اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

منصور بريك : أشهر 4 آثار في العالم مهددة بالتلوث البشري

منصور بريك : أشهر 4 آثار في العالم مهددة بالتلوث البشري



كتب : د. عبد الرحيم ريحان

فى إطار أهداف حملة الدفاع عن الحضارة لمتابعة الحالة الفنية للمواقع الأثرية بمصر وحركة السياحة لتحقيق خطة القيادة السياسية للوصول إلى 30 مليون سائح 2030 ترصد الحملة كل ما يهدد المواقع الأثرية وتحذر منها لوضعها أمام المسئولين لمعالجتها

وفى تصريح لعالم المصريات الشهير الدكتور منصور بريك مدير عام مناطق آثار الأقصر الأسبق حذر من خطر محدق بأربعة آثار بمصر تعد الأشهر عالميًا وهم الهرم الأكبر ومقبرة توت عنخ آمون ومقبرة سيتى ومقبرة نفرتيتى بالأقصر.


مقبرة سيتى الأول

هى الأكثر جمالًا ضمن مقابر وادى الملوك سيتى الأول (1294-1279 ق.م) هو الملك الثاني من الأسرة التاسعة عشرة وأبو رمسيس الثاني وحملت مقبرته رقم 17 في وادي الملوك كما سميت أيضًا بـ "مقبرة بلزوني" نسبة لمكتشفها، وهى الأولى التى يتم زخرفتها كاملة بالنصوص وتتميز المناظر والنقوش البديعة بالجودة والدقة والتى اشتهر بها عهد سيتى الأول.



وفي عام 1821 تم عرض نماذج ملونة لعدة حجرات من مقبرة سيتي الأول في القاعة المصرية في صالة معرض بيكاديللي في لندن وأتاح هذا المعرض الذي أقامه مكتشف المقبرة جيوفاني باتيستا بلزوني لمختلف الزائرين رؤية إحدى مقابر مصر القديمة حيث استحوذت تلك المقبرة على خيال الناس وأصبحت واحدة من المعالم الأثرية الأولى المسئولة عن جذب انتباه الناس إلى مصر القديمة.



أشار عالم المصريات الدكتور منصور بريك إلى أن شامبليون حين زار مصر بعد فك رموز اللغة المصرية القديمة زار المقبرة واقتلع لوحة منها محفوظة بمتحف اللوفر حاليًا.


مقبرة توت عنخ آمون

تقع في وادي الملوك KV62 تتكون من أربع غرف ودرج مدخل وممر. وهي أصغر وأقل زخرفة من المقابر الملكية المصرية الأخرى في عصرها وربما نشأت كمقبرة لشخص غير ملكي تم تكييفها لاستخدام توت عنخ آمون بعد وفاته المبكرة.


دُفن توت عنخ آمون مع مجموعة واسعة من الأشياء الجنائزية والممتلكات الشخصية مثل التوابيت والأثاث والملابس والمجوهرات وأدى انخفاض موقع المقبرة المحفورة في قاع الوادي إلى إخفاء مدخلها بفعل الأنقاض المترسبة نتيجة الفيضانات وبناء المقابر، وعلى عكس مقابر أخرى في الوادي لم تُجرّد من مقتنياتها الثمينة خلال الفترة الانتقالية الثالثة 

( حوالي  ١٠٧٠-٦٦٤ قبل الميلاد ).



تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 بواسطة حفارين بقيادة جورج هربرت، إيرل كارنارفون الخامس وهوارد كارتر ونتيجة لكمية ومظهر السلع الجنائزية المذهل، جذبت المقبرة جنون وسائل الإعلام وأصبحت أشهر اكتشاف في تاريخ علم المصريات ولم ينتج عن الاكتشاف سوى أدلة محدودة حول تاريخ عهد توت عنخ آمون وفترة تل العمارنة التي سبقتها ولكنه قدم نظرة ثاقبة على الثقافة المادية للمصريين القدماء الأثرياء بالإضافة إلى أنماط سرقة المقابر القديمة أصبح توت عنخ آمون أحد أشهر ملوك مصر القديمة وبعض القطع الأثرية من مقبرته مثل قناعه الجنائزي الذهبي من بين أشهر الأعمال الفنية من مصر القديمة.



