حكايات نفسية "حكاية ناصر "
بقلم : هند أحمد
استشاري نفسي واسري
تزوجت فتاة من ابن خالتها و كانت سعيدة كل السعادة لأن حلم حياتها تحقق بزواجها من حب عمرها ، و الأسعد فى الموضوع بالنسبة لها أنها سوف تعيش مع خالتها
( أمها الثانية بتعبيرها الدائم )
حيث كانت تربط الفتاة بالخالة علاقة حب و مودة بشكل خاص يختلف عن علاقة الخالة ببقية أخوات الفتاة.
عاش الزوجان حياة سعيدة كما كانا يتوقعان لكن سرعان ما بدأت تتغير معاملة الخالة مع بنت أختها شيئا فشيئا حتى لاحظت العروس أن خالتها تنتابها مشاعر غيرة منها و تحاول تقليدها فى اللبس
و التصرفات !
ثم بدأت الخالة تعرب عن قلقها من ابتعاد ابنها عنها و انشغاله بعروسه مما أثر على جو البيت كله بالسلب.
وأخذت الحماة تتصيد المواقف التى يمدح فيها الزوج عروسه أو يذكر مميزاتها أو يعبر عن حبه لها و تغضب أمه و تنعزل عنهما.
ثم حاولت الام مرارا اقتحام خصوصية العروس و كلما قاومت الفتاة كانت تردد الحماة دائما أن كل شئ فى البيت ملكها حتى الزوج هو ابنها الوحيد فسأت العلاقة بين الجميع . فالأم غاضبة من تصرفات الكنة و الكنة مقيدة الحرية و الزوج فى موقف لا يحسد عليه ؛ فهو فى حيرة من أمره إلى أى صف ينتمى . و سيطر على البيت حالة من الحزن و الخوف
والترقب.
إلى أن جاء يوم و واجهت الكنة حماتها بأفعالها فأسرعت الحماة تقول : أفعل معكى مثلما كانت تفعل حماتي معي
حيث كانت توكل لى كل مهام البيت
و توبخنى على اتفه الأسباب و تمنعنى من زيارة أهلى. لكنى أحبك لأنك بنت أختى.
هنا انهارت الكنة و فكرت فى الانفصال رغم حبها لزوجها ، لكن الزوج حكم العقل
و ناصر الحق و أصر على أخذ المشورة من متخصص. حيث أكد المتخصص أن العروس لم تصنع حدودا فاصلة منذ البداية ، و أن الام تسقط مشاعرها القديمة ( المكبوتة ) على علاقتها ببنت أختها علاوة على حبها للتملك أثر جرحها القديم من حماتها ، و أن الزوج بسلبيته لم يستقل عن ماضيه.و بدأ المتخصص نصح بخطوات العلاج كالتالي:
- ترسيخ قيمة التسامح فى الحياة لدى الجميع
- طلب من الزوج توطيد علاقته بأمه بعيدا عن تفاصيل حياته الزوجية
- و أن بره بأمه لا يعنى اطلاقا الضغط على زوجته .
- و اخذ المتخصص فى معالجة الزوجة من حساسيتها الزائدة من حماتها .
- و تعليمها وضع الحدود الشخصية
- تقدير مشاعر الحماة و جذر مشكلتها مع حماتها سابقا .
و فى النهاية نصح المختص الزوجين بضرورة أن يكون لهما سكن مستقل.
