وحوي يا وحوي إيوحا
كتب د. عبد الرحيم ريحان
"وحوي يا وحوي إيوحا" من أحلى العبارات التي يغنيها الأطفال في رمضان وهم يحملون فوانيسهم ذات الألوان المبهجة، والتي ربما يحار غير المتعمقين في لغة الأجداد في فهمها، ومن هذا المنطلق توجهنا إلى الباحث في اللغة المصرية القديمة الأستاذ سامح مقار ليوضح لنا معناها.
ويرى الباحث سامح مقار أن كل الباحثين يتفقون أن كلمة "إعح" المصرية القديمة بمعنى (قمر ، هلال)، هي التي تحولت إلى "يوح" في القبطي ثم "إيوح" ثم "إيوحا" في العامية المصرية ... لكن تصل الاجتهادات إلى حد غير دقيق أحيانًا في تفسير كلمة "واح"، ذلك بسبب التخمينات غير المبنية على أساس حقيقي غير صوت الكلمة فقط ... وهنا يورد لقب تحوت الذي يرمز للقمر، حيث يلقب بـ "واح قد.ف" والذي يعني (الذي ينمي شكله) أو (يزيده) .. أي أن كلمة "واح" تعني (ينمو ، يزيد)، ومنها "واح.وي" (ينمو بسرعة أو بشدة) .. ودعي القمر كذلك لأنه دائم النمو والزيادة من الهلال حتى الوصول للقمر المكتمل (البدر)، ثم التناقص التدريجي في دورة كل شهر متكررة لا تنتهي .. وهنا نتأكد أن العبارة تعني (فلتنمو بسرعة أيها القمر) .. ويعضد تلك الفكرة ظهور أغاني شعبية مشابهة، مثل "يا بنات الحور، سيبوا القمر، القمر معذور"، وهي تقال عادة عند خسوف القمر ... ومن هنا نخلص أن أغنية "وحوي وحوي إيوحا" تعني (انمو انمو بسرعة أيها القمر).