شياطين الإنس
شياطين الإنس
بقلم : الكاتب عماد الدين محمد
في حين أننا نعيش في رحاب أيام مباركة ألا وهى أيام شهر رمضان المبارك .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
"إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين"
لذا كان علينا أن نسأل من أين يأتي هذا الشر والفساد والحقد والتأمر والأنانية ؟
والإجابة عن هذا السؤال غاية في البساطة إنهم شياطين الإنس نعم شياطين الإنس.
فعقول بعد البشر طليقة وغير مصفدة يستهواها نشر الشر والفساد ويعتليها الحقد والكراهية ، تدبر كل المصائب
وتسعى في الأرض تنشر الشر والفساد.
لذا نجد جرائم القتل والفساد وقطع الأرحام والتأمر والعبس والفحشاء وتدبير المكائد و عدم تحمل المسؤولية وعقوق الأهل ، فلا فرق عند هؤلاء بين رمضان وغير رمضان .
إن هؤلاء الشرذمة دعتهم نفوسهم الشيطانية وعقولهم المريضة وعدم معرفة الله ومراعاته لحرماتها بدون وساوس الشيطان فلا حاجة لهم بتلك الوساوس لآن الشيطان يسكنهم ، إلى إفساد الأرض وإفساد حياة الآخرين.
والغريب أنهم يصدقون أنفسهم أنهم أصحاب حقوق وأنهم على حق .
وعندما نتعامل مع هؤلاء الشرذمة يجب محاربة فسادهم وعقولهم المسمومة وأنانيتهم بكل الطرق للوقاية من شرورهم.
واتعجب أن أصحاب تلك النفوس العطنة والعقول المريضة يرتدون ثوب الطهر والبراءة وهما حقًا شياطين الإنس في الأرض.
يتناسون قول " حسبي الله ونعم الوكيل "
ويتنسون يوم الحساب والفصل بين العباد وميزان العدالة الإلهية.
والرسول ﷺ يقول :
"واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" لأن الله سبحانه يقول: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ [النساء:148] .
فالمظلوم له أن يشتكي، وله أن يرفع ظلامته، وله أن يدعو على من ظلمه، وهو على يقين أن الله سوف يعاقبه بما يستحق.
وليس تفويض الأمر لله بضعف ولكن على العكس هو القوة بذاتها واليقين كله أن الله سوف ينتقم من الظالم وأن الله هو العادل وعنده لا تضيع الحقوق والكل محاسب لا محالة.