حماية الانتباه والتركيز في زمن التشتيت
بقلم - محمد إسماعيل
في عصر المعلومات والاتصال السريع بات الانتباه والقدرة على التركيز من أعظم الثروات التي يمتلكها الإنسان ،إنها موارد شخصية لا تُقدر بثمن .
فمن خلال الاهتمام المركز والجهد الواعي يمكن للفرد تحقيق النجاح والتطور الشخصي ، واكتشاف عوالمه الداخلية العميقة ، ولكن في الوقت ذاته هناك من يسعى لسرقة هذه الثروة وتشتيت العقول عبر المحتويات السطحية والأخبار التافهة والمعارك التي لا تعني أحدًا سوى من يروج لها.
في ظل تدفق المعلومات الهائل عبر وسائل الإعلام التقليدية والجديدة أصبح الانتباه سلعة نادرة على كل منصة تسعى لجذب دقائق من وقتك وتركيزك سواء عبر أخبار عاجلة متتالية أو مقاطع فيديو لا نهاية لها ، وهذا الاستنزاف المستمر للانتباه يحول دون أن يركز الفرد على مهامه الأساسية أو يسعى لتحقيق أهدافه طويلة المدى.
الانتباه هو الأداة الأساسية للإبداع والتفكير العميق عندما تركز على أمر ما بكل اهتمامك تبدأ الأفكار في التبلور وتظهر الحلول للمشكلات إذا لم تستطع حماية انتباهك ستصبح فريسة سهلة للمشتتات، ولن تتمكن من استغلال قدراتك الحقيقية حماية انتباهك تعني قدرتك على التحكم بوقتك وتحديد أولوياتك، والعمل على تحقيق أهدافك بدل الانجراف وراء أمواج المعلومات التافهة.
المحتوى السطحي والأخبار التافهة ليست مجرد ظواهر طبيعية في الإعلام الحديث بل هي أدوات مصممة بعناية لجذب انتباهك وسرقة وقتك ، والمعارك الجدلية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي لا تهدف في الغالب إلى حل قضايا جوهرية، بل إلى تغذية التفاعل والجدل لأهداف تجارية أو دعائية.
كيف تحمي ثروتك الشخصية ؟ كن واضحًا بشأن ما يستحق انتباهك وما لا يستحق هل هذا الخبر العاجل سيساهم في تحسين حياتك .
هل هذه المناقشة على وسائل التواصل الاجتماعي تضيف إلى معرفتك .
لا تتابع كل مصدر إعلامي أو حساب على وسائل التواصل الاجتماعي التزم بالمصادر التي تقدم محتوى ذو قيمة وتعمق في المواضيع التي تهمك.
أثناء العمل أو القراءة، أغلق الإشعارات وتعمد تخصيص وقت للتركيز العميق بعيدًا عن وسائل الإعلام الرقمية.
مارس التأمل وتقنيات التركيز ، تمارين التأمل والتنفس يمكن أن تساعدك على تحسين قدرتك على التركيز وحماية انتباهك من التشتيت.
استثمر وقتك في عوالمك المهمة بدلًا من الانشغال بما لا يعنيك ابحث عن اهتمامات عميقة تمنحك الرضا وتساهم في تطوير ذاتك.
لكل إنسان عوالمه الخاصة التي تستحق منه الوقت والاهتمام سواء كانت هواية محببة، أو مشروع عمل طموح، أو حتى رحلة لاكتشاف الذات لا تسمح للعالم الخارجي بسرقة هذه العوالم منك فهي ما يمنح لحياتك معنى وعمقًا.
الانتباه والجهد والتركيز هي الثروات الحقيقية في هذا العصر المزدحم بالمعلومات والتشتيت إذا تمكنت من حماية هذه الثروات وتنميتها، ستكون قادرًا على تحقيق إنجازات عظيمة واكتشاف آفاق جديدة في حياتك تذكر دائمًا أن لديك عوالمك الأهم التي تستحق منك الكثير ، فلا تهدر وقتك فيما لا ينفع.