مشهد وطني خالد للتاريخ
بقلم د .محمد إسماعيل
في مشهد وطني نادر وفريد من نوعه احتشد آلاف المصريين عند معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، للتعبير عن موقف شعبي موحد يحمل رسالة واضحة للعالم لا للتهجير كان هذا الحشد بمثابة تأكيد قوي على وعي الشعب المصري بأهمية حماية أمنه القومي ورفضه لأي تهديد يمس سيادته أو استقراره.
لم يكن هذا الاحتشاد مجرد تجمع عابر بل جاء تأكيدا لدعم المصريين للرئيس عبد الفتاح السيسي وتفويضه في اتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت الذي يراه ملائمًا. فقد أظهرت الجموع المحتشدة وعيا عميقا بتعقيدات الموقف الإقليمي الحالي وما يحمله من تحديات لا سيما في ظل التصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأوضاع الأمنية المعقدة في المنطقة.
هذا الحدث يحمل في طياته العديد من الدلالات الوطنية الهامة وهي وحدة الصف الوطني ويعكس هذا الاحتشاد تلاحم الشعب المصري خلف قيادته السياسية، وهو رسالة واضحة بأن المصريين على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات الخارجية.
ورفض أي محاولات للتهجير يؤكد هذا الموقف الشعبي أن المصريين انهم يدركون تماما خطورة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وأنهم يرفضون أي سيناريوهات من هذا النوع لما تمثله من تهديد لأمنهم القومي
جاءت الرسالة واضحة بأن سيناء جزء لا يتجزأ من أرض مصر، وأن المصريين مستعدون للدفاع عنها ضد أي تهديد وتفويض الشعب للرئيس السيسي في اتخاذ القرار المناسب يعكس ثقة عميقة في حكمة القيادة السياسية وقدرتها على التعامل مع الأزمات بحكمة وحنكة. فقد أظهرت القيادة المصرية خلال السنوات الماضية قدرة على حماية الأمن القومي المصري والتعامل مع التحديات الإقليمية والدولية بكفاءة.
هذا الاحتشاد الشعبي عند معبر رفح لم يكن رسالة داخلية فقط بل كان أيضا رسالة إلى المجتمع الدولي بأن المصريين يرفضون أي حل للأزمة الفلسطينية يكون على حساب أمنهم واستقرارهم كما أكدوا على أهمية إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويضمن عودته إلى أرضه.
يبقى هذا المشهد الوطني مثالا حيا على وعي الشعب المصري وقدرته على التعبير عن مواقفه الوطنية بوضوح وحزم. لقد أظهر المصريون أنهم على استعداد للدفاع عن أرضهم وسيادتهم الوطنية، وأنهم يثقون بقيادتهم السياسية في اتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على أمن مصر واستقرارها.