أجواء روحانية مهيبة
أجواء روحانية مهيبة
بقلم : د. محمد إسماعيل
تعد الليالي الوترية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من أعظم الليالي التي يحرص فيها المسلمون على الاجتهاد في العبادة تحريا لليلة القدر وطلبا للأجر المضاعف. ومن بين هذه الليالي المميزة تبرز ليلة 25 رمضان كواحدة من أكثر الليالي التي تشهد إقبالا كبيرا على المسجد الحرام في مكة المكرمة.
في هذه الليلة المباركة يمتلئ الحرم المكي وساحاته بالمصلين الذين توافدوا من كل حدب وصوب طمعا في رضا الله ونيل البركات ويتميز الجو العام في الحرم بصفاء روحاني عظيم حيث ترفع الأكف بالدعاء وتتلى الآيات بخشوع وتمتلئ الأجواء بدموع التائبين والمنيبين إلى الله.
تبدأ صلاة التهجد في المسجد الحرام عادة في تمام الساعة ١٢.٥٠ بعد منتصف الليل وتستمر حتى قبيل أذان الفجر وفي ليلة 25 رمضان لعام 1446هـ (الموافق 25 مارس 2025م) تولى الإمامة في التهجد كوكبة من أئمة الحرم المكي وفقا للترتيب التالي :
التسليمتان الأولى الشيخ بدر التركي
التسليمتان الثانية والأخيرة مع الوتر
الشيخ ياسر الدوسري
امتلأت صحن المطاف وساحات الحرم بالمصلين في مشهد يجسد وحدة المسلمين في العبادة.
تصدرت التكبيرات والدعوات المشهد في أجواء تعكس روحانية الشهر الكريم.
يلاحظ أن كثيرا من المصلين يفضلون البقاء حتى أذان الفجر ليختموا ليلتهم بوجبة السحور في جوار بيت الله الحرام.
تأتي أهمية الليالي الوتريه ومنها ليلة 25 رمضان من كونها فرصة قد تصادف ليلة القدر التي قال الله فيها :
"ليلة القدر خير من ألف شهر" [القدر: 3].
ولهذا يحرص المسلمون على زيادة الطاعات من صلاة وذكر ودعاء وصدقة طلبًا لمغفرة الذنوب وتحصيل الأجر العظيم.
تظل ليلة 25 رمضان في الحرم المكي رمزا للتقوى والخشوع وتجسيدا لرغبة المسلمين في التقرب إلى الله في أقدس بقاع الأرض. مشهد الحرم المهيب في هذه الليلة يبقى عالقًا في الأذهان، ويُذكر الجميع بعظمة الشهر الفضيل وفضل العشر الأواخر وبإذن الله نلتقي في ليلة ٢٧ رمضان المبارك.