بين الحكام والحكماء
Between rulers and sages
كتب - جمال مختار
تُنفق الدول الكبرى مبالغ طائلة على التسلح والدفاع، حيث تُعد ميزانيات وزارات الدفاع في هذه الدول من بين أعلى النفقات الحكومية سنوياً.
وتأتي الولايات المتحدة والصين وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والهند في صدارة الدول التي تخصص مليارات الدولارات لتطوير أسلحتها وتعزيز قدراتها العسكرية.
ولكن ماذا لو قررت هذه الدول تحويل جزء من هذه الأموال إلى مجالات مدنية مثل التعليم، الصحة، البنية التحتية، ومكافحة الفقر؟ هذا المقال يستعرض ميزانيات الدفاع في الدول الكبرى، حجم الإنفاق العسكري، وإمكانية استخدام هذه الأموال لتحسين حياة البشرية.
اولاً : ميزانيات الدفاع في الدول الكبرى
1. الولايات المتحدة الأمريكية
تتصدر الولايات المتحدة قائمة الإنفاق العسكري عالمياً، حيث بلغت ميزانيتها للدفاع في عام 2023 حوالي 877 مليار دولار ، أي ما يعادل نحو 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتشمل هذه الميزانية تطوير الأسلحة النووية، الطائرات الحربية، الأنظمة السيبرانية، والحروب الخارجية.
2. الصين
تحتل الصين المركز الثاني في الإنفاق العسكري، حيث أنفقت حوالي 292 مليار دولار في 2023. ورغم أن هذه النسبة أقل من الولايات المتحدة، إلا أن الصين تسعى لتحديث جيشها وتوسيع نفوذها في بحر الصين الجنوبي وغيرها من المناطق الاستراتيجية.
3. روسيا
على الرغم من الأزمات الاقتصادية، أنفقت روسيا ما يقارب 86.4 مليار دولار على الدفاع في 2023، أي نحو 4.1% من ناتجها المحلي.
وقد زادت النفقات العسكرية بشكل ملحوظ بعد الحرب في أوكرانيا.
4. المملكة المتحدة وفرنسا
المملكة المتحدة: أنفقت حوالي 68.5 مليار دولار (2.2% من الناتج المحلي).
فرنسا بلغ إنفاقها العسكري 52.7 مليار دولار (1.9% من الناتج المحلي).
5. الهند
تسعى الهند لتعزيز قوتها العسكرية بسبب التوترات مع الصين وباكستان، حيث أنفقت 72.9 مليار دولار في 2023.
ثانياً : تكلفة التسلح مقارنة بالاحتياجات العالمية
إذا جمعنا إنفاق الدول الكبرى على الدفاع، نجد أن المبلغ الإجمالي يتجاوز 1.5 تريليون دولار سنوياً ولتوضيح حجم هذه الأموال، يمكن مقارنتها ببعض الاحتياجات الإنسانية:
1. القضاء على الجوع في العالم
وفقاً للأمم المتحدة، فإن 40 مليار دولار سنوياً كافية للقضاء على الجوع عالمياً. بمعنى أن 4% فقط من الإنفاق العسكري العالمي يمكن أن تحل هذه المشكلة.
2. توفير التعليم للجميع
تقرير اليونسكو يشير إلى أن 39 مليار دولار سنوياً تكفي لضمان تعليم جميع الأطفال في الدول الفقيرة.
وهذا يعادل جزءاً بسيطاً من ميزانيات الدفاع.
3. الرعاية الصحية
منظمة الصحة العالمية تقدر أن 58 مليار دولار سنوياً كافية لتوفير الرعاية الصحية الأساسية لملايين الأشخاص في أفريقيا وآسيا.
4. الطاقة النظيفة والتغير المناخي
لو خُصص 10% من الإنفاق العسكري العالمي (حوالي 150 مليار دولار) للطاقة المتجددة، لكان بالإمكان تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة كبيرة.
ثالثا: كيف يمكن تحويل هذه الأموال لخدمة البشرية؟
1. تحسين البنية التحتية
بناء طرق، مدارس، مستشفيات، وشبكات مياه نظيفة في الدول النامية.
تطوير وسائل النقل العام الصديقة للبيئة.
2. الاستثمار في البحث العلمي
تمويل أبحاث السرطان والأمراض المزمنة.
تطوير تكنولوجيا الطاقة النظيفة.
3. مكافحة الفقر
تمويل مشاريع صغيرة للأسر الفقيرة.
دعم الزراعة المستدامة في أفريقيا.
4. تعزيز السلام العالمي
بدلاً من شراء الأسلحة، يمكن تخصيص الأموال لحل النزاعات عبر الدبلوماسية.
دعم منظمات الإغاثة الإنسانية.
إن الإنفاق العسكري الضخم للدول الكبرى يُظهر أولويات هذه الحكومات، حيث تُفضل التسلح على التنمية البشرية.
ومع ذلك، فإن تحويل جزء بسيط من هذه الميزانيات إلى مشاريع مدنية يمكن أن يُحدث ثورة في حياة الملايين.
لو خُصصت 10% فقط من ميزانيات الدفاع العالمية للتعليم والصحة والبنية التحتية لكان العالم مكاناً أكثر أمناً واستقراراً.
السؤال الأهم: هل ستتخذ الدول الكبرى خطوات جادة نحو نزع السلاح والاستثمار في البشر؟
بالطبع اعلم انها أحلام يقظة لكن هم من جعلوها مستحيلة نعم هم لأنه كان يمكن لكل هؤلاء الحكام وعلى رأسهم ترامب وأشباهه من حكام العالم الاول أن يساعدوا شعوب العالم الثالث فى أفريقيا و اسيا ولكن هم اختاروا حشد القوة وفرض السيطرة لإخضاع الشعوب مثلما يحدث فى فلسطين وغيرها من البلاد المنكوبة
فى النهاية
أشيد بهم إنهم لا يتناسون أن يحضروا معهم افضل وجوههم وابتساماتهم واحياناً دموعهم فى اى حدث انسانى دولى حتى تهتف لهم الجماهير أحسنتم أيها الحكام واتمنى ان اجد الحكماء.