سلسلة ( المقاومين الشرفاء ) الجزء الثاني
عمر المختار " أسد الصحراء "
كتب - جمال مختار
نستعرض فى هذه السلسلة قادة المقاومة فى شتى بقاع الأرض التى تعمد الغرب طمس اسمائهم ولم يصدروا لنا إلا أسماء المتطرفين حتى نتصور ان المقاومة تعنى التطرف ولذلك قررت ذكر الشرفاء وفخر بلادهم حتى يتثنى للأجيال الحديثة معرفتهم قدر المستطاع وسوف نحاول إظهار أبطال المقاومة العربية التى لطالما حاول الغرب تشويههم وهم ظلوا فخر لنا وهكذا يجب ان يكونوا دائمأ .
الجزء الثاني
من من السلسلة وهو البطل
( عمر المختار )أسد الصحراء فخر ليبيا
ولد عمر المختار في عام 1858 في منطقة البطنان شرق ليبيا، وتحديداً في قرية جنزور بمنطقة دفنة.
نشأ يتيماً بعد وفاة والده مختار بن عمر فكفله الشيخ حسين الغرياني، الذي اهتم بتربيته وتعليمه. تلقى عمر المختار تعليمه الديني في الزاوية السنوسية، حيث درس القرآن الكريم والعلوم الشرعية، وتأثر بالمذهب السنوسي الذي كان له دور كبير في تشكيل شخصيته الجادة والمتواضعة.
بداية مشواره الجهادي
انضم عمر المختار إلى الحركة السنوسية التي كانت تمثل قوة دينية وسياسية في ليبيا، وسرعان ما برز كقائد ميداني بسبب شجاعته وحكمته. عندما بدأ الغزو الإيطالي لليبيا في عام 1911، كان عمر المختار في الخمسينيات من عمره، لكن ذلك لم يمنعه من قيادة المقاومة ضد المحتلين.
أهم محطات مقاومته
قاد عمر المختار معارك ضارية ضد القوات الإيطالية، مستخدماً تكتيكات حرب العصابات التي أرهقت الجيش الإيطالي رغم تفوقه عددا وعدة.
من أبرز المعارك التي خاضها:
- معركة درنة (1913): حيث ألحق خسائر كبيرة بالقوات الإيطالية.
- معركة عين مارة (1923): والتي أثبت فيها قدرته على مواجهة القوات النظامية بخطط ذكية.
- معركة وادي الرفيع(1927): حيث كبد الإيطاليين خسائر فادحة رغم قلة عدته.
استمرت مقاومته لأكثر من عشرين عاماً مما جعل الإيطاليين يعدون حملات عسكرية ضخمة فقط لاعتقاله.
ما قاله غراتسياني عنه
كان الجنرال الإيطالي رودولفو غراتسياني الملقب بـ"الجزار"، أحد أبرز القادة الذين واجهوا عمر المختار. وقد أعجب غراتسياني بشجاعة المختار رغم كونه عدوه، فقال عنه: "لقد قابلت في حياتي كثيراً من الرجال، ولكن لم يقابلني رجل مثل عمر المختار، كان رجلاً عظيماً في إيمانه، شجاعاً إلى درجة التهور، مخلصاً لمبادئه حتى النهاية."
رد عمر المختار على غراتسياني
عندما سُئل عمر المختار عن رأيه في غراتسياني، قال: "إنه مجرد جندي ينفذ أوامر قادته، أما أنا فمجرد جندي في جيش الله، أقاتل من أجل ديني ووطني."
الأسر والإعدام
في 11 سبتمبر 1931، وقع عمر المختار في الأسر بعد معركة غير متكافئة، حيث حوصر هو ورفاقه. أقيمت له محاكمة صورية، وحُكم عليه بالإعدام شنقاً. وعندما سئل إن كان لديه آخر أمنية، قال:
"اللهم اغفر لي وارحمي، واجمعني مع النبيين والصديقين في جنات النعيم"
نُفذ حكم الإعدام في 16 سبتمبر 1931 أمام آلاف الأسرى الليبيين، ليكون شهيداً خالداً في ذاكرة شعبه والأمة العربية والإسلامية.
إرث عمر المختار
بعد استشهاده، تحول عمر المختار إلى رمز للمقاومة والكرامة، ليس في ليبيا فقط
بل في العالم كله. قصة كفاحه ألهمت الكثيرين، وأصبح مثالاً للتضحية والإيمان بالحرية. حتى اليوم، ما زال الليبيون والعرب يتذكرون "أسد الصحراء" الذي فضل الموت واقفاً على أن يحيا راكعاً.
وبمجرد النظر إلى صورته وهو مكبّل بالأصفاد وسط الجنود الإيطاليين ترى أنهم مبهورين به وأنه الأعلى شئنا بينهم مع انه أسيرهم ولكن هذة مقامة وعزة من عند الله لأ يؤتيها إلا لمن يشاء عزوجل.
هكذا عاش عمر المختار، وهكذا بقي في التاريخ: بطلاً شجاعاً، وقائداً مؤمناً وشهيداً خالداً.
الكلمة الختامية
المقاومة شرف المقاومة عزة المقاومة كرامة المقاومة حياة.