رحلة علمية مع أقدم وأشهر تماثيل العالم أبو الهول
كتب - د. عبد الرحيم ريحان
تجربة فريدة لخبير الترميم الدولى المهندس فاروق شرف، خبرة لأكثر من 30 عامًا في ترميم الآثار المصرية القديمة والمسيحية والإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار
وقد خص حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان بهذه التجربة التى تقدم رؤية علمية متكاملة تجمع بين الخبرة العملية والأسس الأكاديمية، ليستفيد منها إخصائي الترميم والباحثين في مجال التخصص
وتمثّل هذه التجربة رحلة علمية وثقافية، في تقنيات البناء القديمة وأساليب الترميم الحديثة، إلى جانب التحديات البيئية والمناخية التي تهدد هذا الصرح العظيم
تمثال أبو الهول
تمثال أبو الهول هو أحد أعظم المعالم الأثرية في مصر القديمة ويعد رمزًا للحضارة المصرية، يقع في الجيزة بالقرب من أهرامات الجيزة الثلاثة يعتقد أن التمثال يعود إلى عهد الملك خفرع (حوالي 2558-2532 قبل الميلاد)، وهو أحد ملوك الأسرة الرابعة في الدولة القديمة.
تم نحته من صخرة جيرية ضخمة ويُعتقد أن وجهه يمثل الملك خفرع نفسه يعكس مزيجًا من القوة والحكمة في الثقافة المصرية القديمة حيث يمتلك جسد أسد (يرمز إلى القوة) ورأس إنسان (يرمز إلى الحكمة).
تمثال أبو الهول كان مدفونًا بالرمال لفترات طويلة عبر التاريخ، مما ساهم في حمايته من عوامل التعرية وأعيد اكتشافه بالكامل في القرن التاسع عشر.
التمثال
يدخل بنا المهندس فاروق شرف إلى تشريح التمثال حيث يمثّل الوجه ملامح ملكية يظهر عليه اللحية الملكية التقليدية وغطاء الرأس النمس، العينان واسعتان وتتجهان نحو الشرق وكأنه يراقب الشمس عند شروقها.
كان هناك صبغة ملونة تغطي أجزاءً من التمثال قديمًا لا سيما الوجه، وهناك اعتقاد بأن أنف أبو الهول تم تدميره، ولكن كيف ومتى؟ فيها أقوال متعددة
الطول الكلي: حوالي 73.5 مترًا (من نهاية الذيل حتى القدمين الأماميتين).
ارتفاعه: حوالي 20 مترًا (من القاعدة حتى قمة الرأس).
عرض الوجه: حوالي 4.2 مترًا.
طول الأذنين: حوالي 1.37 مترًا.
مساحة القاعدة: تمتد القاعدة بشكل أفقي وتغطي حوالي 500 متر مربع حيث تحتضن التمثال بالكامل.
تمثال أبو الهول منحوت في موقع مرتفع قليلاً من الحجر الجيري و يقع في هضبة الجيزة التي تحتوي على تلال صغيرة وشبه مستوية، التضاريس المحيطة بالتمثال تتكون من صخور رسوبية ناعمة وهي نفس المواد التي استُخدمت لبناء أجزاء من الأهرامات، والمنطقة المحيطة معرضة لتأثير عوامل التعرية الطبيعية مثل الرياح والرمال مما استدعى القيام بعمليات ترميم متكررة لحمايته.
البئر
بخصوص البئر الموجود أعلى رأس تمثال أبو الهول، هذه الحفرة أو التجويف يُعتقد أنها قديمة وتمت تغطيتها لاحقًا بغطاء معدني (باب من الصاج) لحمايتها، يُرجح أن هذا التجويف لم يكن جزءًا من التصميم الأصلي للتمثال بل تم إنشاؤه لاحقًا.، بعض الدراسات تشير إلى أن البئر قد يكون محاولة قديمة لاستكشاف التمثال من الداخل
مساحة البئر تبلغ حوالي متر × متر ويقع أعلى رأس التمثال في نقطة يُعتقد أنها أكثر صلابة مما ساعد على بقاء الرأس سليمة مقارنة بباقي أجزاء الجسم، وهناك احتمال أن قدماء المصريين أو الكهنة قد أنشأوا هذا التجويف لأغراض شعائرية أو رمزية، لكن هذه الفرضية ضعيفة لعدم وجود نقوش أو أدلة تثبت ذلك.
بعض الباحثين يعتقدون أن هذا التجويف ربما استُخدم لفحص استقرار الرأس خاصة إذا كانت هناك تشققات أو ضعف في الهيكل، في العصور الحديثة خلال القرن الـ19 أو بداية القرن الـ20، يُعتقد أن المستكشفين أو علماء الآثار قد قاموا بحفر هذا التجويف للبحث عن ممرات أو غرف مخفية داخل التمثال.
