الدفاع عن الحضارة تكشف عن أسرار مسابقة تصميم شعار المتحف الكبير
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
الفنان التشكيلى هشام طه مواليد القاهرة 2 / 3 / 1966، بكالوريوس فنون جميلة جامعة المنيا عام 88 ( أول دفعة ) قسم جرافيك – دبلومة نحت سنتين، مثّل مصر فى عدة معارض بالخارج ألمانيا – إيطاليا – مالطا – ليبيا – السعودية – البرازيل فرنسا – تركيا – المغرب – اليمن – الهند – السودان علاوة على معارضه فى مصر حاصل علي عدة جوائز في الفن التشكيلي والتصميم وفي عدة دول له مقتنيات فنية بمصر وخارجها مع أفراد ومؤسسات أهمها بمتحف الفن الحديث بمصر ونقابة الصحفيين ومؤسسة الأهرام الصحفية بمكتب رئيس مجلس الإدارة.
ومنذ أن فتحت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان قضية شعار المتحف وتنهال عليها الاتصالات من فنانين تشكيليين ومصممين ومنهم الفنان التشكيلى هشام طه مصمم جرافيك محترف الذى كشف للحملة أسرار تنشر لأول مرة.
الفنان التشكيلى هشام طه هو الفائز بتصميم لوجو المتحف المصري الكبير كشعار لتسيير الأعمال أى شعار أولي لحين الانتهاء من تصميمات المتحف نفسه وتدبير ميزانية تكلفته وتجهيز كل شئ
وهذا اللوجو هو الذى تم تنفيذه علي كل المطبوعات والويبسايت والكتالوجات وأيضا شهادات التقدير والدعوات وكل شي، حيث تتجسّد فيه مصر الحضارة الممثلة في الأهرامات والمياه التي تعبر عن النيل واعطائه بعدًا ثالثًا فوق بعدي الطول والعرض بأن جعل الجزء المتقاطع من الهرمين شفافًا ومتداخلًا مما أعطي للوجو عمقًا أيضا فأصبح ثلاثي الأبعاد.
المسابقة الثانية
جاءت المسابقة الثانية لاختيار اللوجو الأخير والدائم للمتحف واشترطت أن يكون معبرًا عن الحضارة المصرية القديمة مع الأخذ فى الاعتبار ما يميز المتحف الكبير عن غيره من المتاحف (توت عنخ آمون وإطلالته على الأهرامات) وتقدم الفنان هشام طه بلوجو يعبر عن هذا المضمون وتم رفضه واختيار لوجو صممه الفنان اللبناني الهولندي طارق عتريسي عام 2018 والذي قال عنه مسئولى الآثار وقتها أن استلهامه من تخطيط المتحف وعمارته والبيئة المحيطة به مثل التخطيط الأفقي الفريد المميز للمتحف المصري الكبير الذي تنفرج جوانبه لتطل على أهرامات الجيزة ويأخذ الشعار اللون البرتقالي الدافئ المبهج الذي يعكس اللون الذي تضفيه الشمس على هضبة الأهرامات ساعة المغيب وأن كتابة اسم المتحف المصري الكبير تأتي بخط عربي انسيابي مستلهم من الكثبان والتلال الرملية للبيئة المحيطة حيث تم مراعاة أن يكون الشكل الهندسي المستخدم في الشعار بسيط أسوة بشعارات المتاحف الكبرى في العالم.
رفض الفنانيين للشعار
رفض الفنانيين التشكيليين هذا الشعار وقت تنفيذه عام 2018 حيث أصدرت لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة بيانًا أعربت فيه عن رفضها التام لاعتماد هذا الشعار شعارًا رسميًا للمتحف المصرى الكبير وطالبت بوقف استخدامه لحين استبداله بشعار آخر، كما أعلنت تضامنها مع كافة الجهات المعنية بالفنون ومنها نقابة التشكيليين ونقابة مصممى الفنون التطبيقية وكذا جموع الفنانيين والمصممين الجرافيكين فى رفضهم لاستخدام هذا الشعار ليكون سفيرًا لمصر ولعظمة تاريخها فى الدعاية لهذا الحدث.
كما أصدرت الجمعية العربية لمصممى الفنون التطبيقية بصفتها إحدى الهيئات القائمة على رعاية وتنمية مجال التصميم فى مصر بيانًا اعترضت على اللوجو موضحة أنه يفتقر إلى أبسط قواعد تصميم الشعارات ولا يوجد به أى مضمون ولا يدل على أى هوية تعبر عن عظمة الحضارة المصرية القديمة.
كما رفضه الكتاب الصحفيين ومنهم الكاتب صلاح منتصر الذى كتب فى الأهرام اليومى أن اللوجو عبارة عن قطعة أبلكاش تحمل أردأ انواع الخطوط يمكن أن تصلح لمخزن أخشاب أو بلاط ولكن لا تليق بمتحف يضم أروع الآثار والحضارة
والفكر.
وأوضح عالم المصريات الدكتور زاهى حواس فى الأهرام اليومى فى ذلك الوقت أنه يرى استخدام الشعار الذى وقع عليه الاختيار فى ذلك الوقت فى فترة الترويج والتسويق العالمى للمتحف وعند الافتتاح النهائى تعلن الوزارة عن مسابقة دولية يشارك بها فنانون ومصممون مصريون وأجانب لاختيار الشعار النهائى للمتحف ولم يتم هذا بالفعل بل استمر هذا الشعار حتى الآن.
وفى ضوء هذا ترفض حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان هذا الشعار قلبًا قالبًا وتطالب بالرجوع إلى شعار الفنان هشام طه ونرفق صورة تصميمه وصورة التصميم الحالى حيث يعبّر تصميمه عن الحضارة المصرية القديمة مع الأخذ فى الاعتبار ما يميز المتحف الكبير عن غيره من المتاحف (توت عنخ آمون وإطلالته على الأهرامات) كما جاء فى شرط المسابقةوذلك بعد عرضه على لجنة خاصة من أساتذة الفنون التشكيلية والتصميم بالجامعات المصرية تشكّل بقرار من رئيس مجلس الوزراء، وفى حالة رفضه تقوم اللجنة نفسها بعمل لوجو فى خلال إسبوعين بعد تحديد ميعاد الافتتاح 3 يوليو القادم يصبح اللوجو النهائى للمتحف.