ما بين الطوب والضوء .. رحلة أحمد العطار
كتب - حسن سليم
في زمنٍ أصبحت فيه الأرقام لا تكفي لقياس النجاح، تبرز قصص الأثر والرؤية.
هنا تبرز تجربة أحمد بن عمر العطار، التي تتحرك ما بين الطوب والأسمنت من جهة والضوء الرقمي من جهة أخرى، في رحلة تجمع الاستثمار العقاري بذكاء الإعلان الحديث.
حين بدأ العطار مشواره، اختار الطريق الأكثر أمانًا: العقار ، بنى محفظته على أسس علمية، مستفيدًا من توجهات السوق وخبرات التمركز الجغرافي في المناطق الواعدة.
كان يرى أن كل متر يشتريه اليوم، يمكن أن يتحول إلى دخل متجدد غدًا.
لكن هذه البداية، رغم قوتها، لم تُشبع نزعته للابتكار.
في مرحلة لاحقة، اقتحم عالم الإبداع التسويقي، مؤسسًا شركة إعلان تخاطب الأجيال الرقمية.
لم يكن دخوله هذا المجال خطوة عشوائية، بل مبنية على إدراكه العميق لحاجة السوق إلى شركات تفهم عقلية المستهلك العصري وتقدم له محتوى متجددًا وأفكارًا بصرية تتجاوز النمطية.
ما يجمع بين استثمارات العطار المتباينة هو عنصر الانسجام الداخلي، حيث لا يرى أي تعارض بين العقار والإعلان، بل ينظر إليهما كجناحين يساعدانه على التحليق بثبات وإبداع.
فالعقار يعطيه صلابة في الموازنة والإعلان يمنحه المرونة والانتشار.
خلال حواره مع وسائل الإعلام، عبّر العطار عن قناعته بأهمية تمكين المشاريع الناشئة، مؤكدًا استعداده لتقديم خدمات تسويق ذكية تسهم في تعزيز بروز هذه المشاريع في بيئة تجارية متحركة. كما أعرب عن اهتمامه ببناء شراكات استراتيجية تُسهم في نمو الاقتصاد المحلي وتعزيز المحتوى السعودي.
اللافت أن تجربة العطار لا تقتصر على جمع الأنشطة، بل تمتد إلى جمع العوالم: من الواقعي إلى الرقمي، ومن الثابت إلى المتحول.
وهي تجربة تختزل فلسفة ريادة الأعمال الحديثة، التي لم تعد تحصر المستثمر في إطار واحد، بل تدفعه للتنوع الذكي والربط بين المسارات.