تم تغطية البئر بباب من الصاج من قبل وزارة الآثار المصرية لحمايته من التآكل كما أنه يهدف إلى منع دخول المياه أو الفضلات التي قد تؤثر على الحجر الجيري
المشاكل
يرصد لنا المهندس فاروق شرف بعين الخبير المتخصص في ترميم الآثار المشكلات التي أثارت آراءً متباينة بين الخبراء وعلماء الآثار
1- مشكلة التآكل والتدهور الطبيعي، تعددت الآراء بأن العوامل الطبيعية هي السبب الرئيسي، يعتقد بعض الخبراء أن التآكل الذي أصاب أبو الهول ناتج عن عوامل طبيعية مثل الرياح المحملة بالرمال التي تسبب تآكل سطح الحجر الجيري والتغيرات المناخية بين الليل والنهار مما يؤدي إلى تمدد وانكماش الحجر والأمطار والعواصف في العصور القديمة.
ويرى البعض أن تأثير المياه الجوفية الناتجة عن الزراعة الحديثة ومشروعات الري في منطقة الجيزة تُسببت في ضعف في قاعدة التمثال، وتم تنفيذ دراسات لتحديد مدى تأثير المياه الجوفية واستخدام تقنيات لتصريفها.
ويرى البعض أن أعمال الترميم التي أُجريت منذ القرن العشرين وحتى اليوم كانت ضرورية لمنع انهيار التمثال
و استخدمت مواد وتقنيات حديثة لتحسين استقرار أجزاء التمثال المتآكلة، وهناك رأى بأن الترميمات كانت غير دقيقة
لأن بعض مواد الترميم السابقة لم تكن متوافقة مع الحجر الجيري الأصلي مما أدى إلى تفاقم التدهور ويؤكدون على أهمية استخدام مواد تقليدية ومطابقة للمواد الأصلية للحفاظ على القيمة التاريخية.
أنف أبو الهول
وينوه المهندس فاروق شرف إلى موضوع كسر أنف أبو الهول وهو من القضايا التاريخية المثيرة للجدل، حيث تباينت الآراء حول السبب والشخص المسؤول عن كسره ومن هذه الآراء
1- التدمير خلال الحملات العسكرية بجنود تابعين للحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت أطلقوا قذائف مدفعية على أبو الهول أثناء وجودهم في مصر
(1798–1801)مما تسبب في كسر أنفه.
ورغم أن اللوحات والصور التي رسمها الفنانون في زمن نابليون تُظهر أبو الهول بأنفه المكسور بالفعل قبل وصول الحملة الفرنسية، كما أن أقدم تصوير لأبو الهول يظهره بدون أنف يعود إلى لوحة من عام 1737 رسمها الرحالة الدنماركي فريدريك لويس نوردن قبل الحملة الفرنسية
2- التدمير بفعل الصوفي
"محمد صائم الدهر" كما ذكر المقريزي أن "محمد صائم الدهر" أحد المتصوفة في القرن الرابع عشر، هو من كسر أنف أبو الهول، كان صائم الدهر يرى أن أبو الهول يُعبد من قبل الناس واعتبر ذلك شكلاً من أشكال الوثنية، فحاول تشويهه.
ولكن لا يوجد دليل أثرى يؤكد صحة ما ذكره المقريزى
3- يرجح بعض العلماء أن كسر أنف أبو الهول جاء نتيجة عوامل طبيعية مثل التآكل بفعل الرياح والعواصف الرملية التي تعرض لها تمثال أبو الهول على مر العصور، وهو الأقرب للصواب حيث تعرّض تمثال أبو الهول لتآكل شديد بسبب البيئة الصحراوية وهو ما أثر على تفاصيله الأخرى أيضًا، وعلى الرغم من معقولية هذا التفسير لكن الأنف مكسور بطريقة تشير إلى تدخل بشري وليس تآكلاً طبيعيًا تدريجيًا
أصل بناء أبو الهول
يرصد لنا المهندس فاروق شرف آراء متعددة، الرأي الأول أن أبو الهول بُني في عصر الملك خفرع
( طبعًا نحت مجسم وليس بناء)
و يتفق معظم علماء الآثار على أن التمثال يمثل الملك خفرع وتم بناؤه
( نحته وليس بناؤه) في عصر الأسرة الرابعة ( حوالي 2500 ق.م ) ويدعم هذا الرأي قرب التمثال من مجمع خفرع الجنائزي.
وهناك رأى أن التمثال أقدم من عصر خفرع، وربما قبل عصر الأهرامات يستند هذا الرأي إلى علامات تآكل يعتقد البعض أنها نتيجة أمطار غزيرة، مما يشير إلى فترة زمنية مختلفة.
