أين وطني؟
أين وطني؟
بقلم: الكاتب والشاعر عماد الدين محمد
ثقلتْ بنا خُطى الزمان
وظهر بيننا وجهُ القُبحِ
حملنا الدنيا بزِينَتها
وسعينا خلف شهوتِها
جمعنا المالَ، ولا عقلنا
أحلالٌ أم حرامٌ حسبتنا
تآمرَ الأخُ على أخيهِ
وجارُ الجار على جارِه
وفسدَ بيننا الخيرُ
ونما بيننا الحقدُ والبُغضُ
بعدنا عن دروبِ الحق
فصدقتْ فينا نبوءتُه
تبعنا العبيدَ
بعدما كنا أسيادًا
ضعافًا سِرْنا
تحالَفْنا مع الشرِّ
على الأخ والوطنِ
وصافحْنا أعداءَ الأمةِ
سلبونا كلَّ كرامتِنا
جزيناهم بالمالِ والأرضي
ونحن كنّا لهم العِلمَ والعَلمَ
ضعافًا سرنا
وويلٌ للضعيفِ في أرضٍ
نبتَ فيها الظلمُ والقهرُ
حملْنا الفأسَ لنزرعَ الزيتونَ
ونسينا أنَّ أرضَهُ مُدنّسةٌ
مغتَصبةٌ، مسلوبةُ الثمرِ
جدرانُ حصونِنا هُدِمَتْ
ورايةُ الحقِّ قد حُرِقَتْ
وعلى أرضِنا نَبَتَتْ
رايةٌ حمراءُ وخيامُ السَّمرِ
وعُدنا نسجدُ للصَّنمِ
تآمرْنا، تحاربْنا
وكنا للباطلِ نصيرًا على الحقِّ
عجبتُ لأمرِ أمَّتِنا
منذ عقودٍ شيّدْنا المجدَ
ودانتْ لنا الأرضُ
مشارقُها ومغاربُها
واليومَ رضينا الذلَّ
وخطونا نحو نهايتِنا
وضاقتْ بنا الأرضُ
بعدما على الباطلِ تجمعْنا
وباعَنا الدينُ والوطنُ.