التكاتف والالتفاف حول القيادة: ضرورة حتمية في ظل الظروف الراهنة
بقلم الإعلامي: صابر ابو شوشه
تمر المنطقة العربية، والعالم أجمع، بظروف استثنائية تتسم بالعديد من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية المتغيرة باستمرار. في خضم هذه الاضطرابات، يصبح التكاتف والالتفاف حول القيادة السياسية والرئيس ضرورة حتمية، وليس مجرد خيار، لضمان استقرار الدول وعبورها هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر الممكنة.
إن طبيعة التحديات الراهنة، سواء كانت صراعات إقليمية، أزمات اقتصادية عالمية، أو محاولات لزعزعة الاستقرار الداخلي، تتطلب جبهة داخلية موحدة ومتماسكة. فالتفرقة والتشرذم لا يخدمان إلا أجندات من يسعون لإضعاف الأوطان وزعزعة أمنها. في المقابل، يمثل الدعم الشعبي المتين للقيادة ركيزة أساسية تبني عليها الدول قدرتها على مواجهة التحديات الخارجية والداخلية بصلابة وحكمة.
لماذا التكاتف ضروري الآن
تعزيز الجبهة الداخلية: في أوقات الأزمات، تُستهدف الدول من الداخل والخارج. التكاتف حول القيادة يُرسل رسالة واضحة بأن الشعب والقيادة كتلة واحدة، مما يُصعب على أي جهة خارجية أو داخلية اختراق الصف الوطني.
دعم اتخاذ القرار: تتخذ القيادة السياسية في مثل هذه الظروف قرارات مصيرية وحاسمة، قد تكون صعبة أو غير شعبية على المدى القصير، لكنها تخدم المصلحة الوطنية العليا على المدى الطويل. الدعم الشعبي يُمكن القيادة من اتخاذ هذه القرارات بثقة أكبر دون الخوف من الاصطدام بجبهة داخلية منقسمة.
تحصين الاقتصاد الوطني: الأوضاع الاقتصادية العالمية متقلبة، والتحديات الاقتصادية تتطلب رؤية استراتيجية وخططًا محكمة. دعم القيادة يتيح لها تنفيذ إصلاحات اقتصادية ضرورية، وتحمل بعض الأعباء المؤقتة التي قد تنجم عنها، بهدف تحقيق استقرار ونمو مستدامين.
الحفاظ على الأمن القومي: المخاطر الأمنية تتزايد، سواء كانت مرتبطة بالإرهاب أو الجريمة المنظمة أو التهديدات السيبرانية. وحدة الصف خلف القيادة تمكن المؤسسات الأمنية من أداء دورها بفعالية أكبر، وتعزز من قدرة الدولة على التصدي لأي محاولات لتهديد أمنها واستقرارها.
المصداقية الدولية: عندما تكون الجبهة الداخلية موحدة، تكتسب الدولة مصداقية أكبر على الساحة الدولية. يُنظر إليها ككيان قوي ومستقر قادر على الوفاء بالتزاماته والتعامل بفعالية مع القضايا الإقليمية والدولية. هذا يعزز من مكانتها وتأثيرها على الصعيد العالمي.
إن التكاتف والالتفاف حول القيادة لا يعني التنازل عن حق النقد البناء أو إغفال الأخطاء، بل هو إيمان بأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وأن العمل المشترك هو السبيل الوحيد لتجاوز العقبات. في هذه المرحلة الدقيقة، يتوجب على كل فرد أن يضطلع بدوره في دعم مسيرة الوطن، والابتعاد عن كل ما يفرق أو يضعف اللحمة الوطنية، لتبقى الأوطان آمنة ومستقرة.