لوحة الحلم
هي إحدى اللوحات الأثرية الأكثر شهرة في مصر القديمة، وهي لوحة جرانيتية كبيرة تقع بين كفوف تمثال أبو الهول في الجيزة.
تُعرف هذه اللوحة أيضًا باسم "لوحة تحتمس الرابع" حيث تحمل نصًا يروي حلمًا غيّر مسار حياة الملك تحتمس الرابع.
تعود اللوحة إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة (القرن 14 قبل الميلاد) في عهد الملك تحتمس الرابع أحد ملوك الدولة الحديثة، اللوحة تمثل شهادة تاريخية حول محاولات قدماء المصريين الحفاظ على تمثال أبو الهول وارتباطهم الروحي به.
نص اللوحة مكتوب بالهيروغليفية ومقسّم إلى أعمدة رأسية ومقاطع أفقية، يروي النص أن تحتمس الرابع قبل أن يصبح ملكًا، كان شابًا يهوى الصيد والتنزه في منطقة الجيزة .
وأثناء إحدى رحلاته استراح تحت ظل تمثال أبو الهول الذي كان حينها مغطى جزئيًا بالرمال.
في الحلم، ظهر له أبو الهول يمثل الإله حور- ام akhty بمعنى "حورس في الأفق") وتحدث إليه بصوت إلهي وأخبره أبو الهول بأنه سيصبح ملكًا على مصر بشرط أن يزيل الرمال التي تغطي التمثال ويعيد إليه مجده، النص يُظهر أبو الهول كرمز للقوة والحماية ويوضح العلاقة الروحية بين الملوك والآلهة.
بعد أن أصبح تحتمس الرابع ملكًا وفّى بوعده وأمر بإزالة الرمال التي كانت تغطي أبو الهول .
فأعاد ترميم التمثال وأقام لوحة الحلم تخليدًا لهذه الواقعة حيث نُقشت على اللوحة قصة الحلم ونصوص تُمجّد الملك.
اللوحة مصنوعة من الجرانيت الوردي ارتفاعها حوالي 3.6 متر، وعرضها 2.2 متر، وسُمكها حوالي 0.5 متر، تُزين الجزء العلوي من اللوحة صورة للملك تحتمس الرابع يقدم القرابين لأبو الهول .
أما الجزء السفلي يحتوي على نصوص الهيروغليفية التي تحكي قصة الحلم.
تُبرز اللوحة أهمية تمثال أبو الهول كرمز للقوة الإلهية والحماية، و تعكس العلاقة الوثيقة بين الملوك والآلهة ودور الأيديولوجيا الدينية في ترسيخ شرعية الحكم، وتُعد مصدرًا قيمًا لفهم طقوس المصريين القدماء ومفهوم الملكية المقدسة.
اللوحة لا تزال قائمة بين كفوف تمثال أبو الهول لكنها تعرضت لعوامل التآكل والتلف بسبب الزمن، و النقوش أصبحت أقل وضوحًا، لكنها ما زالت تُعتبر واحدة من أهم الآثار المرتبطة بتمثال أبو الهول.
ترميم أبو الهول
يعرض لنا المهندس فاروق شرف محاولات ترميم التمثال على مر العصور:
1- في العصور القديمة: يعتقد أن أول محاولات ترميم التمثال كانت في عهد الملك تحتمس الرابع (الأسرة 18، حوالي 1400 ق.م)، حيث اكتُشفت "لوحة الحلم" بين كفوف أبو الهول الأماميتين.
2- الترميم في العصر الروماني: قام الرومان ببعض الإصلاحات البسيطة خاصة في المناطق الأمامية، لمنع انهيار الحجر الجيري بفعل العوامل الجوية.
3- الترميم في العصر الحديث: في القرن التاسع عشر بدأت جهود التنقيب والترميم الحديثة على يد علماء مثل "جيوفاني باتيستا كافيجليا" و"أوغست مارييت"
وفي القرن العشرين في عهد الملك فاروق نُفذت محاولات تنظيف وإعادة بناء بعض الأجزاء المفقودة، وفي خمسينيات القرن الماضي أجرى المهندس الأثري كمال الملاخ إصلاحات أساسية في الصخرة الأم.