ويشير الدكتور منصور بريك إلى أن الفيضانات وكثافة حركة السياحة ألحقت أضرارًا بالمقبرة منذ اكتشافها وقد شُيّد نموذجٌ من حجرة الدفن بالقرب منها لتخفيف الضغط السياحي على المقبرة الأصلية.


واقترحت جمعية أصدقاء المقابر الملكية في مصر فكرة إنشاء نسخة طبق الأصل من مقبرة توت عنخ آمون عام 1988 حتى يتمكن السياح من رؤيتها دون إلحاق المزيد من الضرر بالأصل، وفي عام 2009 قامت شركة Factum Arte وهي ورشة عمل متخصصة في نسخ الأعمال الفنية واسعة النطاق بمسح تفصيلي لغرفة الدفن كأساس لنسخة طبق الأصل بينما أطلقت الحكومة المصرية ومعهد جيتي للحفاظ على الآثار مشروعًا طويل الأمد لتقييم حالة المقبرة وتجديدها حسب الحاجة تم الانتهاء من النسخة في عام 2012 وتم افتتاحها للجمهور في عام 2014 والانتهاء من التجديد عام 2019.




وأشار الدكتور منصور بريك بانه نظرًا لزيادة ضغط الزيارة على مقبرتى سيتى الأول وتوت عنخ آمون وبد مشروع دراسة مقابر وادى الملوك أوصى بعمل تبادل الزيارات بين مقابر وادى الملوك بمعنى تحديد عدد زيارات المقابر فى التذكرة أى فتح بعض المقابر وغلق أخرى للترميم سنويًا للحفاظ عليها للأجيال القادمة مع عمل تذكرة خاصة لمقبرة توت عنخ آمون وغلق مقبرة سيتى الأول للزيارة إلّا بتصريح خاص ورسوم عالية.



ورغم ذلك تلاحظ زيادة رهيبة على مقبرة توت عنخ آمون فقام الفنان فاروق حسنى بصفته وزيرًا للثقافة فى ذلك الوقت ويتبعها المجلس الأعلى للآثار بعمل نموذج طبق الأصل لمقبرة توت عنخ آمون ومقبرة سيتى الأول فى أسبانيا وتم الحفر بجوار استراحة كارتر وبناء المقبرتين بجوارهما وكان الزائر الذى لم يتمكن من زيارة الأصل يزور النموذج بعد تحديد زوار مقبرة توت عنخ آمون بعدد 400 زائر حد أقصى موزعين 200 زائر صباحًا، 200 زائر مساءً

ولفت الدكتور منصور بريك أن هذا النظام حافظ على المقابر حتى جاء الدكتور مصطفى وزيرى أمينًا عام للمجلس الأعلى للآثار فقام بإلغاء تحديد عدد الزوار مما تسبب فى عدم إقبال السياح على زيارة النموذج وزيارة الأصل مما سيؤثر على المقبرة ومطلوب حاليًا دراسة فنية لحالة المقبرتين.



مقبرة نفرتارى

مقبرة نفرتاري زوجة رمسيس بوادي الملكات بمصر اكتشفها إرنستو سكياباريللي (مدير المتحف المصري في تورينو ) عام 1904 "نفرتاري" تعني "الرفيقة الجميلة" كانت الزوجة المفضلة لرمسيس الثاني وبذل قصارى جهده لتوضيح ذلك مشيرًا إليها باسم "التي تشرق لها الشمس" في كتاباته وبنى معبد حتحور لتقديسها كإلهة وكلف برسم لوحات جدارية بورتريه في وادي الملكات.



