اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

حملة ممنهجة تستهدف مصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي

حملة ممنهجة تستهدف مصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي



كتب - محمود فوزي 

الامين العام لحزب مصر القومي بقطاع شرق القليوبية 


تواجه مصر في الآونة الأخيرة حملة ممنهجة عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، تهدف إلى نشر وترويج محتوى يركز بشكل مكثف على الجرائم وتعاطي المخدرات. يبدو أن الغرض الأساسي من وراء هذه الحملة الخبيثة هو خلق حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الأمن والأمان في البلاد، من خلال تضخيم الحوادث الفردية وتقديم صورة قاتمة ومبالغ فيها عن الوضع الأمني والاجتماعي في مصر.


تتخذ هذه الحملة أشكالًا متعددة، بدءًا من نشر مقاطع فيديو وصور مفبركة أو قديمة لحوادث فردية، ومرورًا بإنشاء حسابات وهمية تنشر أخبارًا كاذبة وشائعات حول ارتفاع معدلات الجريمة وتفشي تعاطي المخدرات في مختلف أنحاء البلاد.


 كما يتم استغلال بعض الأحداث الحقيقية وتضخيمها بشكل كبير لإيهام الجمهور بأنها ظاهرة عامة ومتفاقمة.


إن التركيز المتعمد والمكثف على هذه النوعية من الأخبار السلبية يهدف إلى بث الخوف والقلق في نفوس المواطنين وتقويض ثقتهم في الأجهزة الأمنية وقدرة الدولة على حفظ الأمن. 


كما أن ربط هذه الجرائم بشكل أو بآخر بفئات معينة أو مناطق محددة يهدف إلى إثارة الفتن والانقسامات داخل المجتمع.


لا يمكن تجاهل الدور الذي تلعبه بعض الحسابات والصفحات المشبوهة، والتي غالبًا ما تكون مدعومة من جهات خارجية معادية، في إدارة وتوجيه هذه الحملة.


 تعمد هذه الجهات إلى استخدام أساليب التضليل الإعلامي المتقدمة، مثل نشر الأخبار الكاذبة على نطاق واسع من خلال شبكات منظمة من الحسابات الوهمية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مقنع ولكنه زائف.


إن تأثير هذه الحملة لا يقتصر فقط على الجانب النفسي للمواطنين، بل يمتد ليشمل جوانب أخرى حيوية.


 فعلى الصعيد الاقتصادي، يمكن أن تؤدي هذه الصورة السلبية إلى عزوف السياح والمستثمرين، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني. وعلى الصعيد الاجتماعي، يمكن أن تساهم في تفكك النسيج المجتمعي ونشر حالة من عدم الثقة بين أفراده.


من الضروري أن يكون المواطنون على وعي كامل بحقيقة هذه الحملة وأهدافها الخبيثة. يجب التحلي بالحذر عند التعامل مع الأخبار والمعلومات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتحقق من مصداقيتها قبل مشاركتها. كما أن تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الأمن والاستقرار، ودعم جهود الدولة في مكافحة الجريمة والمخدرات، يمثل خط الدفاع الأول في مواجهة هذه المحاولات لزعزعة استقرار الوطن.


إن التصدي لهذه الحملة الممنهجة يتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع ومؤسسات الدولة. يجب على الأجهزة الأمنية والإعلامية تكثيف جهودها في كشف الحقائق وتوعية الجمهور، وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن نشر هذه الأكاذيب والشائعات. كما أن تعزيز قيم الوحدة الوطنية والتكاتف المجتمعي هو السلاح الأمضى في مواجهة أي محاولات للنيل من أمن واستقرار مصر.

google-playkhamsatmostaqltradent