عواجيز العرس الانتخابي : ظاهرة تتجدد مع قرب انتخابات مجلس النواب
عواجيز العرس الانتخابي : ظاهرة تتجدد مع قرب انتخابات مجلس النواب
كتب - محمودفوزى
الامين العام لحزب مصر القومي لقطاع شرق القليوبية
مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب
تبدأ ملامح "العرس الانتخابي" في الظهور مجددًا، وتبرز معه ظواهر متكررة تثير التساؤلات حول جدية العملية الانتخابية وفاعلية الدور النيابي.
من أبرز هذه الظواهر عودة "عواجيز" العمل السياسي إلى الساحة، وهم غالبًا ما يكونون وجوهًا مألوفة من دورات سابقة يظهرون فجأة للترويج لمرشحين معينين أو للحديث عن إنجازات وهمية.
هذا "التطبيل" للمرشحين، سواء كانوا جددًا أو قدامى، غالبًا ما يتم بمعزل عن أي رؤية حقيقية أو برنامج انتخابي واضح يخدم مصالح المواطنين.
لا يقتصر الأمر على هؤلاء "العواجيز"، بل يمتد ليشمل أعضاء مجلس النواب الحاليين الذين يختفون عن الأنظار بمجرد انتهاء الانتخابات، ولا يظهرون إلا مع اقتراب موعدها التالي.
فجأة، يصبحون وجوهًا مألوفة في المناسبات الاجتماعية، يشاركون في الأفراح والأحزان، يصافحون ويتبسمون ويلتقطون الصور التذكارية.
هذا الظهور المفاجئ غالبًا ما يكون محاولة لتذكير الناخبين بوجودهم، وغالبًا ما يكون متزامنًا مع حملات انتخابية مبكرة، بعيدًا عن أي دور حقيقي في خدمة الأهالي أو المشاركة في التشريعات الهامة.
المفارقة تكمن في أن هؤلاء النواب، الذين يحرصون على الظهور في المناسبات الاجتماعية، غالبًا ما يكونون غائبين تمامًا عن القضايا الجوهرية التي تهم الشارع المصري. أين كانوا عندما كانت هناك حاجة ماسة لتشريعات تحد من ظواهر مثل البلطجة وتجارة المخدرات التي تنخر في نسيج المجتمع؟
لماذا لا نرى لهم دورًا فاعلًا في مناقشة القوانين التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، مثل قضايا التعليم والصحة والإسكان؟
إن غياب الدور الرقابي والتشريعي الفعال لأعضاء مجلس النواب الحاليين، ثم ظهورهم المفاجئ قبيل الانتخابات، يرسخ صورة نمطية سلبية عن العمل البرلماني.
المواطن أصبح يدرك أن بعض المرشحين بمجرد وصولهم إلى مقاعد البرلمان ينشغلون بمصالحهم الشخصية أو بتعزيز نفوذهم، تاركين قضايا الناس المعلقة بلا حلول.
آن الأوان أن يعي الناخب أن صوته أمانة وأن يختار من يمثله بجدية وإخلاص وليس من يظهر فقط وقت الانتخابات للتطبيل أو لالتقاط الصور.
يجب أن يبحث الناخب عن المرشح الذي لديه برنامج عمل واضح، ورؤية حقيقية لخدمة المجتمع، والتزام بالعمل التشريعي والرقابي الذي يحقق الصالح العام، ويضع حدًا لظواهر البلطجة وتجارة المخدرات وغيرها من التحديات التي تواجه البلاد.
فهل تستطيع هذه الانتخابات أن تكسر هذه الحلقة المفرغة، وأن تفرز نوابًا يمثلون صوت الشارع بصدق وفاعلية؟
أم أن "عواجيز العرس الانتخابي" سيظلون هم المسيطرون على المشهد.