اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

" قهوتي" من فكرة شاب عراقي إلى مشروع ضيافة يعانق الحلم والطموح

 " قهوتي" من فكرة شاب عراقي إلى مشروع ضيافة يعانق الحلم والطموح



كتب - حسن سليم

في زوايا أحد أحياء المهجر، وتحديدًا عام 2019، بدأت قصة "قهوتي" على يد الشاب العراقي أحمد العماري، الذي حمل معه من وطنه ذكريات الطعم ورائحة الضيافة، لينسج منها مشروعًا فريدًا يزاوج بين دقة التنظيم ودفء التقاليد العراقية.


العماري، الذي تمرّس لسنوات في مطاعم ومقاهي، لم يترك الأمور تسير بعشوائية بل حرص على أن تكون انطلاقته مبنية على خبرة عملية ورؤية مدروسة. فكان أول من يصل إلى المقهى وآخر من يغادره، يتابع تجهيز المعدّات، ويشرف على درجات الحرارة في التحضير ويحرص على أعلى معايير النظافة. 


كان الحضور الإداري الشخصي أحد أسرار تميز المكان منذ يومه الأول.


ما يميز "قهوتي" ليس فقط انضباطه الإداري، بل الحس الإبداعي الذي وضعه العماري في كل تفصيلة، بدءًا من قائمة الطعام، التي تمزج بين الأكلات والمشروبات العراقية الأصيلة، وانتهاءً بطريقة التقديم التي تُضفي على الزبائن تجربة شعورية لا تُنسى. فالمشروبات الشتوية الممزوجة بالزعفران، والمبردات الصيفية بنكهات عراقية كتمر الهندي كانت أكثر من مجرد مشروبات؛ بل كانت حنينًا معصورًا في كوب.


ومع مرور الوقت، تطورت تجربة "قهوتي" من مجرد مقهى إلى مشروع يحمل هوية اجتماعية وثقافية. أطلق العماري برامج ولاء للعملاء، وفعّل آليات لتلقي الملاحظات والتقييمات، وبدأ في إدماج "قهوتي" بالأنشطة الاجتماعية

 من الأعياد إلى المناسبات الخاصة ليصبح جزءًا من حياة المجتمع المحلي.


اليوم، يقف أحمد العماري عند مفترق التوسع، يفكر بهدوء في فتح فروع جديدة، لكنه لا يقبل بأن تكون نسخًا باهتة، بل يسعى أن تكون امتدادًا لروح "قهوتي" الأصلية. يبحث عن شراكات محدودة، وربما دعمًا تمويليًا محليًا، على ألا يتنازل عن أهم أعمدة مشروعه: الطاقم الذي بدأ معه الرحلة، والهوية العراقية التي لا تُساوَم.


"قهوتي" ليس مشروعًا تجاريًا وحسب بل مرآة لحلم شاب أعاد تعريف الضيافة بمعايير عراقية معاصرة، في وقت باتت فيه القهوة لغة عابرة للثقافات، ونافذة تفتح على دفء الذاكرة.

google-playkhamsatmostaqltradent