خبير ترميم : العقيدة المصرية القديمة تؤكد بناء الهرم للدفن ولا علاقة له بتوليد طاقة
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
أكد خبير الترميم الأستاذ حمدى يوسف استشارى حملة الدفاع عن الحضارة المصرية للترميم والصيانة أن المصرى القديم حرص على حفظ الوعاء الذي سوف يستقبل الروح في الحياة السرمدية في حالة جيدة وبالتالي كان إنشاء الهرم كمبني جنائزي مهمته الأولي والرئيسية تأتي علي قدر أهمية مومياء المتوفي .
ويعتبر التحنيط وحفظ جسد المتوفي هو أهم طقس علي الإطلاق في حياة المصري القديم والذي أصبح محورًا لكل العلوم والفنون المصرية القديمة والتي سخّرت جميعها لخدمة هذا الوعاء الذي سوف يحتوي الروح في الحياة الأبدية والذي يحمي جثمان الملك من الفناء الأبدي في الحياة السرمدية وفقا للعقيدة المصرية القديمة.
ولا نعجب من ظهور البعض من غير المتخصصين بعلم المصريات من مصر أو خارجها لترويج نظريات الطاقة وغيرها من النظريات التي تنفي تصنيف الهرم الأكبر علي أنه من العمارة الجنائزية وذلك لعدم إدراكهم للعقيدة المصرية وتأثيرها علي الحضارة المصرية القديمة.
فاذا فشلنا في اثبات ان الهرم هو من العمائر الجنائزية لعدم وجود كتابات داخل الهرم فكيف تتأكد من ذلك بنفسك ؟
لابد في هذه الحالة أن نلجأ إلي التفسير الهندسي لأي عنصر أو دليل داخل الهرم ثم نقوم بالربط بين هذا العنصر واستخداماته وسبب وجوده داخل الهرم وقس علي ذلك الكثير.
خذ معك شريط قياس وارفع مقاسات التابوت الموجود داخل غرفة الدفن بهرم الملك خوفو من الثلاثة محاور x. y. z
ثم ارفع مقاس عرض باب غرفة الدفن لتكتشف بنفسك دليل مادي علي استخدام الهرم مقبرة لحفظ جثة الملك، علي اعتبار أن (المومياء) هي وعاء الروح في الحياة وايضا وعاء للروح عند البعث، وأن الروح عندما تعود ولا تجد هذا الوعاء فهذا هو الفناء الحتمي للملك في الحياة الأبدية وبالتالي حفظ المومياء هو أهم طقس وأهم حدث في الحضارة المصرية الذي يستوجب كل غال ونفيس من أجل حفظ الجسد بعد الوفاة.
ذلك لأننا تعلمنا أنه وفقا للعقيدة المصرية القديمة احتفظ المصري القديم بالمومياوات سليمة املًا في بقاء الجسد سليمًا حتي يبعث ، ولذا كان يحفظ المومياء داخل توابيت وهذا دليل علي قيمة وأهمية التابوت في الحضارة المصرية القديمة.
فإذا كان الأمر كذلك وجميعنا نتفق في الأسباب البديهية والمنطقية لوجود التوابيت في الحضارة المصرية.
فبماذا نفسر وجود التابوت الجرانيتي في غرفة الدفن الرئيسية لهرم خوفو؟
يضيف الأستاذ حمدى يوسف بأن وجود التابوت في هذه الغرفة ينفي تمامًا أي نظرية غير مادية لاستخدام الاهرامات في غرض وظيفي غير حفظ المومياء
الملكية.
والدليل علي ذلك أن حجم التابوت الموجود بهرم خوفو تم تنفيذه بمواصفات خاصة تحمل دلالات معينة وهذه الدلالات أو المواصفات ترجع الي القياسات المترية لحجم التابوت فقد ثبت بأن التابوت الجرانيتي بهرم خوفو أكبر في الثلاثة محاور x.y.z طبقا للقياس الفعلي له.
وطبقا للقياس في المحاور الهندسيةx.y.z بمقدار 2سنتيمتر عن مقاس عرض فتحة باب غرفة الدفن بنفس الهرم .
ماذا يعني ذلك ؟
أن التابوت تم وضعه في غرفة الدفن أثناء بناء الهرم وقبل القيام بتشييد السقف الجمالوني للغرفة والمكون من خمس بلاطات حجرية مهمتها المعمارية توزيع الأحمال العلوية علي جوانب غرفة الدفن حتي لا تنهار بفعل الأحمال العلوية الضخمة التي تعلوها .
ماذا يعني أن يكون حجم التابوت الجرانيتي ( ولماذا جرانيتي تحديدا )أكبر من حجم فتحة الباب ؟
يعني ثقل وزن التابوت وصعوبة إخراج او إدخال التابوت بعد تنفيذ الهرم بشكل كامل أو حتي صعوبة إخراج التابوت بعد دفن الملك في الهرم ، مع ملاحظة أن غطاء التابوت تم خروجه في عصور لاحقة مجهولة لصغر حجم غطاء التابوت عن الحجم الفعلي للتابوت .
إذا نظرية توظيف الهرم الرئيسية هي حفظ للمومياء التي تعتبر وعاء الروح في العالم الآخر وهي الفكرة العقائدية التي تتمحور حولها وتخدمها كل العلوم والفنون عند المصري القديم والتي تحمي الملك من الفناء الأبدي في الحياة السرمدية وفقًا للعقيدة المصرية القديمة.