احتوت مقبرة نفرتاري ذات يوم على جسدها المحنط ورموزها التمثيلية بما يتفق مع معظم المقابر المصرية في تلك الفترة، ونُهِب كل شيء باستثناء ثلثي اللوحات الجدارية أما ما تبقى فقد ميزت هذه اللوحات الجدارية شخصية نفرتاري، حظي وجهها باهتمام خاص لإبراز جمالها وخاصةً شكل عينيها وحمرة وجنتيها وحاجبيها.، واكتست بعض اللوحات بخطوط وألوان الأحمر والأزرق والأصفر والأخضرتُصوّر توجيهات بديعة للتنقل عبر الحياة الآخرة إلى الجنة.



أُغلقت المقبرة أمام الجمهور عام ١٩٥٠ بسبب مشاكل مختلفة هددت اللوحات وتدهور مساحات كبيرة من الطلاء وطبقات الجص من الجدران وظل تقشر الطلاء مشكلةً قائمةً حتى بعد إغلاق المقبرة أمام الجمهور.



بعد اكتشاف المقبرة وجد العلماء تدهورًا في العديد من اللوحات بسبب تلف المياه ونمو البكتيريا وتكوين الأملاح ومؤخرًا رطوبة أنفاس الزوار.



في عام 1986 بدأت الآثار ومعهد جيتي فىعملية لاستعادة جميع اللوحات داخل المقبرة واستبدال أكثر من 3000 عام من الغبار والسخام بورق ملصق على الجدران والأسقف الهشة للحفاظ على اللوحات ، بدأت أعمال الترميم الفعلية في عام 1988 واكتملت في أبريل 1992



عند اكتمال أعمال الترميم قررت السلطات المصرية تقييد الوصول العام إلى المقبرة بشدة من أجل الحفاظ على اللوحات الدقيقة الموجودة بداخلها. بعد خمس سنوات أعلن إعادة فتح المقبرة للزوار 150 زائرًا في المرة الواحدة.



في عام 2006 تم تقييد المقبرة على الزوار مرة أخرى باستثناء الجولات الخاصة بحد أقصى 20 شخصًا يشترون ترخيصًا مقابل 3000 دولار أمريكي.



ولفت الدكتور منصور بريك إلى أن معهد بول جيتى الأمريكى استمر فى أعمال ترميم للمثبرة أكثر من 20 عامًا بقيادة المرمم العالمى الإيطالى "باولو مورو" وبعد النتهاء من الترميم أغلقت المقبرة حفاظًا عليها باستثناء الزيارات الرسمية ملوك ورؤساء دول، حتى تم التفاوض مع معهد بول جيتى على محاولة فتح المقبرة بشروط لعدد 300 شخص فقط يوميًا موزعين 150 صباحًا، 150 مساءً مع تزويدها بمعدات تهوية وفى عهد المين العام السابق تم إلغاء كل هذا مما سيؤثر على المقبرة فى القريب العاجل.



اعتبارًا من ديسمبر ٢٠٢٣ يُمكن لحاملي تذكرة دخول بقيمة ٢٠٠٠ جنيه مصري أو بطاقة الأقصر المميزة زيارة هذه المقبرة. 

وحتى يومنا هذا، يُراقب معهد جيتي للترميم المقبرة بانتظام. أُغلقت المقبرة من ٥ مارس ٢٠٢٤ حتى ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤ لإجراء أعمال.


الهرم الأكبر

هرم الجيزة الأكبر هو احدي عجائب الدنيا السبع القديمة والوحيدة التى مازالت قائمة حتى الآن شيده الملك خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة ٢٥٨٠ قبل الميلاد، ويعتبر من أكمل الأهرام المصرية القديمة واستغرق بنائه ٢٠ عامًا فى الفترة من ٢٥٦٠ الى ٢٥٤٠ قبل الميلاد

 و كان يشرف علي بنائه حم ايونو صاحب المقبرة رقم ٤٠٠٠ فى الجبانة الغربية بمنطقة الهرم الأثرية وكان يساعده المهندس عنخ خاف صاحب التمثال الشهير فى متحف بوسطن بأمريكا الذي شيد بعد ذلك هرم الملك خعفرع.