4- القرن الحادي والعشرين: خضع التمثال لعدة عمليات ترميم كبرى لتحسين صلابته وحمايته من التآكل، تمت إعادة تثبيت كتل متفتتة خاصة في الكفوف الأمامية والصدر، أعمال الترميم التي تمت خلال فترة المهندس نبيل عبد السميع التي شملت وضع كسوة حجرية على جانبي تمثال أبو الهول وتثبيتها باستخدام الأسمنت الأسود كانت واحدة من الخطوات التي أثارت جدلًا كبيرًا بين خبراء الترميم والآثار بسبب آثارها السلبية طويلة الأمد. حيث كانت أهم الأخطار التي نتجت عن هذه العملية لعدم توافق الأسمنت الأسود مع الحجر الجيرى
أضرار استخدام الأسمنت
1- الأسمنت الأسود يحتوي على مركبات كيميائية مختلفة تمامًا عن الحجر الجيري (الطبيعة القلوية للأسمنت مقابل الطبيعة الرسوبية للحجر). و يؤدي هذا الاختلاف إلى حدوث تفاعلات كيميائية تسبب ضعف الطبقات السطحية للحجر الأصلي، التمدد الحراري المختلف فالأسمنت يتمدد ويتقلص بمعدلات تختلف عن الحجر الجيري مما أدى إلى حدوث تشققات في الحجر الأصلي وزيادة الضغط عليه
2- الأسمنت الأسود لا يسمح بخروج الرطوبة المحبوسة داخل الحجر الجيري مما تسبب في زيادة الرطوبة الداخلية التى أدت إلى تدهور الحجر الأصلي نتيجة نمو الأملاح وتبلورها، تلف البنية الداخلية للحجر لأن الرطوبة تسببت في تكوين فراغات وضعف هيكلي داخل التمثال
3- تغيير المظهر التاريخي للتمثال بإستخدام الكسوة أدى إلى طمس بعض التفاصيل الأصلية للتمثال وإخفاء الطبقة السطحية التي تحمل آثار النحت القديم وإضافة وزن زائد لأن الكسوة الحجرية أضافت وزنًا إضافيًا على الهيكل الضعيف للتمثال مما زاد من خطر التدهور والانهيار الجزئي، صعوبة الإزالة لاحقًا لأن الأسمنت الأسود يُعد مادة صعبة الإزالة دون التسبب في إلحاق المزيد من الضرر بالحجر الأصلي مما جعل عمليات الترميم المستقبلية أكثر تعقيدًا وتكلفة.
4- الأسمنت الأسود يتفاعل مع الملوثات الموجودة في الهواء
(مثل ثاني أكسيد الكبريت)
مما أدى إلى تكوين طبقة جيرية مختلطة مع الأسمنت على سطح التمثال ما زاد من تدهور الكسوة نفسها والحجر الأصلي.
علاج الترميم الخاطىء
ويوضح المهندس فاروق شرف عواقب الترميم الخاطىء لتمثال أبو الهول الذى تسبب في أضرار طويلة الأمد للتمثال وجعل من الصعب العودة إلى الحالة الأصلية للحجر، وأُثيرت انتقادات واسعة لهذه الأعمال، وأكد الخبراء على أهمية استخدام مواد ترميم تتوافق مع طبيعة الأثر مثل الجير الهيدروليكي، وإجراء الاختبارات القبلية على عينات صغيرة من الأثر قبل تطبيق المواد بشكل واسع والاعتماد على طرق تقوية غير مرئية وتجنب الإضافات الثقيلة أو غير القابلة للإزالة.
وقد أُجريت دراسات مكثفة لتحليل تأثير التغيرات المناخية، مثل الرطوبة والرياح المحملة بالرمال، على هيكل التمثال، وتم استخدام تقنيات حديثة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والرادار لتحليل التكوينات الصخرية وتحديد مناطق التآكل.
رحلة المهندس فاروق شرف
يروى لنا المهندس فاروق شرف رحلته في ترميم أبو الهول التي بدأت ضمن فريق من الزملاء أصحاب خبرة كبيرة وكان ذلك أواخر الثمانينات بقيادة الدكتور شوقى نخلة وقد شاركه تمثال وقاعدة إبراهيم باشا بميدان الأوبرا – متحف محمد على الكبير ( الفسقية ) بشبرا الخيمة وكنيسة زويلة بميدان باب الشعرية .
وكانت أهداف الترميم لتمثال أبو الهول لهذه المرحلة ما يلى:
1- تعزيز استقرار التمثال إصلاح الشقوق العميقة التي ظهرت في جسم التمثال نتيجة التآكل والتغيرات المناخية مع تدعيم الأجزاء الضعيفة باستخدام تقنيات حديثة لضمان عدم تعرضها للانهيار.
2- حماية جسم التمثال من عوامل التعرية بدراسة تأثير الرياح المحملة وتطوير حلول عملية للحد من تأثير الرياح وعوامل التعرية
3- تقييم تأثير المياه الجوفية لمعالجة المشاكل الناتجة عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتأثيرها على قاعدة التمثال
فى آواخر الثمانينات انفصل جزء من الكتف اليمنى من تمثال أبو الهول وكان هذا فى عهد الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة والدكتور أحمد قدري رئيس هيئة الأثار المصرية والدكتور زاهى حواس مدير عام تفتيش آثار الهرم والجيزة والدكتور شوقى نخلة رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم والدكتور المهندس ممدوح يعقوب رئيس الإدارة الهندسية والمهندس أبو الدرداء مدير أعمال منطقة الهرم والسيد مصطفي عبد القادر مدير إدارة ترميم منطقة الهرم.
