اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

القرار مصري خالص

 القرار مصري خالص





القرار مصري خالص

كتب - د. محمد إسماعيل 


التاريخ يعيد نفسه ومصر دائما في قلب المعادلة لا تنتظر دعما من أحد ولا تحتاج إلى تثبيت مواقف من الخارج منذ فجر التاريخ كانت مصر صاحبة القرار تملك الإرادة والعزيمة وتدرك تمامًا أن أمنها القومي لا يقبل المساومة اليوم وبينما تتعالى الأصوات حول القضية الفلسطينية وتداعياتها على المنطقة نجد أن المواقف العربية تتباين بين المعلن والفعلي بين الدعم اللفظي 

والخطوات الفعلية.





عندما صرح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بأن بلاده لن تكون موطنا للنازحين الفلسطينيين بدا الأمر وكأن الأردن ينأى بنفسه عن أي حلول قد تُفرض على المنطقة. 


لكن في حقيقة الأمر، لا جديد في هذا الموقف فالأردن كغيره من الدول العربية يسعى للحفاظ على استقراره الداخلي وعدم تحمل أعباء جديدة خاصة مع الأوضاع الاقتصادية والسياسية المعقدة التي تعانيها المملكة.



لكن هذا التصريح يضع الكرة في ملعب مصر الدولة الأكبر في المنطقة وصاحبة الحدود مع غزة وسيناء ما يطرح التساؤل هل هذه محاولة لتمرير المسؤولية إلى القاهرة أم أنه مجرد تأكيد على موقف قديم بأن الحل يجب أن يكون فلسطينيا على أرض فلسطين وليس عبر تهجير قسري إلى دول الجوار.



لطالما كانت مصر صاحبة السيادة على أراضيها وأي حديث عن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء مرفوض شكلا وموضوعا فمنذ بدء الأزمة الفلسطينية كان الموقف المصري ثابتا لا بديل عن حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية لا يقوم على التهجير أو إعادة توزيع السكان، بل على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.



وسيناء هذه الأرض التي رويت بدماء الشهداء عبر العصور ليست للبيع أو المقايضة الجيش المصري الذي قدم التضحيات من أجل تحرير كل شبر منها لن يسمح بتحويلها إلى ورقة في يد أي طرف القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكدت مرارا أن سيناء خط أحمر وأن الحل لن يكون على حساب أمن مصر القومي.



المواقف العربية دائما ما تخضع للحسابات السياسية فبينما تؤكد السعودية دعمها للقضية الفلسطينية يبقى السؤال إلى أي مدى يمكن أن تذهب الرياض في تقديم دعم حقيقي وملموس؟ هل ستضغط على القوى الكبرى لدفع إسرائيل نحو حل عادل، أم أن الموقف سيظل في إطار التصريحات الدبلوماسية؟





أما باقي الدول العربية، فهي بين التأييد الصامت والتردد العلني، خشية من تبعات أي موقف قوي قد ينعكس على استقرارها الداخلي. وفي النهاية، تبقى مصر في صدارة المشهد، تتحمل مسؤولياتها التاريخية دون أن تنتظر دعمًا من أحد، لأن قوتها تكمن في شعبها وجيشها وإرادتها.


من الواضح أن المنطقة تمر بمرحلة حساسة حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية في معادلة معقدة. ومع تصاعد الحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة فإن مصر تظل ثابتة في موقفها، رافضة لأي حلول تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني.


الشعب المصري بكل فئاته يقف خلف قيادته مستعدا لأي سيناريو. فنحن لم ننتظر يومًا موقفًا حاسمًا من الآخرين، ولم نطلب دعمًا عربيًا مشروطًا، لأننا نملك القوة والإرادة وجيشا أبيا والأهم من ذلك نملك إيماننا بأن الله معنا يحفظ مصر وشعبها ويكتب لها النصر كما كتب لها العزة عبر العصور.


تظل مصر هي الرقم الصعب في المعادلة تضع مصالحها فوق أي اعتبار، ولا تسمح لأحد بأن يفرض عليها حلولًا تتعارض مع أمنها القومي. التاريخ يشهد أن مصر دائمًا كانت السد المنيع أمام أي مخطط يهدد استقرار المنطقة، وستظل كذلك، بجيشها وشعبها وقيادتها الحكيمة.

google-playkhamsatmostaqltradent