ويشير عالم المصريات الدكتور منصور بريك إلى الحالة الفنية للهرم ففى أوائل التسعينات تلاحظ لمنطقة آثار الهرم زيادة نسبة الرطوبة وارتفاع درجة الحرارة داخل ممرات الهرم الأكبر مما أدي إلى تأثر الأحجار الداخلية للهرم بصورة كبيرة.



وبناءً عليه تم إغلاق الهرم وبداية مشروع كبير لترميمه من الداخل شارك فيه الدكتور منصور بريك وتم الاستعانة بالمعهد الألماني للآثار وكان يرأسه فى ذلك الوقت دكتور رينر شتدلمان لدراسة تلك المشكلة وإيحاد حلول عملية لها.. وانتهت الدراسة إلى إنه يمكن العمل على تجديد الهواء داخل الهرم بتركيب شفاطات كهرباء فى مايطلق عليه بممرات التهوية الموجودة فى حجرة الدفن الرئيسية وبالفعل تم الاستعانة بمهندس ألماني قام بتصميم إنسان آلى أطلق عليه "وب واووت" 

او فاتح الطرق ومنه تمكّن الآثاريون من اكتشاف ممرات التهوية فى حجرة الدفن الرئيسية وتم تثبيت شفاطات لسحب الهواء من داخل الغرفة الى الخارج وبالتالي تخفيض نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة، وبعد نجاح التجربة تم الانتقال لغرفة الدفن الثانية أو ما يطلق عليها حجرة الملكة وبها ممرين للتهوية كان علماء الآثار يعتقدون أنهما غير مكتملتين حيت توصل الإنسان الآلى إلى أن الممر الجنوبي يتوقف أمام باب يغلق ممر التهوية وله مقبضان من النحاس.



وتابع الدكتور منصور بريك بأنه بعد تركيب نظام التهوية داخل الهرم الأكبر تم تحديد عدد من يدخلون الهرم الأكبر يوميًا ب ٥٠٠ زائر مقسم على فترتين فترة صباحية وفترة بعد الظهر كل فترة ٢٥٠ زائر حسب أسبقية الحجز مع تخصيص تذكرة خاصة بالهرم بسعر عالى للحد من زيارته على أن يتم غلق الهرم لمدة ساعة للراحة حفاظًا عليه، واستمر هذا النظام حتى السنوات الأخيرة وبدون سبب تمت زيادة تذكرة الهرم الأكبر مع عدم تحديد عدد محدد للزيارة يوميًا حيت كان العذر هو البحث عن زيادة الموارد دون النظر عن الحفاظ على الهرم العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع والذي نتج عن هذا القرار هي تلك الطوابير التى لا تنتهي والتى تقف أمام مدخل الهرم لزيارته والتى على المدي البعيد ستؤثر بالسلب على سلامة الحجر الجيري وزيادة الأملاح فيه مما سيؤدي إلى تآكله وتدميره.



وأعطى مثلًا من فرنسا حيث لا يمكن للزوار أن يدخلو كهف لاسكو الشهير وهو كهف به رسوم ملونة من عصور ما قبل التاريخ وقام الفرنسيين بعمل نموذج طبق الأصل بجوار الكهف يدخله السائحين أمّا الكهف الأصلي ممنوع زيارته إلا للمتخصصين وبتصريح وكذلك الحال فى كهف التاميرا فى أسبانيا فما بالنا بالهرم الأكبر أعظم آثار العالم ويجب تحديد عدد معين يوميًا للزوار يتم الاتفاق عليه مع غرفة الشركات السياحية على أن يغلق ساعة للراحة فى فترة الظهيرة.

google-playkhamsatmostaqltradent