وتم تكليف المهندس فاروق شرف كأخصائى ترميم بمنطقة الهرم ومعه فنى ترميم يدعى الشيخ جابر بترميم هذا الجزء المنفصل وكان على الأرض بجوار التمثال وبعد الدراسة والبحث بالصور السلبية القديمة اكتشفوا أن هذا الجزء محدد من مئات السنين نتيجة عوامل المناخ القاسية من رياح وأمطار وحرارة الشمس واختلاف شدتها فى الفصول الأربعة الأمر الذى جعلها تسقط على الأرض وبسبب ذلك تم استبدال الدكتور أحمد قدري بانتداب الأستاذ الدكتور سيد توفيق من كلية الآثار جامعة القاهرة والذى كان دائم المرور على جميع المشاريع مع المناقشة وقراءة التقارير وتصحيحها بالحبر الأحمر .
وتم بحمد الله ترميم هذا الجزء وتدعيمه بأسياخ الحديد الغير قابل للصدأ و مادة الإيبوكسى رقم 1036 و كان ذلك فى أوائل التسعينات.
وكانت أعمال الصيانة مستمرة بالتمثال فمرة تحت رئاسة الأستاذ كامل أمبابولا مدير عام الترميم وأخري تحت رئاسة الأستاذ عبد المعز شاهين المدير العام بمركز بحوث الآثار ومرة كانت تحت رئاسة الدكتور شوقى نخلة صاحب إقامة محطة أرصاد بالمنطقة وعلى بعد أمتار من تمثال أبو الهول .
وكانت معظم أعمال الصيانة تتلخص فى أعمال التنظيف الميكانيكي واستكمال التجاويف بمونة قوامها الجير السلطاني المخمر عالي الدسم.
وهناك تجربة قام بها الزميل النحات قدري كامل كان مديراً عاماً للترميم بالمتحف المصري بالتحرير صاحب الأعمال المميزة والتى منها إنشاء مقبرتين بحديقة المتحف المصري من قطع حجرية عليها نقوش وكتابات هيروغليفية بذات الصلة
وكان الاستاذ قدري مولع باستخدام عجينة الجير لدرجة استخدامه لأكثر من 20 طناً فى أحد المشاريع، تتكون من كمية من الجير الحي ( اكسيد الكالسيوم ) + الماء النقى الخالي من الأملاح والشوائب
( داخل براميل صاج = هيدروكسيد كالسيوم
( جير سلطاني مخمر عالي الدسم )
داخل البراميل لمدة لا تقل عن 20 يوما بعدها يؤخذ ماء الجير ويرش به سطح الحجر الجيري
وهذا الهيدروكسيد يتفاعل مع كربون الجو وينتج كربونات الكالسيوم التى على سطح الحجر والتى هى المكون الرئيسى للحجر فتقوى السطح.
قام الفنان المثال آدم حنين ومعه الدكتور محمود مبروك أحد المتخصصين في مجال الترميم والفنون التشكيلية وذلك فى أعمال الترميم بالتمثال والتى تضمنت إزالة الكسوة الحجرية التي كانت مثبتة باستخدام المونة الإسمنتية وذلك لأنها كانت تتسبب في مشكلات هيكلية للتمثال.
وتم إزالة الكسوة الحجرية القديمة التى تمت في فترات ترميم سابقة خصوصًا خلال أوائل القرن العشرين، هذه المونة لم تكن مناسبة من الناحية العلمية، لأنها ذات صلابة زائدة مقارنة بالحجر الجيري الأصلي، مما أدى إلى إجهاد الحجر الطبيعي والتسبب في تشققات بمرور الوقت.
ففى خلال أعمال الترميم في فترة آدم حنين ومحمود مبروك، تم اتخاذ قرار بإزالة الكسوة المثبتة بالمونة الأسمنتية واستبدالها باخري بمونة أكثر توافقًا مع طبيعة الحجر الجيري فقد تم استخدام مونة الجير والرمل، وهي مونة تقليدية كانت تُستخدم في العصور القديمة، حيث تتميز بمرونتها وتوافقها الكيميائي مع الحجر، مما يساعد في منع حدوث إجهادات غير طبيعية تؤدي إلى التصدع.
