اقرأ التفاصيل
recent
أخبار عاجلة

مصير فلسطين

 مصير فلسطين 




   مصير فلسطين 

بقلم : د. محمد إسماعيل 


لا تزال القضية الفلسطينية واحدة من أبرز القضايا العادلة التي تواجه محاولات مستمرة لتقويض حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في أرضه، وسط تدخلات دولية واستراتيجيات تهدف إلى فرض واقع جديد يتجاهل كل المبادئ الدولية والقيم الإنسانية. 


تأتي هذه المحاولات في إطار خطط علنية وسرية تستهدف تطويع القضية الفلسطينية لتناسب مصالح القوى الكبرى، متجاهلة حق العودة الذي كفلته القرارات الدولية.


مؤخرا ظهرت تصريحات صادمة تعكس ازدراء واضحا لهذا الحق التاريخي حيث يتحدث بعض الزعماء بشكل فج عن إمكانية شراء غزة وكأنها قطعة أرض بلا هوية أو سكان  ليس هذا فحسب بل تذهب بعض الأطروحات إلى تقسيم غزة وتوزيع أجزاء منها لبعض الدول المجاورة في محاولة لتفكيك القضية الفلسطينية والقضاء على حلم إقامة دولة مستقلة ذات سيادة.





هذه السياسات العدائية تأتي في سياق طويل من الانحياز السافر ضد الفلسطينيين.

 فبدلاً من دعم حقهم المشروع في إقامة دولتهم، أصبحت بعض القوى الدولية تدعم سياسات الأمر الواقع التي تهدف إلى إضعاف أي إمكانية لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.


التعامل مع غزة كصفقة تجارية أو أرض خالية من شعبها يمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية، بما فيها اتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة. كيف يمكن للعالم أن يغض الطرف عن تهجير الفلسطينيين وإلغاء حقوقهم تحت مسميات زائفة تدّعي إحلال السلام بينما هي في الحقيقة تكرس الاحتلال والظلم.


وسط هذا العبث السياسي  يظهر الموقف المصري كواحد من أبرز المواقف الوطنية الصادقة في الدفاع عن القضية الفلسطينية. 


فمنذ بداية النزاع، كانت مصر دائمًا في طليعة الدول الداعمة للشعب الفلسطيني، سواء من خلال الجهود الدبلوماسية أو الدعم الإنساني. 


الموقف المصري اليوم يؤكد أن فلسطين ليست قضية فلسطينية فحسب، بل هي قضية أمن قومي عربي لا يمكن التنازل عنها.


لكن للأسف لا يمكن إغفال مواقف بعض الدول العربية التي أصبحت شريكة في هذا التواطؤ غير المباشر.

 بعض الحكومات العربية لم تكتفِ بالصمت على ما يحدث بل أسهمت بطرق مباشرة أو غير مباشرة في دعم مخططات تقويض الدول العربية واحدة تلو الأخرى، بدءا من العراق وسوريا، وصولًا إلى ليبيا واليمن.


تلك الدول التي كانت تعتقد أن ابتعادها عن المواجهة سيحميها، لم تدرك أن "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" هي حقيقة تاريخية وليست مجرد مثل عابر.

 فاليوم تسقط دولة، وغدًا تسقط أخرى، حتى تجد هذه الأنظمة نفسها في مواجهة نفس المصير.


القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع إقليمي بل هي رمز للكرامة والعدل وحقوق الإنسان. 


التخاذل في الدفاع عنها يعني التنازل عن كل ما يمثله العدل والحرية في المنطقة العربية. 

إذا لم يتحول هذا الغضب الشعبي إلى موقف سياسي موحد يعيد للقضية الفلسطينية زخمها ومكانتها، فإن المستقبل سيشهد المزيد من التدهور والتفكك.


يجب أن يدرك الجميع أن فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل هي اختبار حقيقي لمدى قدرة الأمة العربية على التماسك والصمود أمام المخططات الدولية.


 وما يحدث اليوم سيكون له تبعات كارثية على الأجيال القادمة وعلى أمن واستقرار المنطقة بأكملها.


 يبقى السؤال متى تستعيد الأمة العربية قوتها وتلتحم في مواجهة هذا المخطط الاستعماري الجديد.

 ومتى يتحول الغضب العربي إلى نهضة حقيقية تدافع عن فلسطين وعن كل القيم التي تمثلها.

 الإجابة على هذه الأسئلة هي المفتاح لمستقبل عربي أكثر استقرارا وكرامة.

google-playkhamsatmostaqltradent