اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

ليلة الإعصار عاصفة الإسكندرية

ليلة الإعصار عاصفة الإسكندرية 



ليلة الإعصار عاصفة الإسكندرية 

    كتبت - منال خليل

- في الثانية إلا ربعًا فجر السبت، 31 مايو 2025، تسللت سحبٌ سوداء كثيفة فوق شاطئ البحر المتوسط، وكأن الليل قد قرّر التراجع خطوة إلى الوراء.

دوّى الرعد فجأة، تلاه برق اخترق سماء المدينة، فارتجّت النوافذ، وارتجفت القلوب.

وفي دقائق معدودة، تحوّلت الإسكندرية إلى مشهد سينمائي لكارثة طبيعية:

رياح عاتية، أمطار كالشلال، وبَرَد ضخم تهشّمت به زجاج السيارات.

كانت ليلة لم تنم فيها المدينة، ولم تهدأ حتى بعد شروق الشمس.

ليلة إعصارية اجتاحت الشوارع والأرواح لتُسجل في ذاكرة المدينة كأحد أعنف الأحداث المناخية التي عرفها سكانها خلال العقود الأخيرة.



- ما الذي حدث؟

لم تكن نوة موسمية عادية، بل مشهد جوي هائل:

سحب داكنة ظهرت فجأة، ثم توالت انفجارات البرق والرعد، وسُمع صوت أول ارتطام لحبات البَرد العملاقة على زجاج النوافذ.

في خلال ما يقرب من عشر دقائق، كانت السماء قد فتحت بواباتها، وانهالت الأمطار بمعدّل غير مسبوق.


بحلول الساعة 2:15 صباحًا، كانت معظم شوارع المدينة الرئيسية قد امتلأت بالمياه، وتحولت بعض المناطق المنخفضة إلى مستنقعات.


- الخسائر: أرقام ومشاهد مؤلمة


وفقا  للتقارير الأولية الصادرة عن غرفة عمليات محافظة الإسكندرية، لم تُسجَّل خسائر في الأرواح الحمد لله ، لكن الضرر المادي كان كبير والخوف أكبر :


- انهيار جزئي لعدد 7 شرفات في عقارات قديمة بمناطق بحري، العطارين، والمنشية.


- تحطم زجاج أكثر من 50 سيارة نتيجة تساقط البرد وسقوط يفط الإعلانات .


- سقوط 13 عمود إنارة و3 لوحات إعلانية ضخمة في مناطق مثل الهانوفيل وسيدي بشر.


- إصابة 5 مواطنين بإصابات خفيفة بسبب الانزلاق أو محاولة الهروب من الشوارع المغمورة بالمياه.


- غرق كامل لعدد من الأنفاق الحيوية أبرزها نفق  سيدي بشر ..كليوباترا ونفق المندرة، ما تسبب في شلل مروري حتى شروق الشمس.


- انقطاع التيار الكهربائي عن 6 مناطق رئيسية لمدة تجاوزت الساعة.


- خسائر مادية مبدئية قُدرت بـ12 مليون جنيه، وفق تقدير مبدئي لغرفة الطوارئ بالتنسيق مع شركات التأمين والمرافق.


-  مظاهر العاصفة: 


برد غزير بحجم الليمونة سقط بكثافة مُحطمًا نوافذ بعض الشقق والكازينوهات

والزجاج الأمامي لعشرات السيارات.


رياح حلزونية شديدة دفعت أجسامًا معدنية من فوق الأسطح، وأسقطت مظلات الأكشاك والمحلات


صوت الرعد بدا أشبه بانفجارات متعاقبة ترددت في أنحاء المدينة، وأيقظت السكان من نومهم على مشاهد الرعب.


-  ما وراء الظاهرة؟


وصفها خبراء الأرصاد بأنها "عاصفة فائقة التكوين"، نشأت نتيجة تصادم كتلتين هوائيتين:

الأولى دافئة ورطبة قادمة من الجنوب والثانية باردة وجافة هبطت من شمال أوروبا، مما أدى إلى تشكّل حالة جوية نادرة تُشبه ظاهرة الـ Microburst أو "الإعصار المحلي المصغّر"، المعروف بشدته المفاجئة وتدميره خلال دقائق.


- استجابة الدولة

أصدر المحافظ الفريق " أحمد خالد " تعليماته بتشكيل لجنة لحصر الأضرار وتكثيف انتشار فرق الطوارئ في الشوارع.

وُجهت سيارات الشفط والإنقاذ إلى المناطق المنكوبة، خصوصًا سيدي جابر والعصافرة.


كما تم تعليق الدراسة مؤقتًا في بعض المدارس وجامعه الإسكندرية، وفتح مراكز شباب لاستقبال المواطنين المتضررين خاصة من سُقوف الأكشاك التي انهارت في الأحياء الشعبية.


" توقعات وتحذيرات قادمة "


- أعلنت الهيئة العامة للأرصاد استمرار حالة عدم الاستقرار حتى مساء الأحد، مع تحذير من أمطار رعدية ورياح نشطة قد تؤثر على حركة الملاحة، خاصة في مناطق أبو قير وبرج العرب.

وتمت التوصية بتجنّب الوقوف أسفل الأشجار واللافتات الإعلانية، واتخاذ تدابير السلامة في المناطق المنخفضة.

google-playkhamsatmostaqltradent