مراعاة الصفة التشريحية للتمثال أثناء تنفيذ الترميم، فقد تم التركيز على الصفة التشريحية لتمثال أبو الهول، بحيث تتناسب الأحجار الجديدة المستخدمة في الترميم مع ملامح التمثال الأصلية، دون الإخلال بالخطوط العامة للنحت ولذلك فقد تمت بتقطيع قطع من الفوم ذات الكثافة المناسبة لتنفيذ مثلها حجر بواسطة النحاتين تحت قيادة الريس سعد النشرتى المعروف وكان لهذا التوجه أهمية كبيرة في الحفاظ على الهوية البصرية للتمثال ومنع حدوث أي تغييرات في مظهره العام كما أدى استخدام المونة الجيرية إلى تحسين استقرار الأجزاء المرممة، مما أبطأ عمليات التدهور التي كانت تحدث بسبب الترميمات الخاطئة السابقة.
مشكلة تمثال أبو الهول
يرى المهندس فاروق شرف أن هضبة الهرم تتكون من الحجر الجيري الذى تشكل قبل حوالي 40 إلى 50 مليون سنة، عندما كانت المنطقة مغمورة بمياه البحر وقد أسهمت هذه البيئة في ترسيب طبقات غنية بالكائنات البحرية المتحجرة مثل الرخويات والشعاب المرجانية وتتميز بتكويناتها الرسوبية والتى تعرف بالحجر الرسوبى الناتج من عوامل التعرية والنقل والتجوية .
يتكون الحجر الرسوبى من الكربونات
( الحجر الجيري الدلوميتي ) والسليكا
( الحجر الرملي ) أو الطين بالإضافة للفراغات المسامية التى تحتوي على الماء أو الغاز وفى وجود بعض المعادن الثانوية ( كأكاسيد الحديد والمواد العضوية )
ومن أهم مميزات الحجر الرسوبي ، وجود طبقات متوازية تختلف في اللون والسمك، غني بالكائنات البحرية المتحجرة، تمتاز بقدرتها على تخزين ونقل المياه الجوفية.
فتمثال أبو الهول في الجيزة تم نحته مباشرة من الحجر الرسوبي الموجود في الهضبة وهو عبارة عن طبقات من الحجر الجيري وهذه الطبقات تتباين في صلابتها وجودتها، وهذا التباين أثر على حالة التمثال عبر الزمن
تفاصيل تكوين أبو الهول
يتكون التمثال من الحجر الجيري الذي يتفاوت في صلابته:
1- الجزء السفلي: مصنوع من حجر جيري أكثر صلابة، ولهذا بقي في حالة جيدة نسبيًا مقارنة بأجزاء أخرى أما الجزء العلوي (مثل الرأس) من حجر جيري أكثر صلابة وأعلى جودة، مما ساهم في بقاء ملامح الرأس واضحة ،لكن بقية الجسم تتكون من طبقات أقل صلابة، مما جعله أكثر عرضة للتآكل بفعل الرياح والرطوبة.
2- الاختلاف في صلابة الطبقات أدى إلى تآكل الأجزاء الأكثر نعومة بشكل أسرع مما تطلب عمليات ترميم متعددة عبر العصور أما الطبقات الأكثر صلابة في الرأس ساعدت في الحفاظ على تفاصيل الوجه مقارنة بالجسم.
3- وجود آبار مياه أو تجويفات تحت تمثال أبو الهول أثار الجدل والبحث العلمي لفترات طويلة.
وكانت النتائج الآتية:
- تم استخدام تقنيات المسح الجيوفيزيائي مثل الرادار المخترق للأرض (GPR) لدراسة ما يوجد تحت أبو الهول فتم اكتشاف فراغات أو تجاويف طبيعية وصناعية تحت التمثال وحوله .
ويُعتقد أن بعض هذه الفراغات عبارة عن قنوات أو آبار قديمة، قد تكون لها علاقة بنظام تصريف المياه أو منشآت مرتبطة بالمعبد المجاور ( معبد الوادي ).
- هضبة الجيزة تتميز بتكوينها من الحجر الجيري الذي يمكن أن يخزن المياه الجوفية في بعض المناطق.
ارتفاع منسوب المياه الجوفية في السنوات الأخيرة بفعل النشاط الزراعي والصناعي أثّر على قاعدة التمثال، مما استدعى جهودًا لحمايته.
- لا توجد أدلة أثرية قاطعة على أن الآبار الموجودة تحت التمثال كانت تُستخدم لأغراض دينية أو شعائرية، لكنها قد تكون جزءًا من الأنشطة الهندسية القديمة أو نظام صيانة التمثال.
أعمال الترميم والعلاج المقترحة
أولا: مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في منطقة نزلة السمان وهضبة الأهرامات تم تنفيذه بالتعاون مع المركز الأمريكي للدراسات في مصر (ARCE)
في عام 2008م.
فقد بدأ العمل على المشروع بعد اكتشاف تأثير ارتفاع المياه الجوفية على تمثال أبو الهول وهضبة الجيزة خلال أوائل العقد الأول من القرن الـ21.
