أحمد محمد فايد : قصة نجاح ملهمة
من الصفر إلى الباريستا
كتب : طلعت حرب
السن والتعلم
أحمد محمد فايد هو شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، نشأ في بيئة بسيطة، لكنه لم يدع الظروف الصعبة تقف في طريقه نحو تحقيق أحلامه.
حصل على دبلوم فندقي من مدرسة طلعت حرب الفندقية وتكنولوچيا المعلومات ويعتبر هذا الإنجاز نقطة انطلاق مهمة في مسيرته المهنية.
كان لديه شغف عميق بعالم الضيافة والأطعمة، وهذا الحلم نما بداخله منذ الصغر، الأمر الذي دفعه للبحث عن فرص تعلم جديدة وتطوير نفسه، فالمدرسة التى تخرج منها تفتخر به وتعتبره نموذج مشرف لها بكل فخر واعتزاز به.
البداية من تحت الصفر
خلال سنوات دراسته، أدرك أحمد أهمية ركائز النجاح كالالتزام فى الصلاة والانضباط فى العمل والعمل الجاد.
بدأ رحلته في عالم الضيافة كعامل بسيط
ويقول أحمد بفخر :
"كنت بمسح الأطباق واشتغلت استيوارت لكني لن أنسى تلك الأيام لأنها علمتني الكثير عن الصبر والاجتهاد ، كنت أتعلم كل ما أستطيع في كل لحظة، وأدركت أنه لا يوجد دافع أفضل من الاعتماد على النفس".
تحقيق الأحلام
مع مرور الوقت، توصل أحمد إلى عمله كـ"بارستا" فى المملكة العربية السعودية.
لقد أدرك أن النجاح ليس فقط في الحصول على وظيفة، بل في تطوير مهارات متقدمة تجعل منه شخصية مميزة في مجاله. وتضمّن ذلك تعلم مهارات تحضير القهوة وأبرز تقنياتها، مثل الإسبريسو والكابوتشينو والماكياتو.
وبدأ أحمد في استكشاف عالم حبوب القهوة، حيث فهم أنواعها المختلفة ومصادرها، وتعلم طرق تحميصها والإعداد الجيد لها، ليقدم للزبائن أفضل تجربة ممكنة.
اكتساب المهارات الفنية
ولكن لم يقتصر ما تعلمه أحمد على الجانب الفني فقط.
فقد أصبح لديه مهارات في استخدام ماكينة الإسبريسو، حيث تعلم كيف يضبط درجات الحرارة والضغط للحصول على كوب قهوة مثالي.
بالإضافة إلى ذلك، كان لدوره كـبارستا عنصر أساسي في تقديم خدمة العملاء الممتازة.
بفضل مهاراته في التواصل استطاع أحمد خلق علاقات ممتازة مع الزبائن، مما جعلهم يعودون له مراراً وتكراراً.
فيقول أحمد :
"العلاقة مع الزبائن تعتمد على الود والمعرفة"
البطولة والتحديات
لم يكن أحمد يكتفي بما حققه، بل كان لديه طموح أكبر.
على مدار السنوات، حظي بفرصة المشاركة في بطولة القهوة الدولية لعام 2025، حيث استطاع أن يحرز المركز الرابع.
تلك التجربة لم تكن سهلة، لكنها جعلته يطبق ما تعلمه من مهارات فن تحضير القهوة والقدرة على إدارة الوقت في أوقات الضغط.
من خلال التدريب، اكتسب أحمد القدرة على تقديم أفضل ما لديه في كل كوب قهوة يعدّه، وجعل المنافسة أمراً مثيراً ومليئًا بالتحديات.
فن التزيين والإبداع
علاوة على ذلك، أدرك أحمد أهمية فن التزيين، الذي يتطلب مهارات يدوية دقيقة. بفضل ترسيخه لمهارات "لاتيه آرت"، أصبح لديه القدرة على إنشاء تصاميم جميلة في رغوة الحليب، مما أضاف لمسة جمالية مشجعة للزبائن. ويعتبر أحمد أن المظهر الجمالي للمشروبات جزء لا يتجزأ من تجربة القهوة الكاملة.
التعلم المستمر
وبما أن المعرفة ليست ثابتة، فقد أدرك أحمد أن التعلم المستمر ضروري للبقاء على اطلاع بأحدث الاتجاهات في عالم القهوة.
إن رغبة أحمد في التطور لا تتوقف عند مستوى معين، بل تبقى دافعته الحقيقية.
ويؤمن أنه من خلال تنمية مهاراته في المعرفة بالنظافة والسلامة، وإدارة المخزون، يمكنه تحقيق النجاح لمسيرته المهنية.
رسالته للشباب
وقبل أن يختتم حديثه، يشارك أحمد رسالة قوية للشباب الذين يسعون لتحقيق أحلامهم، "إذا كان لديك حلم، فلا تتردد في السعي ورائه.
الوضع قد يكون صعبًا، لكن الإصرار والتفاني يمكنهما فتح الأبواب لكل ما تريد تحقيقه".
الخاتمة
إن قصة أحمد ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي مصدر إلهام لكل شاب يبحث عن فرصة لتحقيق أحلامه وترك بصمة في هذا العالم.
بفضل عزيمته وإرادته، أثبت أحمد أن التحديات قد تكون نقطة انطلاق للإنجازات، وبيان يؤكد أن الأحلام يمكن أن تتحقق إذا ما كان هناك شغف وسعي حقيقي.