رَمَادُ شَغَفٍ
بقلم : الشاعرة التونسية الثريا بن مسعود خلوط
دَعني أُخْبِرْكَ أنَّه على مَجَازِ العينِ
تُرَفْرِفُ الأجفانُ بِغير أجنِحةٍ
يَفنَى الكُحلُ الأزرَقُ على خَدِّ الانتظارِ
فَيَستَحيلُ اِيقاعا لِقصيدةِ نَثْرٍ تَروي
أرَقَها لِوِسادَةٍ نَاعسَةٍ تَحتَضِنُ أحلاما سَقَطَت سَهْوًا مِنْ مُفَكِّرَةِ لَيْلٍ
ثَمِلٍ أضاعَ المواعيدَ
دَعني أُخْبِرْكَ أنَّني كَرُوَّادِ المَقهى
المُجَاوِرِ لِدَفتَرٍ ما
على يَسارِ القصيدةِ حيثُ يَقبَعُ النَّبضُ
هناك اِستَهلَكتُ كُلَّ ثَرثَرتي حَتّى قِيلَ
بِأنّي أشْعَلْتُ الكَلامَ سيجارةً و نَفَضْتُ
رَمَادَ شَغَفي في مِطفأةِ الوقتِ
مِلْءَ صَمْتٍ
مِلْءَ ضَحِكٍ مِلْءَ دَمْعٍ
مِلْءَ حِبرٍ سُفِكَ على وَرَقٍ
داخِلَ نَصٍّ لِشَاعرٍ مَجنونٍ
ماذا لو رَمَيْتُ الصُّدفةَ
و التَّجرِبةَ نَردََا
ثُمَّ غامَرت
ماذا لو قامَرتُ وٱختَرتُ نفسي خِلْسَةً
ثُمّ ٱختَبَأتُ دَاخِلَ حَدْسِي
دَعني أُخْبِرْكَ أنَّ الرَّسائلَ
التي غَفَتْ في ظَرفِها النَّاعِمِ
أخيرا أرسَلتُها إلى بَريدِ المَقَابِرِ
عَلَّ أحَدُهُم يَتَسَلَّمُ خِطابا
يَفُكُّ غموضا ابيَضَ يَروي
مُعاناةِ اغتِراب و نحن على قَيْدِ الوُجودِ
دَعني أُخْبِرْكَ أنَّ هناك يُشَيِّعُ
كُلُّ ظِلٍّ جَسَدَهُ إلى مَثواهِ الأخيرِ
و أنَّ الأيَّامَ تَنْثُرُ فوقَ القبورِ
قَمحا وزِيوانا
تَصرُخُ نَمْلَةٌ سوداءُ
هَلُمُّوا ها قد وَزَّعوا الوَليمَةَ بالمَجَّانِ
دَعني أُخْبِرْكَ أنَّ الظِلَّ هَدَّدَ بِٱستِقالَةٍ جماعيّةٍ مِن مَهامِ الانعِكَاسِ و التَّبَعِيَّةِ
طالَبَ الشَّمسَ بِكُسُوفٍ عاجِلٍ
و سَحْبِ أشِعَّةٍ أيْنَعَت نَمَشًا أسْمَرَ
على بَشَرَةِ أنثى ما
عند أوَّلِ شَهقَةِ ظلامٍ اِنْتَفى
ظِلٌّ هناك اختفى
دَعني أُخْبِرْكَ أنَّ أضغَاثَ الأحلامِ
التي سَقَطَت سَهْوًا أعلى النَّصِّ
يَصعُبُ تَفصِيلُها
على المقاسِ المُناسِبِ للقصيدَةِ
و أنَّ التِّيهَ هو الحقيقةُ الوحيدَةُ
لِتَأويلِ وَهمٍ وَدَّعَ نَفسَهُ ثُمَّ رَحَلَ.