تم الانتهاء من التنفيذ في نفس العام (2008) وشمل تركيب نظام متكامل للتصريف المائي.
هذا المشروع يعتبر من أبرز الإنجازات التي ساعدت على حماية المنطقة الأثرية من أخطار الرطوبة وتدهور الحجر الجيري.
ثانياً: التنظيف الميكانيكي لجسم تمثال أبو الهول تعتبر حساسة للغاية نظرًا لتكوينه من الحجر الجيري الرسوبي، الذي يتأثر بسهولة بالعوامل البيئية .
لذا، يتم استخدام تقنيات دقيقة ومناسبة لحماية التمثال وضمان الحفاظ على تفاصيله الأصلية .. ويتم ذلك عن طريق دراسة حالة السطح لتحديد المناطق المتأثرة بالتآكل أو التراكمات كما يتم تحديد أنواع الرواسب مثل الأتربة، الطحالب، الأملاح
أو المواد العضوية.
وضع خطة عمل: بناءً على الفحص، يتم وضع خطة تنظيف مناسبة تراعي طبيعة المواد.
ثالثاً: - مياه الأمطار الحمضية لها تأثير مدمر على سطح تمثال أبو الهول الحجري الذي يتسم بكونه مادة حساسة للعوامل الكيميائية ..فالأمطار الحمضية تتكون نتيجة اختلاط مياه الأمطار مع الملوثات الجوية مثل ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) وأكسيد النيتروجين (NOx)، مما يؤدي إلى تكوين أحماض مثل حمض الكبريتيك وحمض النيتريك.
- تتسبب الأمطار الحمضية في إذابة الطبقات السطحية للحجر الجيري، مما يؤدي إلى فقدان النقوش الدقيقة والتفاصيل الأصلية للتمثال فكبريتات الكالسيوم الناتجة عن التفاعل تكون قابلة للذوبان في الماء، مما يؤدي إلى تآكل تدريجي لسطح الحجر مع مرور الوقت يُفقد السطح شكله الأصلي بسبب التآكل المستمر .
كما تسبب الأمار الحمضية في تكون تشققات دقيقة على السطح، مما يسمح للرطوبة بالتغلغل إلى داخل الحجر مما يُضعف بنيته ويزيد من تعرضه للتلف. مع خلق بيئة مناسبة لنمو الطحالب والفطريات على سطح التمثال الذى يصبح أقل مقاومة للعوامل البيئية الأخرى مثل الرياح والرمال.
رابعاً: الحلول الممكنة لحماية تمثال أبو الهول:
العجينة المستخدمة في الترميم هي خليط مخصص يُستخدم لملء الفراغات أو إصلاح الأجزاء المفقودة، مع الحفاظ على التناسق البصري والهيكلي مع المادة الأصلية وتتكون من مسحوق الحجر الجيري أو الكوارتز ( الرمل الناعم ) - الجير الهيدروليكي الذى يُستخدم في ترميم الأحجار مثل الحجر الجيري - الأكريليك أو المواد البوليمرية: تُستخدم في الترميمات الدقيقة للحفاظ على المرونة – مع إضافة الأصباغ الطبيعية لضبط اللون ليطابق المادة الأصلي - الماء النظيف الخالي من الشوائب والأملاح و بإضافته بنسبة محسوبة لضبط القوام.
وأخيراً إضافة مواد مثبتة: مثل راتنجات السيليكون أو المواد النانوية لتثبيت العجينة وضمان طول عمرها مع مواد معززة: مثل ألياف الزجاج أو ألياف الكتان لتقوية العجينة.
ويجب أن تكون خصائص العجينة الجيدة:
التوافق مع المادة الأصلية من حيث اللون والملمس.
الثبات ضد عوامل البيئة مثل الرطوبة والحرارة.
سهولة التشكيل دون التأثير على الأجزاء المحيطة.
القابلية للإزالة أو التصحيح في المستقبل دون إلحاق الضرر.
خامساً : يمكن عزل السطح الحجري لتمثال أبو الهول ضد الأمطار لحمايته من التأثيرات الضارةومن الأمطار الحمضية
مع الحفاظ على مظهره الطبيعي وسلامة تركيب الحجر الجيري هو يجب اختيار المواد بعناية فائقة لضمان توافقها مع الحجر وعدم إلحاق أي ضرر بالأثر أو تغييره بصريًا.
أنسب المواد لعزل السطح الحجري ضد الأمطار:
1. المواد النانوية
(Nanotechnology Coatings)
وهى مواد تعتمد على تكنولوجيا النانو لإنشاء طبقة غير مرئية مقاومة للماء والرطوبة فتمنع تسرب المياه إلى المسام الدقيقة في الحجر وتسمح للسطح "بالتنفس" دون احتباس الرطوبة. والأهم أنها تقاوم الأشعة فوق البنفسجية والعواما البيئية:
الأمثلة:
1- سيليكون نانوي معدل
(Modified Siloxanes)
يوفر حماية طويلة الأمد للحجر.
