recent
أخبار ساخنة

الكاتبة منال خليل ... تكتب " أنا لستُ بخيرٍ أنا أتألم، إذن أنا إنسانٌ "

أنا لستُ بخيرٍ  أنا أتألم، إذن أنا إنسانٌ



بقلم الكاتبة : منال خليل

- لكل من خرج من علاقة، من حب، من ارتباط، من زواج، من حلمٍ بنىَ عليه عمر كامل.

لكل رجل أو امرأة جلسا في صمت بعد الرحيل، يحاولان  أن يشرحا لأنفسهما شيئًا لا يُشرح.

 لك كل الحق أن تقول بصوت خافت لكنه صادق:

"أنا لا أبدو بخير ،لأني ما زلت حيًّا من الداخل "


- في لحظة ما، بعد الانفصال 

تتحول نهاية العلاقة إلى "عرض عام"

كل طرف يُجبر نفسه على الظهور بمظهر المنتصر:

المرأة تتألق فجأة، تتغيّر، تضحك كثيرًا

والرجل ينطلق في العمل، وفي العلاقات

وفي مظاهر النجاح والثراء.

وكأن الطلاق أو فضّ الارتباط ساحة نِزال ، يتطلّب فائز وخاسر.

لكن الحقيقة الأعمق أن:

"الانفصال لا يُخلّف منتصرين ، بل ندوب"

ووسط هذا الصخب، يُمنع الحزن

ويُطلب من كل طرف أن "يبدو بخير"

حتى لو لم يكن كذلك.


 - لكنني لا أبدو بخير ،لأني كنت صادقًا فيما مضىَ ،مخلصاً لما جرىَ، وما زلت إنسان ،لا أعدو خلف علاقات عابره مكثفه لأُخفي هشاشتيولا أُجمل حزني بأقنعة اجتماعيةولا أختبئ من قلبي تحت عباءة الانشغال والنجاح والمظهريات.


- لأن ما كان بيننا لم يكن عابرًا

كان من أيامي، من روحي، من عمري.

وحين انتهىَ، لم أُسلّمه للنسيان

بل منحته حزني، كما كنت قد منحته حبي واخلاصي.

- أنا لست عرضًا مسرحيًاولا مُجبرًا على التظاهر بأنني بخير فقط لأبدو قويًّا متجاوزاً .

هذا حزني وهذا حقي وهذا أنا

لا يعيبني أن أعترف، ولا يُنقص مني أن أتألم ،لأن  الإنسان لا يُقاس بسرعة تجاوزه،بل بصدقه مع نفسه.


- هذا انا لا أبحث عن تعاطف

بل عن مساحه داخلية لأعيش الحزن كما يجب، لأتعافى كما يستحق قلبي.


- أنا لا أبدو بخير ،لأنني لم أُخن ماقد  كان ولأنني ما زلت أحمل نبضي كما هو دون زيف.

- وكأن فضّ الارتباط، أو الانفصال 

أو حتى الطلاق.

أصبح في أعين الناس وصمة، أو معركة نزال،ينتظر الجميع أن يُعلن أحد الطرفين "فوزه" على الآخر.


لكن الحقيقة؟

لا منتصر هنا ،الانفصال لا يُخلف أبطالًا  بل خدوش .


- فكلاهما خاسر بشكل ما:

هي خسرت أعوام ويجوز عمر، مشاعر جزءًا من نفسها.

وهو خسر شيئًا منها لن يعود، حتى لو أحاط نفسه بكل النساء.

- الانفصال ليس فضيحة، أو فشل 

بل حدث إنساني مؤلم،لا يُداوى بالإنكار ولا يُحتفى به كمجد شخصي.

هي تزداد تألق وانطلاق يقولون ،فنهمس لأنفسنا:

"زادت جمالًا بعد الطلاق!"

لكننا لا نجرؤ أن نسأل: هل زادت حزنًا؟

لكنك إذا اقتربت من عينيها

ستجد أن الكحل لا يُخفي الخواء وبعض من الإنكسار.


- وهو؟

هو ينطلق في عمله،يدخل في علاقات ويضحك بصوت عالٍ،لكنك لو جلست معه وحده،ستسمع ما لم يُنشر:

أنه يتعب حين يسكت، ويُنهك حين يبتسم.

يحاول ان يتظاهر بالتفوق والإكتمال.

علاقات، مشاريع، سفر، وابتسامة عريضة تُخفي ما لا يُقال

كأنه يسابق ظلّه، لا حزنه

فيظن الناس أنه أصبح أنجح وأثرى وأسعد.

لكن الحقيقة؟

أنه يحاول فقط أن يُقنع نفسه أنه :

  "لم يخسر شيئًا"

- في كِلا الحالين، الطرفان يسعيان لا ليُشفَيا،بل ليُشاهَدا.

يسابقان الوقت، لا نحو التعافي،بل نحو تعويضٍ شكلي يُقنع الآخرين أن كل شيء تحت السيطرة.

-  وكأن المطلوب بعد الانفصال

أن نبدو مكتملين، لا أن نكون كذلك

وتصبح الحياة بعد العلاقة

مشروع استعراض صغير.

نرمّم الصورة لا النفس نُجمّل شكل الحزن لا نُعالجه.


- لكن الحقيقة التي نخجل من قولها:

أن هذه المحاولات في عمقها ليست شفاء،بل شكل آخر من الإنكار.


- لِم لا يُسمح لنا أن نحزن؟

أن ننهار لبعض الوقت؟

أن نعترف أننا تعبنا دون أن نخسر احترامنا؟

من قال إن الانكسار مؤقتًا يُنقص من قيمة الإنسان؟

ومن زرع فينا وهم 

"السعادة الفورية" كإثبات أننا نجونا، تعافينا أو تجاوزنا!!!

فلا تقع في فخ التظاهر بالإكتمال بعداً 

 والسعادة شكلاً 

أن تقول "أنا بخير" وأنت لست كذلك

هو عبء، لا نُبل

هو إنكار، لا قوة

هو تأجيلٌ للألم

وسيعود، في أقسى لحظة، وأكثرها وحدة .


-  الحزن ليس فشلاً، بل جزء من انسانيتنا

ودليل على أن هناك شيئًا كان يعني لنا الكثير.

وكل هذا الجَري خلف المظاهر

لا يُجدي شيئًا، بل ينهكنا

فلما الزيف والإنكار !

أنا أتألم ، أعاني ، هذا حق كوني أمارس أنسانيتيِ ولا أعادي طبيعتي.


ولحديث القلب مع القلم  بقية, في كتاب لم يرفع قلمه بعد .

google-playkhamsatmostaqltradentX