2- الراتنجات السيليكونية
(Silicone Resins)
وهى مادة شفافة تطبق على الحجر مكونة طبقة عازلة.
3- مركبات الأكريليك المخفف
(Acrylic Resins)
وهى راتنجات شفافة يتم تخفيفها لتوفير طبقة واقية وهى مناسبة للإستخدام فى المناق الجافة مع الأمطار الموسمية الخفيفة.
4- مواد تثبيت وتقوية الحجر
(Stone Consolidants)
وهى تُستخدم لتثبيت الحجر الضعيف، ثم تُدمج مع مواد عازلة لتوفير حماية مزدوجة لتقوية البنية السطحية للحجر مع منحه مقاومة للماء.
الاعتبارات المهمة عند اختيار المواد
1- الشفافية: يجب أن تكون المواد غير مرئية تمامًا للحفاظ على المظهر الطبيعي للحجر.
2- قابلية الإزالة دون إحداث ضرر عند الحاجة إلى الصيانة المستقبلية.
3- السماح بالتنفس وبخروج الرطوبة من داخل الحجر لمنع تراكمها.
4- التحليل التجريبي على عينات من الحجر قبل تطبيقها على التمثال للتأكد من توافقها.
5- لصيانة الدورية حتى مع استخدام مواد عالية الجودة، يجب متابعة الصيانة وإعادة تطبيق المواد عند الحاجة.
الخلاصة
أفضل المواد لعزل سطح أبو الهول تشمل المواد النانوية والراتنجات السيليكونية، لما توفره من حماية طويلة الأمد دون التأثير على مظهر الحجر أو سلامته مع ضرورة إجراء الاختبارات الدورية للحفاظ على التمثال كأثر عالمي فريد.
اقتراح بعمل مصدات للرياح
نعم، يمكن استخدام الأشجار كمصدات للرياح لتقليل شدة الرياح وحماية تمثال أبو الهول من و المنشآت التاريخية ، بما في ذلك المواقع الأثرية وذلك بعد عمل دراسة لمعرفة الاتجاهات ومدى تأثيرها على الأثر ومن هذا المنلق يتم إختيار الأشجار المناسبة معتمداً على الظروف البيئية ونوع التربة، خاصة إذا كانت أراضٍ صحراوية رمليةوعلى فكرة تلاحظ وجود آثار عملاقة تحوطها الرمال وتحتاج إلى مثل هذه المصدات فعلى سبيل المثال الواجهة الغربية لهرم زوسر فأثناء الأعمال كانت هى أكثر الواهات تضرراً بفعل الرياح والأمطار.
أسماء الأشجار المستخدمة كمصدات للرياح:
1- أشجار الكازوارينا (Casuarina)
والتي يصل طولها إلى 15-30 مترًا.
المميزات :سريعة النمو - جذورها قوية وتتحمل التربة الرملية - تتحمل الجفاف والرياح الشديدة.
2- أشجار الكافور (Eucalyptus)
و التب بصل طولها إلى 20-50 مترًا.
المميزات : سريعة النمو - تتحمل الجفاف والتربة الفقيرة - توفر ظلًا جيدًا وتقلل من سرعة الرياح.
3- أشجار السرو (Cypress):
والتى يصل طولها من 10: 25 مترًا.
المميزات :نمو عمودي وكثيف، مما يجعلها حاجزًا فعالًا ضد الرياح - تتحمل الظروف الصحراوية مع توفير رعاية مناسبة.
4- النخيل (Date Palm):والتى يصل طولها من : 15-25 مترًا.
المميزات: تتحمل التربة الرملية والظروف القاسية - جذورها عميقة وثابتة، مما يجعلها مفيدة في تثبيت الرمال وتقليل الرياح.
والسؤال : هل يمكن زراعتها في أراضٍ صحراوية رملية ؟
- نعم يمكن زراعة معظم هذه الأشجار في الأراضي الصحراوية الرملية إذا توفرت الظروف المناسبة، مثل : تحسين التربة إضافة مواد عضوية مثل السماد العضوي لتقوية التربة الرملية - استخدام تقنيات الري بالتنقيط لتوفير المياه بكفاءة.
- ترتيب الأشجار كمصدات للرياح بحيث تزرع على شكل صفوف متوازية وتكون المسافة
بين الأشجار 2-5 أمتار ويفضل أن يكون الصف الأول من الأشجار الأطول والصف الثاني أشجارًا أقصر لدعم الحماية.
باستخدام هذه الأشجار، يمكن تقليل سرعة الرياح بنسبة تصل إلى 60-80% وحماية المناطق المحيطة من العواصف الرملية.



